قرع الطبول فن يجمع ثقافات العالم في دبي
بعض المدن ترتدي في الصيف حلة جميلة، وتجدد جمالها مع الإيقاع الموسيقي، الذي يزيد من ألقها وحضور مشهدها الفني، وكذلك هي دبي، التي تتجلى فيها روعة الإيقاع الموسيقي، خصوصاً ذلك المنحدر من أصول أفريقية، حيث تعلو بين ثنايا المدينة أصوات قرع الطبول، التي تجمع ثقافات العالم في دبي، في وقت تمكنك تلك التجربة من عيش «رحلة مع الإيقاع، تشد فيها عصب اليد وتوسع من ابتسامتك، وتحرر خلالها نفسك من الضغوط، وتعيش فيها جمالية الروح الجماعية»، ذلك ما يمكن أن تشعر به كلما شاركت في حلقات «الضرب على الطبول» التي تعقد بين الفينة والأخرى في أحضان دبي، حيث تتآلف فيها مع قلوب أناس آخرين، يختلفون في ألسنتهم كما منابتهم، ولكنهم يشاركونك العيش تحت ظلال سماء دبي، يتناغمون معك في الإيقاع وهو ما يخلق الروح الجماعية.
فرق الإيقاع الأفريقية في دبي، تبدو كثيرة، يتوزع أفرادها في كل مكان، يتوسدون في عروضهم الطبول ويمتازون برشاقة أصابعهم التي تتنقل بكل خفة على رقعة الطبول، حيث أكثر الإيقاعات أفريقية الطابع، كما تلك التي تقدمها فرقة (Dubafrique) التي يصف مديرها موسيز مانغي موتيسو، بأن الفكرة من تأسيس هذه الفرقة هو إثارة الفرح والطاقة بين الناس، ويقول: «الهدف من هذه الإيقاعات هي إثارة الفرح والطاقة، حيث يختبر الجميع في جلساتنا أصوات الطبول الأفريقية، بينما الجميع يرقصون على إيقاعاتها»، مشيراً إلى أن تلك الإيقاعات قادرة على خلق بيئة ممتعة للرقص والموسيقى، كونها تتضمن الكثير من حركات الذراعين والقدمين. أداء أعضاء هذه الفرقة لا يقتصر على الإيقاع فقط، وقرع الطبول، وإنما يقدمون أشكالاً مختلفة من الأغنيات التقليدية القادمة من ضروب كينيا وأفريقيا بشكل عام.
في المقابل، لا تكاد تخلو المخيمات الصحراوية الموزعة في أرجاء دبي، من حلقات الإيقاع التي يعقدها أفراد فرقة «دبي درامز» (The Dubai Drums) التي أسستها البريطانية جولي آن قبل سنوات، لتصبح مع مرور الوقت أشهر من «نار على علم»، فما يميز هذه الفرقة هو إنها تجمع أفراداً من جنسيات مختلفة، قاسمهم المشترك هو الإيقاع، والعيش في دبي، حيث تعودوا من خلال طبول «الجامباي» على كسر الحواجز بين البشر وجعلهم يداً واحدة متعاونة من خلال القرع على طبول تختلف مقاساتها وأحجامها، والتي تثير في نفوسهم الفرح وترسم الابتسامة على ملامحهم جميعاً. هذه الفرقة تعودت ومنذ سنوات على إقامة حفل خاص يطلق عليه «القمر المكتمل»، وعادة ما يقام في وسط الصحراء، يتركون فيه العنان للجميع للاستمتاع بليلة مليئة بالتسلية والترفية، تعقد تحت ضوء القمر.
التعليقات مغلقة.