ديليب كومار… رحيل ختم فصل الأسطورة وأسدل ستار حقبة من الزمن
ديليب كومار… رحيل ختم فصل الأسطورة وأسدل ستار حقبة من الزمن
أول “خانات” بوليوود وملك تراجيدياتها أبى أن يغادر دون إرث يعيش للأبد، كرسه عبر خمس عقود حملت في طياتها العصر الذهبي للسينما الهندية.
ولد باسم محمد بيشاور خان ابناً لبائع فاكهة من بيشاور وأخاً ضمن عائلة تتألف من 11 ولداً ومات ديليب كومار أسطورة سينمائية سيخلدها التاريخ وخسارة لعالم الثقافة، كما ورد في تغريدة لرئيس وزراء الهند نارندرا مودي الذي نعاه بكلمات مؤثرة متغنياً بـ”ألمعية فريدة سحرت الجماهير عبر الأجيال” وموجهاً التعزية للعائلة والأصدقاء وكمّ من المعجبين.
ومع أنه خط في سيرة ذاتية بعنوان “المادة والظل” بأنه لم “يكن يمتلك أدنى فكرة حول معنى التمثيل أمام عدسة الكاميرا، وبأنه موضوع ينبغي دراسته وتعلمه وممارسته” إلا أن سعة اطلاع ديليب ساعدته على التميز وتطوير طريقة جديدة في التمثيل، من لحظات الصمت المهيبة ووقفات التردد المعبرة والحوارات الشاعرية التي شكلت جميعها معالم مميزة في أسلوبه وشهدت على إدخاله تقنية جديدة إلى عالم التمثيل.
وكان كومار يشتهر باختياره المتأني للنصوص مما جعله أكثر من مجرد ممثل أو كاتب أو منتج وشاعر وحتى فيلسوف.
ومع أنه كان ممتنعاً عن الشرب، وفق ما جاء في موقع “سيتي تايمز”، إلا أنه أبدع في فيلم “ديفداس” بتصوير روحية التدمير الذاتي لشخصية رجل دفعه عذاب الحب لأن يصبح سكيراً وأبدع بتجسيد حالة الأسى بعينيه الغائمتين ولحظات الصمت الأنيق.
أما في الدراما الاجتماعية “داغ” فأدخلته عالم النجومية من بابها العريض مع جائزة فيلم فير في أول حفل عام 1954 قبل ان تكرّ السبحة ويحصد ثماني من الجائزة عينها.
حاول كومار العمل ضمن أنماط عدة إلا أن تجسيده الأسطوري لشخصيات المأساة نصبه كملك للتراجيديا ورسخه في أذهان معجبيه الذين لا يزالون يذكرونه بهذا اللقب دون سواه إلى اليوم. ويذكر أن تلك الأفلام التي جلبت له عظيم النجاح ظاهرياً تركت في نفسه أعمق الأثر وطبعت حالته النفسية بنوبات اكتئاب.
معشوق النساء وأحد المشاهير الذي كان يحلو لهن تحبباً مناداته بديليب صعب كان يقال إن الحسناوات تقفن طابوراً أمام سيارته آملات أن يدهسهن، حتى أن إحداهن وفي يوم خطوبته تناولت كماً من حبوب المنوم مما جعله ينتظر ويعمل على تهدئتها ويفهمها بأنه يحب سايرا بانو قبل أن يعود للحفل.
تميز ديليب كومار بأنه حامل الشعلة الذي ارتقى ببوليوود إلى مصاف غير مسبوقة، ومع أنه عايش شخصيات عدة خلال حياته إلا أن شخصه الفريد يستحيل استبداله بأحد فيسدل بموته عن 98 عاماً الستارة على حقبة من الزمن.
التعليقات مغلقة.