شركة الإمارات العالمية للألمنيوم «أدنوك» توفر 40% من احتياجاتنا من فحم الكوك المكلس
أوضح عبدالناصر إبراهيم سيف بن كلبان، الرئيس التنفيذي لـ«الإمارات العالمية للألمنيوم»، أن الشركة تعتبر أكبر منتج للألمنيوم عالي الجودة في العالم، وأكبر شركة صناعية في الإمارات العربية المتحدة خارج قطاع النفط والغاز، وتنتج الشركة واحداً من كل 25 طناً من الألمنيوم المصنوع، الأمر الذي يجعل الدولة خامس أكبر دولة منتجة للألمنيوم في العالم.
وقال ابن كلبان في حديث لـ«الخليج»: «يأتي معدن الألمنيوم الذي تنتجه الشركة، ضمن أهم صادرات دولة الإمارات بعد النفط والغاز، وتوفر الإمارات العالمية للألمنيوم منتجاتها لأكثر من 400 عميل في أكثر من 50 دولة، كما تعتبر الشركة منتجاً متكاملاً للألمنيوم، بدءاً من عمليات تعدين البوكسيت، وحتى إنتاج الألمنيوم الأولي، كما تدير مصاهر الألمنيوم في موقعي الشركة في جبل علي ومنطقة الطويلة، ومصفاة تكرير الألومينا في الطويلة، ومنجم البوكسيت ومرافق التصدير المرتبطة به في جمهورية غينيا».
وأضاف: «علاوة على إنتاج معدن الألمنيوم، تعمل الشركة أيضاً على تصدير المعرفة. وقد طورت الإمارات العالمية للألمنيوم تقنياتها الخاصة محلياً لأكثر من 25 عاماً، كما استخدمت تقنياتها الخاصة في جميع عمليات توسعة المصاهر منذ التسعينات، كما قامت أيضاً بتعديل خطوط الإنتاج الأقدم للشركة بتقنياتها المحلية. وفي عام 2016، أصبحت الإمارات العالمية للألمنيوم أول شركة صناعية إماراتية ترخص تقنيات عملياتها الصناعية الأساسية على الصعيد الدولي لمصلحة شركة ألمنيوم البحرين، كما تمتلك المزيد من اتفاقيات تصدير المعرفة مع شركات في إندونيسيا وكولومبيا.
وتابع: «وهذا العام، أطلقنا بكل فخر أحدث ابتكاراتنا، CelestiAL، الألمنيوم المنتج باستخدام الطاقة الشمسية النظيفة، حيث تعتبر الشركة الأولى في العالم التي تصنّع الألمنيوم تجارياً باستخدام الطاقة الشمسية، وكانت مجموعة «بي إم دبليو» (BMW) الألمانية هي أول العملاء الذين طلبوا شراء هذا المنتج».
فحم الكوك المكلس
وعن الاتفاقية طويلة الأمد التي جرى توقيعها مع «أدنوك» لتوريد الغاز فحم الكوك المكلس، ردّ بالقول: «يعتبر إنتاج الألمنيوم من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، ولدينا محطاتنا الخاصة لإنتاج الطاقة التي تعمل بالغاز في موقعي الشركة في الطويلة وجبل علي، حيث نستخدم الغاز الطبيعي من «أدنوك» لتوليد الكهرباء. ويرتكز إنتاج الألمنيوم في مناطق تتمتع بوفرة الطاقة، وبالنسبة إلى دولة الإمارات، يتضمن ذلك المواد الهيدروكربونية، وبطبيعة الحال، يتزايد الاعتماد على قدرات الطاقة الشمسية التي تتميز بها البلاد».
وأضاف: «وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وقعنا اتفاقية طويلة الأمد مع «أدنوك» لتوريد فحم الكوك المكلس، حيث نحتاج هذه المادة الخام لصنع أنود الكربون المطلوب في عملية صهر الألمنيوم، ويأتي تمكين هذه الاتفاقية من خلال وحدة أسود الكربون وفحم الأنود البترولي الجديدة التابعة لـ«أدنوك» في مجمع الرويس الصناعي، وبموجب الاتفاقية، ستوفر هذه الإمدادات نحو 40% من احتياجاتنا من فحم الكوك المكلس، ما يسهم في تعزيز القيمة الاقتصادية من المواد الهيدروكربونية في دولة الإمارات، ويسهم في الحد من استيراد المواد الخام من خارج الدولة، وخفض التكاليف اللوجستية».
دعم الصناعة
وعن دعم القطاع الصناعي من أجل رؤية «اصنع في الإمارات»، أجاب ابن كلبان: «تجسيداً لهدف شركة الإمارات العالمية للألمنيوم المتمثل في «معاً، نبتكر من الألمنيوم حياة عصرية متكاملة»، فإن مساهمتنا في تعزيز التنويع الاقتصادي والنمو تعتبر إحدى الوسائل المهمة التي نجعل من خلالها الحياة العصرية ممكنة للمجتمعات التي نعمل فيها».
وأضاف: «ومن خلال عملنا فإننا نقدم ثلاث مساهمات رئيسية في النمو الاقتصادي، ينطوي الأول على تطوير أعمالنا، وقد تمكنّا من تحقيق نمو كبير منذ بدء عملياتنا الإنتاجية في عام 1979 بسعة 135000 طن من المعدن سنوياً، وفي العام الماضي، وصلت طاقتنا الإنتاجية إلى أكثر من 2.5 مليون طن من الألمنيوم، كما توسعنا على طول سلسلة القيمة للألمنيوم إلى تكرير الألومينا وتعدين البوكسيت».
وتابع بالقول: «أما مساهمتنا الثانية فتتمثل في شراء السلع والخدمات التي نحتاج إليها محلياً، فنحن نعمل على تطوير المورّدين الإماراتيين الذين يتمتعون بالقدرة التنافسية. كما ندرك أن احتياجاتنا طويلة الأجل، خاصة للمواد الخام الاستراتيجية، من شأنها خلق فرص اقتصادية لشركات أخرى هنا في الدولة. وفي العام الماضي، كان أكثر من نصف إجمالي مشترياتنا من السلع والخدمات في جميع أنحاء العالم لأعمالنا في دولة الإمارات، من شركات محلية، وقد أنفقت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم أكثر من 8 مليارات درهم في الاقتصاد المحلي».
وذكر أن المساهمة الثالثة تتعلق بالعملاء المحليين، قائلا: «نبيع 10% من إنتاجنا إلى شركات إماراتية تصنّع العديد من الأشياء، من قطع غيار السيارات إلى كابلات نقل الكهرباء العلوية باستخدام الألمنيوم، وتقوم هذه الشركات بتوريد هذه الأجزاء للصناعات المحلية والعالمية من قطاعات البناء، وحتى صناعة السيارات، بما في ذلك العديد من الشركات العالمية الشهيرة. ومن المحتمل جداً أن تكون السيارة التي تقودها تستخدم ألمنيوم إماراتي، وتحتوي أيضاً على أجزاء منتجة في دولة الإمارات باستخدام معدن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم».
وأفاد بأن قطاع الألمنيوم في الدولة، وفي مقدمته شركة «الإمارات العالمية للألمنيوم»، يحقق نشاطاً يعادل 1.4% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الإماراتي. كما يدعم قطاع الألمنيوم في الدولة ما يزيد على 60,000 وظيفة، سواء بشكل مباشر في قطاع الألمنيوم، أو سلسلة التوريد، أو من خلال الأجور التي يتم إنفاقها من قبل موظفي القطاع.
وحول استخدامات منتجات الشركة في أبوظبي ودولة الإمارات والعالم، أجاب ابن كلبان: «يمكنكم رؤية منتجات الألمنيوم الذي يصنّع في كل مكان. فالألمنيوم جزء من كل شيء، بدءاً من الهواتف الذكية إلى ناطحات السحاب، إلى الطائرات. وفي الواقع، كل شيء تقريباً مرتبط بأسلوب الحياة الحديث يتطلب الألمنيوم. ونحن نصنع 4% من الألمنيوم في العالم، لذا فنحن مورّد عالمي مهم».
واختتم ابن كلبان حديثه بالقول: «ومن هذا المنطلق، من المرجح أن تتزايد أهمية الألمنيوم حيث يتميز بسِمات مهمة لها دور بارز في تطوير مجتمع أكثر استدامة. فالألمنيوم مادة خفيفة الوزن إلا أنه يتميز بالقوة والصلابة، لذا فهو مثالي في جعل المركبات أخف وزناً، وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، والأهم من ذلك، لا يوجد حدود لإعادة تدوير الألمنيوم، وفي الواقع، لا يزال نحو 75% من جميع الألمنيوم الذي صنعه الإنسان مستخدماً حتى اليوم.، ويتمثل أحد التحديات الرئيسية في زيادة إعادة تدوير الألمنيوم بشكل أكبر، ففي كل مرة ترمي فيها شيئاً مصنوعاً من الألمنيوم، فإنك بذلك تزيد صعوبة استخدام هذا المورد المهم مرة أخرى على الأجيال المقبلة، للمساهمة في تقدم الإنسانية».
التعليقات مغلقة.