( الإمارات .. حينما يقود الشباب …. اقتصاد المستقبل ) …… افتتاحية الأحد – بقلم / محمد شمس الدين – رئيس تحرير وناشر مجلة استثمارات الإماراتية مؤسس ورئيس منتدى المستقبل للاستثمارات العربية ” FF2020AI”
لمعطيات عديدة، لا يبقى ولا يتسع وقت لسردها، يمكن أن نرى تباينات هائلة على درب التطور الاقتصادي بين دول العالم. وإن كان علينا أن ننظر بزاوية مواربة – خجلاً واستحياءً – حينما نقرع زناد التمحيص والتعجب مما آلت إليه أحوال ومجريات التنمية الاقتصادية في رقعتنا ومحيطنا العربي، الزاخر بالثروات والمقومات الطبيعية، من تهاوي وتخلف، وعدم المقدرة على مجارية التطورات العالمية. فيما لا ننسى حتماً ونحن نرى بأسفاً بل وحسرةَ شديدة، الكوادر البشرية العربية المؤهلة التي هرعت ورهنت نبوغها وعطاءها العلمي لخدمة دروب التنمية في دول أخرى في العالم، لأنها باختصار وجدت ( حائطاً صداً وصلداً) من الروتين والشعارات التنموية الواهية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
حينما نتذكر ذلك فإننا ننظر بزاوية أخرى منفتحة ثاقبة، بل لا يوجد في نظرتنا تلك ونظرة العالم لدولة عربية من بني جلدتنا، أدنى ذرة من الاستحياء أو الخجل، بل هي مفاخرة وتجربة ساطعة نباهي بها نحن العرب شرقاً وغرباً العالم أجمع … لانه انجازاً عروبياً خالصاً صنعته بفضل الله تعالى قيادة عربية باتت محل تقدير العالم أجمع.
وحتماً : حينما نشير للفخر العربي في أواننا المعاصر – وليس ماضينا السالف التليد في أحقاب التاريخ – فإننا باختصار نهرع رافعين البنيان والدعاء باستمرارية الازدهار لما حققتها دولة الإمارات … إمارات التقدم … إمارات التطور الاقتصادي المتسارع … هي الإمارات صانعة الحضارة،، الإمارات رافعة راية العرب في المريخ، وما ادراك دلالات تلك الخطوة والإنجاز على قاموس التطور العالمي!!
باختصار أرى الإمر يعود بفضل الله تعالى لقيادة دولة الإمارات “رعاها الله تعالى”، التي أمنت بالبناء والنماء والانفتاح والشراكة مع الجميع … وأيقنت بحصاد العلم، ورهنت له وارتهنت من أجل ثماره، جل قدراتها ومواردها، لكي يكون أبناء الإمارات مؤهلين لخوض غمار التنمية من خلال مفتاح سر النهضة وهو مفتاح العلم الذي ييسر كل عسير، بفضل الله تعالى، ولكن مهلاً! فهناك سراً أخر، ووسم وطني في قاموس تلك الدولة الفتية، لنجدها دواماً تسعى بل تهرول لرفع شأنه وعنوانه ووسمه إلا وهو ((( الشباب ))).
قبل قبل أيام قلائل كنت اشاهد على التلفاز حديثا ًوحواراً ذكياً مع الزميلة الإعلامية ، صبا عودة، مذيعة قناة الشرق، مع شاب إماراتي لم يتجاوز عمره 35 عاماً، وهو باختصار وللوهلة الأولى،، وبدون أية رتوش، وزير الاقتصاد للدولة العربية الأولى على سلم التطور الاقتصادي، حيث جال الحديث عبر اجابات واثقة تنم على تمكن الضيف في كافة مفاصل التنمية الاقتصادية المحلية والإقليمية والعالمية، ليس ذاك فحسب!! بل ما شد انتباهي، هو أن حديث معالي عبد الله بن طوق وزير الاقتصاد الإماراتي (((حتى وإن لم توجه زميلتنا صبا السؤال لمعاليه)) كان يدور حول استعداد الإمارات للمستقبل (ولا وقت في قاموسه – وعلى هدية قيادته الحكيمة – غير النظر في المستقبل).
وقبل التطرق لمقتطفات حديثه، أود أن اشير للقراء، أن قائد وفارس التطور الاقتصادي العربي المعاصر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله تعالى”، لم يبخل على وزير الاقتصاد الشاب، بأن جعل مداه ومداده، ممن يعينه على تولى مسؤولية وزارة ضخمة، وحتماً كان ذاك المدد من الشباب، حيث أن على يمين وزير الاقتصاد نرى بأعجاب شديد معالي الدكتور ثاني الزيودي وزير الدولة لقطاع التجارة الخارجية ذلك الشاب الذي نبغ في قطاع النفط وغرد بتفوقه العلمي مدركاً حجم التحدي المنوط به بمضاعفة صادرات الإمارات الخارجية في غضون أعوام قلائل مقبلة، وهو الشاب الإماراتي الذي سبق وأن تولى مهام وزير البيئة والتغير المناخي وعلى يسار معالي بن طوق نجد ساعده الإيسر في تولي ملف غاية في الإهمية وإسهاماً في دعم الاقتصاد الوطني، وهو معالي الدكتور / أحمد بالهول الفلاسي ..وزير الدولة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
من مقتطفات الحديث مع قناة الشرق السعودية، قال معالي عبد الله بن طوق، إنَّ حكومة بلاده تركِّز حالياً على هدفين؛ الأول هو التعافي السريع للاقتصاد، والثاني العمل على مضاعفة حجم الاقتصاد من 1.4 تريليون درهم حالياً ليصل إلى 3 تريليونات درهم خلال السنوات العشر المقبلة، منوهاً لإطلاق حزمة قوانين جديدة في المستقبل لدعم الاقتصاد الوطني. وبالطبع لم ينسى وزير الاقتصاد الإماراتي ذاك الشاب الذي لا شك يدرك مدى المسؤلية الملقاة على عاتقه، الحديث والمرور على( نقد أو أموال المستقبل)، وما يعرف بالعملات الرقمية، والتي وإن كان يدور الجدل حولها إلا أنه اشار لاستعداد بلاده للتعامل معها والاستفادة من فرصها ( إن لاحت في الآفق )، مشيراً لقيام هيئة الأوراق المالية والسلع في بلده بوضع تشريع لترميز الأصول المشفَّرة، فيما تم مؤخرا افتتاح منطقة حرة في مطار دبي لدعم الأصول المشفَّرة. حيث اكد أن الحكومة تنظر إلى التكنولوجيات المستقبلية كجزء رئيسي من أجندتها.
وختاماً لتلك السطور
فلا نجد مناصاً نحن (المدونيين ومعشر الكتاب)، ممن يتحملون مسؤولية الكلمة والقلم والتوثيق في العالم العربي، سوى أن نقول أنها كلمات واثقة ساطعة كرهان للمستقبل لشباب الإمارات، وكحصاد لثمار يانعة، غرستها بعناية وحرص و جهد بتوفيق الله تعالى قيادة دولة الإمارات إيماناً وإدراكاً منها بأهمية الدور الكبير لشباب الإمارات … وهذا دءب ودرب المجتمعات والدول التي لا تشيخ أبداً بإذن الله تعالى، لأنها راهنت وسخرت مقدراتها وثرواتها لكي يكون الشباب هم من يتولون زمام المبادرة.
حفظ الله تعالى الإمارات قيادةً وحكومةً وشعباً وباقي دولنا العربية.
التعليقات مغلقة.