الشركات العائلية في الإمارات ساهمت في تعزيز الانتعاش الاقتصادي خلال جائحة كوفيد-19
يسلط أحدث تقرير بعنوان «إتقان العودة: كيف نجحت الشركات العائلية في تحقيق أهدافها خلال جائحة كوفيد-19»، الصادر عن كي بي إم جي برافيت انترابريزPrivate Enterprise بالتعاون مع الاتحاد العالمي لمشروع برنامج تطوير النفق الاستراتيجيSTEP Project Global Consortium، الضوء على استراتيجيات طويلة الأمد انتهجتها الشركات العائلية في دولة الإماراتواستطاعت من خلالهاالبقاء صامدة خلال جائحة كوفيد-19، حيث لعبت هذه الشركات دوراً فاعلاً وكبيراً في تعزيز الانتعاش الاقتصادي.
جدير بالذكر أن التقرير استطلع ما يقرب من 2500 شركة عائلية وأكثر من 500 شركة غير عائلية حول العالم، بما في ذلك دولة الإمارات؛ حيث يبرز التقرير الاستراتيجيات الرئيسية التي تبنتها الشركات العائلية في معالجة التأثير المباشر لجائحة كوفيد-19 على الشركات، ناهيك عن الاقتصاد الكلي.
وتعقيباً على نتائج التقرير؛ قال أنوراغ باجباي، الشريك لدى كي بي إم جي لوار جلف: «تشكل الشركات العائلية في دولة الإمارات جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للدولة؛ وتتعهد دوماً بالحفاظ على ريادة الأعمال. لقد أظهرت هذه الشركات مرونة خلال جائحة كوفيد-19، وتجسد ذلك من خلال تبنيهااستراتيجيات طويلة الأمد لاحتضان كل أصحاب المصلحة خلال فترة صعبة غير مسبوقة. لقد استجابت الشركات العائلية بسرعة للواقع الاقتصادي المتغير من أجل الحفاظ على العمليات وتأمين الوظائف في ظل حرصها على تكثيفالاستثمارات الاقتصادية طويلة الأجل والتزامها تجاه المسؤولية المجتمعية».
ووفقاً للتقرير، تنشط أجيال متعددة حالياً في ثلث (33%) الشركات العائلية في دولة الإمارات، مقارنة بـ16% عالمياً. تضفي الطبيعة العابرة للأجيال للشركات العائلية في الدولة ثباتها المميز. ويبين التقرير أن العائلات لا تركز فقط على معالجة الأهداف الاقتصادية، وإنما أيضاً ينصب تركيزها على معالجة القضايا المجتمعية، مثل الحفاظ على الإرث. وكان لهذا المزيج تأثيره الواضح على رسم الاستراتيجيات والطرق التي انتهجتها الشركات العائلية على صعيد جهود الاستجابة ضد جائحة كوفيد-19
ووفقاً للتقرير، كان أداء الشركات العائلية في دولة الإمارات أفضل من نظيراتها الإقليمية على صعيد توفير الوظائف؛ وكانت الاستراتيجية التي نفذتها الشركات العائلية في دولة الإمارات تنصب على وقف التعيينات؛ في حين أن ثلث الشركات (32%) قللت من تكاليف الموظفين،بينما تضمنت الاستراتيجيات الصغيرة الأخرى تخفيف الأثر المالي جراء الجائحة وتقليل كلفة المكاتب وإعادة التفاوض بشأن عقود البائعين وتأجيل أو تخفيض رواتب المسؤولين التنفيذيين.
ويعد الوفاء بالمسؤوليات الاجتماعية ورعاية كل أصحاب المصلحة، بمن في ذلك الموظفون والعملاء والموردون والمجتمعات المحلية، إحدى الاستراتيجيات الأساسية الثلاث التي تتبناها الشركات العائلية في جميع أنحاء العالم للتغلب على التداعيات السلبية للجائحة. بالإضافة إلى ذلك، كان توظيف رأس المال الصبور وتنفيذ التحول في الأعمال يشكل محوراً أساسياً ضمن الاستراتيجيات التي اعتمدت عليها الشركات العائلية في التصدي للتداعيات السلبية للجائحة.
وقال الدكتور رودريجو باسكو، أستاذ مشارك ورئيس كرسي الشيخ سعود بن خالد بن خالد القاسمي للشركات العائلية، في كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية بالشارقة: «لقد دفعت جائحة كوفيد-19 وما خلفتها من تداعيات سلبية الشركات العائلية إلى تعزيز المرونة، الأمر الذي شجعهم على تغيير استراتيجيتهم على المستويين التنظيمي والاستراتيجي. ومن أجل التغلب على التداعياتالسلبية الناجمة عن الجائحة، قام البعض بتعديل هياكل حوكمة الأسرة والشركات من خلال دمج مجالس خارجية أو جلب جيل جديد من أفراد الأسرة لصياغة خطط التعافي. وقد تم استكمال ذلك من خلال تحول في سلوكهم الاستراتيجي، حيث قاموا بتنفيذ إجراءات ريادة الأعمال.
كانت الاستجابات التنظيمية والاستراتيجية للشركات العائلية لحماية بقائها على المدى الطويل متوافقة مع إجراءاتها لدعم حكومة دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، فضلاً عن تلبية احتياجات المجتمعات المحلية.
التعليقات مغلقة.