الإمارات تؤكد أهمية العمل البرلماني المشترك لمواجهة التدخّلات الخارجية
أكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي رئيس الاتحاد البرلماني العربي، أهمية تكثيف الجهود لمضاعفة العمل البرلماني المشترك لتعزيز التنسيق بين البرلمانات العربية لبناء تصور برلماني عربي مشترك لمواجهة الأطماع والتدخلات الخارجية في الشؤون العربية.
وأشار معاليه إلى أهمية تطوير آليات عمل الاتحاد البرلماني العربي باعتبار أن هذه المؤسسة تعبّر عن إرادة ممثلي الشعوب العربية في التعبير عن المصلحة العربية المشتركة.
وقال معاليه إن دولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، حريصة على تطوير آليات العمل العربي المشترك، وعلى الإسهام المؤثر في كل ما من شأنه تطوير جوانب التنمية والأمن لدولنا العربية، وأن دولة الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تتبنى سياسات التعايش، والتسامح، والانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى بمنظور يهيئ لمنطقتنا العربية أن تكون أكثر استقراراً، وسلاماً، وأمناً.
جاء ذلك في كلمة معالي صقر غباش خلال ترؤسه وافتتاحه للدورة الـ 27 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي والذي عقد عن بعد، الخميس الموافق 25 فبراير 2021 في مقر الأمانة العامة للمجلس الوطني الاتحادي بدبي، بمشاركة ممثلي الشعب البرلمانية العربية في اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي وبحضور فايز الشوابكة الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي.
وبحضور أعضاء المجلس الوطني الاتحادي ناصر اليماحي ممثل الشعبة البرلمانية الإماراتية في اللجنة التنفيذية وناعمة المنصوري رئيسة مجموعة الشعبة البرلمانية في الاتحاد البرلماني العربي، وبحضور عمر النعيمي الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي وعفراء البسطي الأمين العام المساعد للمجلس.
وأكد معالي صقر غباش أهمية تعزيز العمل العربي المشترك ضد التدخلات الأجنبية لبعض دول الجوار في الشؤون الداخلية العربية وما يترتب على ذلك من استمرار بؤر التوتر والصراع في بعض دول عالمنا العربي، بالإضافة إلى تقسيم القُطر العربي الواحد إلى كيانات متناحرة وما ينتج عنه من تهديد لأمن دول عربية مجاورة.
مؤكداً أن هذه القضية تحديداً تعد الأكثر خطراً على الأمن العربي المشترك، لأن هذه التدخلات الأجنبية عملت على دعم الجماعات الإرهابية، ونشر أفكار التطرف والتعصب ضد الآخر من أجل تفتيت عالمنا العربي إلى عوالم مذهبية، أو عنصرية، أو دينية، أو سياسية.
وقال معالي صقر غباش إنه على الرغم من تزايد التحديات الأمنية والسياسية والصحية إلا أن هناك الكثير من بوادر التفاؤل والأمل والفرص للحد من آثار تداعيات هذه التحديات، حيث نأمل نجاح الاجتماعات الفلسطينية التي تنعقد في القاهرة للتحضير، والإعداد للانتخابات الفلسطينية المقبلة، وبما ينهي حقبة الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية.
كما عبر معاليه عن تمنياته بنجاح جهود الإخوة الأشقاء في ليبيا في استكمال مسعاهم السياسي، ومما يؤكد على عودة ليبيا الموحدة، والاستقرار الكامل للشعب الليبي.
كما أن اتفاق الرياض، وتشكيل الحكومة الجديدة في اليمن، قد يمثل فرصة حقيقية لإنهاء الأزمة اليمنية وفق قرارات الأمم المتحدة، والمبادرة الخليجية، خصوصاً قرار مجلس الأمن 2219. كذلك فإن موافقة الأطراف السورية على استئناف المحادثات في جنيف، قد يمثل فرصة للحد من تفاقم الأزمة السورية، وندعو الله أن تتحول هذه الفرص إلى نتائج واقعية تسهم في حل الأزمات المستعرة في عالمنا العربي.
وقال معاليه لعل اجتماعنا الافتراضي هذا فرضته اعتبارات انتشار وباء (كوفيد19)، الذي سبب الكثير من المصاعب والتحديات لدولنا ومواطنينا في عالمنا العربي، حيث إن هذا الوباء لم يؤثر فقط على القطاع الصحي، وإنما أيضاً على الميزانيات المخصصة لجوانب التنمية المستدامة. ومن ثَم تأثرت سلباً مخصصات التعليم، والصحة، والإسكان، ومشروعات التنمية.
وأشار معاليه إلى أن اجتماعنا هذا يتزامن مع تَصارع دول العالم للحصول على اللقاحات الكافية لمواطنيها من جراء هذا الوباء، مؤكداً أن مسألة التوزيع العادل للقاحات كورونا وضمان حصول المواطنين العرب عليها، من الموضوعات ذات الأهمية لأنها تتعلق بأمن وسلامة المواطن العربي، وعودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية لطبيعتها، ولذا يجب أن نولي ذلك أولوية في التنسيق البرلماني المشترك في الاجتماعاتِ القادمة للاتحاد البرلماني الدولي.
وأكد معاليه في ختام كلمته أن الشعبة البرلمانية الإماراتية ستعمل جاهدة خلال فترة رئاستها للاتحاد البرلماني العربي على تكثيف الجهود لتحقيق أهداف هذا الاتحاد، والارتقاء بأطر العمل البرلماني العربي المشترك.
وخلال الاجتماع تم الاطلاع على تقرير الأمين العام وتقرير لجنة جائزة التميز البرلماني للاتحاد البرلماني العربي لعام 2020 وتسمية الفائزين لهذه الجائزة كما تم مناقشة ميزانية الاتحاد لعام 20-21 والتأكيد على أهمية دعم استراتيجية الاتحاد بكافة بنودها وخصوصاً تعزيز العمل العربي المشترك.
كما أقر الاجتماع جدول أعمال الدورة الـ 31 للاتحاد البرلماني العربي.
وفي ختام أعمال اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي في دورتها السابعة والعشرين أصدرت اللجنة البيان التالي حول القضية الفلسطينية، أعادت اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى للأمة العربية، مجددة رفضها لأية مشاريع أو خطط تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في الحرية والاستقلال.
وشددت اللجنة على أنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها تقرير مصيره على أرضه وقيام دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو1967 وعاصمتها مدينة القدس، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، وحل قضية اللاجئين وفق القرار الدولي رقم 194.
ورحبت اللجنة التنفيذية بالخطوات العملية التي تم اتخاذها في فلسطين لإنهاء الانقسام بين شطري الوطن الواحد، مؤكدة دعمها الكامل لإجراء الانتخابات العامة الفلسطينية، بما يسهم في تحقيق المصالحة الوطنية.
التعليقات مغلقة.