منطقة الحرفيين.. مهارات تبوح بأسرار الموروث المحلي في مهرجان الشيخ زايد
يلقى الإرث الإماراتي الأصيل، من عادات وتقاليد أصيلة وحرف يدوية، اهتماماً بالغاً من زوار مهرجان الشيخ زايد، الذي يحمل رسائل تعليمية وتثقيفية تهدف إلى صون التراث الإماراتي والاعتزاز به، حيث يعتبر الحدث معرضاً مفتوحاً وفرصة مميزة لعرض أعمال العديد من الحرف اليدوية الإماراتية التراثية في منطقة الحرفيين التي تبوح مهارات شاغليها بأسرار المهن القديمة.
تتوسط منطقة الحرفيين أرض المهرجان، لتشكل محوراً مهماً من رحلة الزائر، الذي يمكنه التعرف إلى تشكيلة كبيرة من مفردات التراث الإماراتي والحرف التقليدية، عبر مجموعة من الحرفيات والحرفيين المهرة الذين يستعرضون مهاراتهم ضمن ورش حية.
ومن الأركان الجاذبة للجمهور ركن صناعة القراقير، حيث يقف الزوار أوقاتاً طويلة للاستمتاع بحرفية صانعها، والتي لم تتمكن أي آلية صناعية من إقصائها مثل العديد من الحرف التقليدية الأخرى، حيث لا يمكن صناعة القرقور الذي يستخدم في صيد الأسماك إلا بشكل يدوي.
وعلى جانب آخر، يمارس أحد الحرفيين صناعة «الديين»، وهو عبارة عن سلة مشبكة مصنوعة من حبال الكمبار أو القطن وبها عقلة يضعها الغواص في عنقه ليجمع فيها المحار أثناء الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، حيث يعمل الحرفي كذلك على تقديم شرح تفصيلي لزوار المهرجان عن رحلة الغوص وكافة الأدوات التي كانت تستعمل أثناء نزول الغواص قاع البحر.
كما تضم المنطقة الكثير من الحرفيات اللاتي يقمن بدورهن بممارسة العديد من الحرف النسائية التي كانت تمارسها الجدات والأمهات، وتدر عليهن دخلاً يساهم في تدبير أمور البيت، ومنها: السدو، التلي، الخوص، قرض البراقع، والغزل.
وتعمل إحدى الحرفيات على غزل القطن والصوف بواسطة المغزل المصنوع من الأشجار، وهو أداة بسيطة يتم بواسطتها برم الصوف والقطن وشعر الماعز وغزله، كما تعمل حرفية أخرى بممارسة حرفة «التلي» التي تعتبر من أعرق فنون التطريز، وهو عبارة عن خيوط الحرير والخوصة المعدنية يُنسج على أداة تسمى «كاجوجة»، وهي مخدة على قاعدة حدیدیة تُثبت الخيوط عليها، حيث كان التلي وما زال يستخدم لتزيين الملابس النسائية الإماراتية، ويصنع باستخدام الفضة، وأصبح اليوم يستخدم في أشياء مختلفة غير الملابس.
ومن أبرز الحرف التي تمارسها النساء، حرفة «السدو»، وهو نسيج من خيوط الصوف الطبيعية، ينسج على أداة خشبية، وكان يستخدم قديماً لصناعة السجاد والخيام، وكذلك حرفة سف الخوص من سعف النخيل، الذي كان يستخدم قديماً في سقف المنزل وفرش الأرض، والذي تطورت استخداماته حديثاً، حيث يستخدم كسلة لتقديم التمر والأكل وحقيبة للبحر.
التعليقات مغلقة.