“ابوظبي” %30 ارتفاع في الطلب على مكاتب «البيزنس سنتر

ارتفع الطلب على تأجير المساحات المكتبية بمراكز أعمال «بيزنس سنتر» في أبوظبي بأكثر من 30 %، بالتزامن مع تحسن الأنشطة الاقتصادية، وتوجه الشركات لتقيص النفقات التشغيلية، خلال النصف الثاني من العام الحالي، مقارنة بالنصف الأول من 2020، بحسب خبراء عقاريين ومتعاملين بالسوق. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن الطلب يتركز على مراكز «البيزنس سنتر» على حساب المكاتب التقليدية ذات المساحات الكبيرة، مع اهتمام كثير من الشركات بتقليص نفقات الإيجار المكتبي بعد جائحة «كورونا».

وأوضح مديرو شركات عقارية عاملة بالسوق المحلي، أن «البيزنس سنتر» توفر العديد من المزايا، التي تسهم في تقليص النفقات، حيث لا يتحمل المستأجر تكاليف تأثيث وتجهيز المكتب، أو رسوم الكهرباء والمياه والإنترنت، أو رواتب عمال النظافة وإعداد المشروبات، فضلاً عن توفير خدمات متنوعة مثل السكرتارية والاستقبال، مع توفر غرف اجتماعات مجهزة.
وأكدوا أن مراكز الأعمال تتميز بجاهزيتها للاستخدام الفوري، ومرونة عقود التأجير لعدة أشهر أو أكثر، دون اشتراط السداد الشهري، وهو ما يتوافق مع رغبة بعض المستثمرين في استئجار مساحات مكتبية لعدة أشهر، دون الالتزام بعقد سنوي، لحين الاطمئنان لاستقرار أعمالهم خلال الظروف الراهنة.

شركات صغيرة
بدوره، قال نبيل بكر رئيس شركة رواد الأعمال للأنظمة المتكاملة، إن الفترة الحالية تشهد تحسناً وإقبالاً على استئجار المساحات المكتبية بمراكز البيزنس سنتر في أبوظبي، حيث ارتفع الطلب حسب الموقع بنحو 30% إلى 50% خلال النصف الثاني من العام الحالي، مقارنة بالنصف الأول، والذي شهد شبه توقف للطلب على استئجار المساحات المكتبية الجديدة، بسبب تداعيات أزمة كورونا خلال الربع الثاني من 2020.
وأرجع بكر ارتفاع الطلب إلى بداية عودة النشاط الاقتصادي، وتوالي إطلاق العديد من المشاريع الحكومية، والتي تنعش النشاط بالشركات، لاسيما الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح أن الطلب يزيد على المساحات المكتبية بمراكز الأعمال في ظل ما توفره من مزايا متنوعة، حيث لا يتحمل المستأجر تكاليف الكهرباء والمياه والانترنت، كما عمال للقيام بإعداد المشروبات أو خدمات النظافة، وغيرها من الخدمات.
وذكر أن متوسط إيجار مكاتب البيزنس سنتر شهد تراجعا ملحوظا خلال العام الحالي، مقارنة بالعام الماضي، حيث تتوفر مكاتب بنحو 15 ألف درهم سنوياً، فضلاً عن مساحات أقل بنحو 10 إلى 12 ألف درهم سنويا، موضحاً أن الأسعار شهدت ارتفاعا طفيفا خلال الأشهر الأخيرة، مقارنة بالربع الثاني من العام الحالي، مع تحسن الطلب.
وقال بكر إن كثيراً من الشركات باتت تباشر الأعمال عن بعد، ما قلص الحاجة للمساحات الكبيرة.

خدمات متنوعة
ومن جانبه، أوضح وليد خالد مدير شركة جلاس كيوب لخدمات رجال الأعمال إن حجم الطلب خلال النصف الثاني ارتفع بنحو 30% مقارنة بالنصف الأول من العام الحالي، لاسيما مع عودة النشاط الاقتصادي بالكثير من القطاعات، وعودة كثير من العملاء للعمل من المكتب.
وأضاف: هناك توجه منذ نحو 5 سنوات نحو مراكز الأعمال «البيزنس سنتر»، على حساب المكاتب التقليدية، حيث توفر مراكز الأعمال خدمات مثل السكرتارية والاستقبال وتضم غرفة اجتماعات وأثاث مكتبي متكامل، ما يوفر كثير من النفقات على المستأجر، الخاصة بتأثيث المكتب، فضلا عن عدم تحمل تكاليف ورسوم للكهرباء والمياه.
وقال خالد إن ظروف «كورونا» زادت مخاوف المستثمرين بشأن استمرار أعمالهم، ولذلك فإن مراكز البيزنس سنتر باتت أكثر ملاءمة لهؤلاء المستثمرين، في ظل توفر مرونة في تحديد مدة العقود، حيث يمكن للمستثمر توقيع عقد إيجار شهري، ثم التمديد لأشهر أخرى، أو توقيع عقد سنوي، عند التأكد من استقرار أعماله.
وذكر أن الفترة الأخيرة شهدت تخفيض أعداد الموظفين ببعض الشركات التي تراجعت أعمالها بعد أزمة «كورونا»، ما جعل بعض الشركات تبحث فرص تقليص نفقات استئجار المكاتب التقليدية، من خلال مراكز البيزنس سنتر، حيث تمثل هذه المراكز بديلاً مثالياً للراغبين في ممارسة أعمالهم بأقل التكاليف.
وأوضح خالد أن أسعار تأجير المكاتب بمراكز الأعمال التابعة للشركة تختلف حسب الموقع والمساحة والإطلالة والخدمات المقدمة، حيث تبدأ من ألفي درهم، فيما تبدأ أسعار التأجير السنوي من نحو 30 ألف درهم سنويا، موضحا أن الشركة تمتلك مراكز أعمال في مناطق مثل جزيرة الريم ومدينة مصدر ومناطق الخالدية والكورنيس.
ولفت إلى تحمل أصحاب مراكز الأعمال الكثير من التكاليف مثل رسوم الإيجار، وتكاليف المياه والكهرباء والإنترنت، وخدمات الصيانة، ورواتب الموظفين من سكرتارية وأمن واستقبال وعمال.

معدلات الإشغال
بدوره، أشار ضياء عبدالهادي رئيس شركة سفينة الأحلام للعقارات المكتبية إلى زيادة نسبة الإشغال حاليا بمراكز «البيزنس سنتر» خلال الفترة الحالية مقارنة بفترة التوقف شبه الكامل خلال فترة إغلاق «كورونا» بالربع الثاني من العام الحالي، فضلا عن تقديم تسهيلات من قبل الملاك للمستثمرين وأصحاب هذه المراكز لمدة 3 أو 6 أشهر.
وأرجع زيادة الطلب إلى افتتاح شركات جديدة، لاسيما مع زيادة الاهتمام بنشاطات جديدة بعد أزمة «كورونا»، بالإضافة إلى توالي طرح العديد من المشاريع التنموية والحكومية، والتي توفر فرص أعمال متنوعة للشركات الصغيرة والمتوسطة.
ولفت إلى توجه بعض المستثمرين الذين انتهت عقودهم في مواقع أخرى للانتقال إلى مراكز البيزنس سنتر، بهدف تقليص النفقات، لاسيما في حالة انخفاض الدخل بعد أزمة «كورونا»، فعلى سبيل المثال فإن المستثمر الذي يؤجر مكتب تقليدي بقيمة 50 ألف درهم، قد يتجه للانتقال لمكتب أقل مساحة بمراكز الأعمال بنحو 20 أو 25 ألف درهم.
وأوضح عبدالهادي أن تحسن الطلب على المساحات التجارية يرجع كذلك إلى نجاح سياسة الإمارات في التعامل مع الأزمة وبداية العودة التدريجية للاقتصاد، ما أعطي جرعة من التفاؤل لبيئة الأعمال في الدولة.
وأوضح أن أسعار الإيجارات بمراكز الأعمال تتباين حسب الخدمات والموقع والإطلالة، حيث تبدأ من نحو 10 أو 15 ألف درهم سنويا ببعض المناطق التقليدية، فيما تبدأ بأكثر من 30 ألفا بالمناطق المتميزة ذات الإطلالة على البحر، حسب المساحة والخدمات ومستوى الأثاث.
وأوضح أن أسعار التأجير تكون غالبا سنوية أو نصف سنوية، وتشمل رسوم الكهرباء والمياه والإنترنت والأثاث وخدمات التنظيف الخارجي.

مساحات صغيرة
أوضح غسان حمود المدير الشريك في شركة يمناك للاستشارات الإدارية أن كثيراً من الشركات اتجهت بعد أزمة «كورونا» للاستغناء على مكاتبها التقليدية لاستئجار مكاتب ذات مساحات أصغر وأرخص، لتوفير نفقات الإيجار، لاسيما أن كثيراً من الشركات قد لا تتطلب طبيعة أعمالها بقاء الموظفين بالمكتب، كما أن كثيراً من العملاء والمتعاملين باتوا يعقدون الاجتماعات والمؤتمرات «أونلاين»، في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي. وأضاف أنه من المتوقع استمرار عقد الاجتماعات والمؤتمرات الافتراضية بعد «كورونا»، والتي توفر كثيراً من الوقت والجهد، الذي يتم استغراقه في المواصلات والتنقلات. وأضاف أن مراكز البيزنس سنتر توفر منذ سنوات خدمات تأجير المساحات التجارية لمدة محدودة، أو تأجير قاعات الاجتماعات لساعات محددة، إلا أن أزمة كورونا زادت نسبة إقبال مجتمع الأعمال على هذه الخدمات.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد