الإمارات تحتفل باليوم الوطني الـ ٤٩ بإنجازات نوعية تبهر العالم
عانقت الفضاء وقدمت جهوداً متميزة في مكافحة «كورونا» خلال 2020
تحتفل دولة الإمارات، الأربعاء المقبل، باليوم الوطني الـ49، فيما تعانق السماء بإنجازاتها الحضارية الكبرى التي تلهم العالم ويعم نفعها الإنسانية جمعاء.
وتعد الذكرى الـ49 لإعلان الاتحاد مناسبة لتجديد العهد ومواصلة الإنجازات بالسير على خطى ونهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الحكام الذين اجتمعوا على الحق والخير، في الثاني من ديسمبر سنة 1971 لإعلان قيام اتحاد دولة الإمارات، وبدء مسيرة التنمية والبناء.
ويسجل التاريخ بمداد من ذهب العديد من الإنجازات التي حققتها الدولة على مدار العام الجاري، حيث يعتبر عام 2020 عاماً استثنائياً في مسيرة التنمية والتطور في الإمارات التي حولت التحديات فيه إلى فرص للإبداع والابتكار، والتخفيف من تداعيات جائحة كورونا.
وشهد عام «الاستعداد للخمسين» العديد من الإنجازات المتميزة في مختلف المجالات وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والفضاء والطاقة، ونجحت المسيرة التنموية في الإمارات في تجاوز التحديات عبر التخطيط الاستباقي ومرونة حكومة المستقبل التي تتكيف مع جميع الأوضاع.
وبذلت الإمارات منذ بداية «كورونا» جهوداً متميزة لمكافحة الوباء على كل الصعد الداخلية والخارجية، وتقديم المساعدات للدول لمواجهة الفيروس، وانعكس ذلك من خلال نجاح الدولة في التعامل مع الجائحة بقيادة استثنائية لإدارة الأزمة، وتكاتف المجتمع مع صفوف خط الدفاع الأول، حيث تم تحقيق مؤشرات ريادية بالمقاييس العالمية في التعامل مع الفيروس، وأثبتت كفاءة النظام الصحي في الإمارات أنه صمام أمان في مواجهة الجائحة.
ولم تتوقف ريادة الإمارات في عمليات الفحص والرصد، بل كانت هناك تجارب رائدة وناجحة، من أبرزها نجاح مركز أبوظبي للخلايا الجذعية في تطوير علاج لفيروس «كورونا» المستجد، يتضمن استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض، وإعادة إدخالها بعد تنشيطها.
ولم تتوانَ دولة الإمارات في اتخاذ جميع الإجراءات الفعالة للحد من انتشار الفيروس كالتسهيلات المقدمة في مختلف القطاعات وغيرها، وكان من بين تلك الإجراءات عمليات التعقيم التي شملت جميع إمارات الدولة.
فحوصات ولقاحات
ووسعت الدولة خلال أزمة كورونا نطاق الفحوصات على مستوى إمارات الدولة بصورة كبيرة، وقامت شركة أبوظبي للخدمات الصحية بإنشاء 26 مركزاً للفحص من المركبة في جميع إمارات الدولة، إضافة إلى الفحوصات التي تجريها المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، وتم فتح قنوات للتعاون مع الشركات العالمية لإنتاج لقاح أو أكثر وفتح المجال للتجارب السريرية للقاحين واعدين الأول اللقاح الصيني «سينوفارم» وهو عبارة عن مصل غير نشط يتكون من جزيئات من مكونات الفيروس تم تصنيعه في الصين، ويتم تجربته حالياً في المرحلة الثالثة في كل من الصين والإمارات والبحرين والأردن ومصر والسعودية، والثاني لقاح سبوتنيك الروسي وتم تصنيعه في روسيا وهو عبارة عن فيروس مضعّف في المرحلة الثالثة من التجارب يتم تجربته في روسيا والإمارات وعدد من الدول الأخرى.
كما أعلن «مركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا» عن تسجيل تسلسل الجينوم الخاص بفيروس كورونا المستجد في كشفٍ طبي هو الأول من نوعه في دولة الإمارات.
تجربة فريدة
وتفوقت دولة الإمارات في إدارة جائحة «كوفيد 19» بكل أبعادها، وقدّمت تجربة فريدة في تذليل التحديات ومجابهة الصعوبات، أساسها الإصرار والعزيمة، والإيمان الراسخ بأن اليأس لا مكان له بيننا، وميّزها نهج عمل اعتمد على تكاتف الجهود المخلصة، وفي مقدمتها إسهامات خط الدفاع الأول الذي أظهر قدرة نوعية في التعامل مع أحد أصعب المواقف التي واجهت البشرية في تاريخها الحديث بأسلوب استباقي قائم على التخطيط العلمي السليم، لتحوّل هذا الوضع الاستثنائي إلى فرصة للتعلم وصناعة الإنجازات على شتى الصعد.
درع حماية
واستخدمت العديد من الجهات المعنية في دولة الإمارات الذكاء الاصطناعي والأدوات المبتكرة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، وشكلت التقنيات الحديثة درع حماية ضد الوباء العالمي، إذ ساهمت في دعم جهود الدولة بالتغلب على الفيروس.
وتم استخدام «روبوتات» والطائرات بدون طيار في عمليات التعقيم الوطني للشـوارع الرئيسية والفرعية، واستخدام خوذة مبتكرة تشخص الحالات من مسافة آمنة تصل إلى 5 أمتار، وبقدرات فائقة للتعامل مع التجمعات البشـرية، وإطلاق كبسولة مبتكرة مخصصة لنقل الحالات الشديدة من مصابي فيروس كورونا وتستخدم للمرة الأولى على مستوى المنطقـة.
كما تم تطوير مركبات ذكية لتوفير أعلى مستوى من التعقيم للبنية التحتية والمناطق السكنية في أبوظبي، وهي الأولى على مستوى الشرق الأوسـط، فضلاً عن إطلاق نظام المفتش الذكي للمعاينة عن بُعد، والعمل على تصنيع أكثر من 35 ألف قناع وجه بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، إلى جانب ابتكار ممـرات للتعقيـم الذاتـي، وكاشـفات حـرارة تحتـوي علـى مجســات تستشــعر الحركــة وتعمــل علــى رش رذاذ مــن مــواد طبيـة معقمـة.
العمل عن بعد
وحرصت حكومة الإمارات على تطبيق نظام العمل عن بُعد في الوزارات والجهات الاتحادية والمحلية بما لا يؤثر في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لتلك الجهات، كإجراء وقائي لحماية الموظفين. كما نجحت الدولة في منظومة التعليم عن بُعد لكافة الطلبة في ظل انتشار «كوفيد 19» كتدبير احترازي لحماية الطلبة.
وشكل «التعليم الهجين» إحدى الركائز الأساسية التي تدعم جودة واستدامة العملية التعليمية خلال العام الدراسي 2020 ـ 2021 بعد أن ارتأت وزارة التربية والتعليم تطبيق هذا النموذج التعليمي – الذي يجمع ما بين التعليم المباشر والتعلم الذكي – في منظومتها التعليمية لتحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة لكافة مكونات العملية التعليمية والتربوية وذلك ضمن بيئة تعليمية قادرة على تلبية احتياجات الطلبة التعليمية.
إنجاز غير مسبوق
ودخلت دولة الإمارات العربية المتحدة التاريخ بإنجاز فضائي غير مسبوق على مستوى الوطن العربي، حققته مع الإطلاق الناجح لمسبار الأمل في شهر يوليو الماضي ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
كما تم إطلاق برنامج «نوابغ الفضاء العرب»، الأول من نوعه عربياً، لاحتضان ورعاية مواهب ونوابغ عربية، وتدريبها وتأهيلها في علوم الفضاء وتقنياته، وكذلك الإعلان عن «MBZ-Sat»، ثاني قمر اصطناعي إماراتي، يتم تطويره وبناؤه بالكامل بأيدٍ محلية بعد «خليفة سات»، وسيكون الأكثر تطوراً في المنطقة في مجال التصوير الفضائي، إلى جانب إطلاق القمر الصناعي «مزن سات» لدراسة الغلاف الجوي لكوكب الأرض، ليصبح الـ11 الذي تطلقه الدولة خلال 20 عاماً.
كما تم إطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، في أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر، ويدخل المشروع ضمن الاستراتيجية الجديدة التي أطلقها «مركز محمد بن راشد للفضاء» 2021 – 2031، إذ يشمل المشروع تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر تحت اسم «راشد».
وفي يوليو الماضي أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن الهيكل الجديد لحكومة الإمارات.
وكان الهدف من التغييرات الهيكلية هو حكومة أسرع في اتخاذ القرار وأكثر مواكبة للمتغيرات وأفضل في اقتناص الفرص وفي التعامل مع المرحلة الجديدة في تاريخنا وحكومة مرنة وسريعة هدفها تعزيز منجزات ومكتسبات الوطن.
كما استخدمت وزارة التغير المناخي والبيئة، الطائرات بدون طيار لنثر بذور أشجار السمر والغاف في مناطق منتقاة على مستوى الدولة بطرق عملية وفنية عالية.
وسجلت الوزارة بالتعاون مع إدارة التنمية الريفية التابعة لوزارة الزراعة والأغذية والشؤون الريفية في جمهورية كوريا الجنوبية، وجامعة الإمارات، نجاحاً مميزاً للتجارب الأولية لزراعة أصناف من الأرز في البيئة الصحراوية لدولة الإمارات وتحت الظروف الحقلية الواقعية.
ريادة
تماشياً مع خطة حكومة الإمارات ولتعزيز جهودها في مكافحة جائحة «كوفيد 19»، أعلنت «اللجنة العليا لإدارة أزمة كوفيد 19» عن تشكيل «اللجنة الوطنية لإدارة وحوكمة مرحلة التعافي من أزمة جائحة كوفيد 19». وحلت الإمارات في المركز الأول عربياً، في مؤشر التعافي الاقتصادي من آثار فيروس «كوفيد 19» الذي نشرته مجموعة هورايزون البحثية، لتقييم الإمكانات والمقومات التي تمتلكها الدول والتي تساعدها على تجاوز الأزمة والتعافي منها، وذلك بهدف تطوير سياسات فعالة للتعامل مع هذا التحدي.
معاهدة السلام
وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة على معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل في 15 سبتمبر الماضي.
وتضمن قرار الإمارات السيادي والاستراتيجي في الإعلان عن معاهدة السلام موافقة إسرائيلية بوقف ضم الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي شكّل إنجازاً وخطوة مهمة في اتجاه السلام، وتحقيقاً لمطلب أجمعت عليه الدول الأعضاء والمجتمع الدولي، إلى جانب كونه أحد الأهداف الواردة في مبادرة السلام العربية.
إنجاز تاريخي بتشغيل مفاعل «براكة»
سجلت دولة الإمارات في قطاع الطاقة إنجازاً تاريخياً بتشغيل مفاعل المحطة الأولى من محطات براكة للطاقة النووية السلمية لتصبح الإمارات الأولى عربياً في امتلاك تكنولوجيا الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء.
وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن نجاح شركة نواة للطاقة التابعة لها والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية وبالشراكة مع شركة أبوظبي للنقل والتحكم (ترانسكو) التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) في استكمال عملية الربط الآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية مع شبكة الكهرباء الرئيسية لدولة الإمارات بعد مواءمة المحطة مع متطلبات الشبكة وبدء إنتاج أول ميغاواط من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة.
كما تم الإعلان أخيراً عن وصول مفاعل المحطة الأولى إلى مستوى 80% من قدرته الإنتاجية للطاقة.
ويعد وصول طاقة مفاعل المحطة الأولى في براكة إلى مستوى 80%، خطوة مهمة ضمن عملية اختبار الطاقة التصاعدي، والتي تتضمن رفع مستوى طاقة المفاعل تدريجياً وجمع البيانات وضبط أنظمة التحكم والسلامة، وخلال هذه العملية تتم مراقبة واختبار أنظمة المحطة الأولى، للتأكد من التزامها بالمتطلبات الرقابية المحلية وأعلى المعايير العالمية للسلامة والجودة.
وتتم عملية اختبار الطاقة التصاعدي تحت إشراف الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، التي أجرت أكثر من 280 عملية تفتيش منذ بدء تطوير مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية، بالإضافة إلى 40 بعثة تقييم ومراجعة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والرابطة العالمية للمشغلين النوويين.
استراتيجية ما بعد «كوفيد 19»
عقدت حكومة دولة الإمارات سلسلة اجتماعات بعنوان «الاستعداد لمرحلة ما بعد كوفيد 19»، في الفترة من 10 – 12 مايو 2020، بمشاركة مسؤولي أكثر من 100 جهة حكومية اتحادية ومحلية، وخبراء عالميين وباحثين ومخططين استراتيجيين في مختلف مجالات العمل الحكومي.
وهدف اجتماع حكومة دولة الإمارات إلى تطوير منظومة العمل الحكومي، وصياغة «استراتيجية دولة الإمارات لما بعد كوفيد 19»، عبر وضع خطط عمل وسياسات وآليات تطبيق على الأرض، تغطي القطاعات الاقتصادية والمجتمعية والخدمية الأكثر إلحاحاً في المستقبل المنظور، ووضع مقاربات مستقبلية للآفاق الاقتصادية والتنموية.
وغطت محاور الاجتماع 6 قطاعات رئيسية هي: الصحة والاقتصاد والأمن الغذائي والتعليم والمجتمع والحكومة، وطرح من خلالها عدد من أصحاب المعالي الوزراء الرؤى المستقبلية لقطاعاتهم، ضمن حوارات تفاعلية، استشرفت مرحلة ما بعد فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».
وفي ختام اجتماعات حكومة الإمارات لإعداد استراتيجية الدولة بعد «كوفيد 19»، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن حكومة دولة الإمارات سوف تتخذ عدداً من الإجراءات في إطار الاستعداد للمستقبل وحماية مكتسبات الدولة وخلق حكومة أكثر رشاقة ومرونة وسرعة لتواكب أولويات وطنية جديدة ومختلفة، وتتضمن تلك الإجراءات مراجعة هيكل الحكومة وحجمها، وإمكانية دمج وزارات وتغيير هيئات.
التعليقات مغلقة.