عوامل تعزز حركة السياحة بين الإمارات وعُمان
تتهيأ حركة الطيران والسياحة بين الإمارات وجارتها الشقيقة سلطنة عُمان، لطفرة مقبلة في أعقاب جائحة «كوفيد 19»، بدعم كبير من 5 عوامل رئيسة تتمثل في القرب الجغرافي، وتنوع المنتج السياحي، وشبكات طيران متميزة، والسفر البري السريع واتفاقية الأجواء المفتوحة.
وتشكل الإمارات الوجهة السياحية الأولى للأشقاء العُمانيين، لما تشتهر به من تنوّع سياحي فريد يلبي جميع تطلعات السياح والزوار مثل السياحة العائلية والترفيه والتسوق والأعمال وسياحة الحوافز والمؤتمرات والمعارض والمهرجانات، بالإضافة إلى توفير السياحة العلاجية والرياضية والبحرية وسياحة المغامرات.
كما تعد الدولة أهم سوق عربي في الحركة السياحية لسلطنة عُمان، وتحتل السياحة الإماراتية المراكز الأولى في النمو السياحي نظراً لسرعة الوصول عبر شبكات طيران متميزة، بخلاف السفر البري السريع إلى السلطنة من المدن الإماراتية عبر العديد من المنافذ الحدودية التي تشهد عبور ملايين الزوار القادمين في كلا الاتجاهين.
وتواصل السلطنة ترسيخ حضورها القوي، وجهة سياحية مختارة للسياح من دولة الإمارات، في الوقت الذي تبرز فيه محافظة ظفار في مقدمة المدن العُمانية الجاذبة، ولا سيّما خلال فصل الخريف الذي يضفي سمات متميزة على الطبيعة الخلابة، في وقت تتنوع فيه العروض السياحية.
وشهدت حركة السياحة من الإمارات إلى السلطنة خلال الأعوام الماضية نمواً كبيراً مدفوعة بحركة الطيران التي تربط البلدين، حيث تنظم العديد من الناقلات الإماراتية رحلات يومية إلى مسقط وصلالة وغيرهما من المدن السياحية في السلطنة.
وعلى الرغم من أن هناك نسبة كبيرة من المواطنين الإماراتيين والعُمانيين يستخدمون الطرق البرية لدخول الدولتين بسبب تقاربهما الشديد، إلا أن حركة الطيران تتزايد أيضاً.
ورسخت دبي مكانتها كوجهة مفضلة للعُمانيين، بفضل قربها الجغرافي، وما تضمه من معالم فريدة تعزز من تنوع المنتج السياحي الذي تقدمه الإمارة، إلى جانب فرص التسوق المتميزة التي تشتهر بها، حيث يأتي السوق العُماني في ضمن أكبر 5 أسواق رئيسة مصدرة للسياح إلى دبي، وتتبوأ المرتبة الرابعة حيث صدّرت مليوناً و57 ألف زائر بما يعادل 6% من إجمالي الزوار، بحسب إحصائيات رسمية صادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي.
وأفادت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، بأن الإمارة استقبلت 172 ألف زائر عُماني، خلال يناير وفبراير الماضيين وجاءت في المرتبة الخامسة في قائمة زوار دبي، فيما استقبلت 9500 زائر خلال الربع الثالث من العام الحالي وجاءت في المرتبة العاشرة في قائمة زوار دبي.
منفذ مهم
وتشكل عُمان منفذاً مهماً لطائرات الإمارات المتجهة إلى آسيا، حيث تعبر الأجواء العُمانية، وتخدم السلطات الإماراتية كثيراً في هذا الصدد وتمنحها تسهيلات إلى جانب أن عُمان تبرز باعتبارها مركزاً رئيساً للسفر الجوي، مدعومةً ببنية تحتية متطورة، وفي مقدمتها «مطار مسقط الدولي الجديد»، الذي يستوعب في مرحلته الأولى 20 مليون مسافر سنوياً.
وقبل جائحة «كوفيد-19» وتوقف حركة الطيران كإجراء احترازي للسيطرة على تفشي الوباء، كان يبلغ عدد الرحلات الجوية الأسبوعية للناقلات الوطنية بين البلدين 94 رحلة بواقع 14 رحلة لكل من طيران الإمارات وطيران الاتحاد والعربية للطيران و28 رحلة لفلاي دبي و24 رحلة للطيران العُماني.
ومع استئناف الرحلات الدولية والداخلية في السلطنة من الأول من أكتوبر الماضي، تواصل الناقلات الإماراتية إعادة رحلاتها إلى مسقط، حيث بدأت شركة العربية للطيران تسيير رحلات من إمارة الشارقة إلى عاصمة سلطنة عُمان، مسقط ابتداءً من تاريخ 6 أكتوبر. وأعلنت الاتحاد للطيران الشهر الماضي أن مسقط في عُمان، تعد من الوجهات الأكثر شعبية.
الأجواء المفتوحة
في فبراير 2008 وقعت الإمارات وعُمان اتفاقية الأجواء المفتوحة لتساهم في تنظيم خدمات النقل الجوي بين البلدين وهي تهدف إلى جعل عدد الرحلات الجوية مفتوحة من دون تقيد سواء كان ذلك من حيث طراز الطائرات أو عدد الرحلات للناقل الجوي الرسمي في البلدين وكذلك بالنسبة إلى أي نقاط عبر مطارات السلطنة ومطارات دولة الإمارات الأمر الذي أدى إلى زيادة الحركة الجوية في مطارات البلدين.
ولدى الإمارات والسلطنة رؤية مشتركة في قطاع السياحة، ويشارك العُمانيون بقوة في كافة الفعاليات السياحية في الإمارات مثل سوق السفر العربي، حيث يحصل العُمانيون على عروض ترويجية كبيرة.
التعليقات مغلقة.