أحوال: أردوغان يسعى لتصدير نموذج الثورة الإيراني لدول المنطقة
اعتبر غانم نسيبة المدير المؤسس لشركة الاستشارات كورنرستون جلوبال أسوشيتس ومقرها لندن، أن التهديد القادم من تركيا يشبه في نواح كثيرة التهديد الذي كان يخرج من إيران، حيث يسعى رجب طيب أردوغان إلى تصدير نموذج الثورة على غرار المفهوم الذي يبناه المرشد الأعلى للثورة في إيران.
وقال غانم نسيبة، إن اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يمثل إنجازًا يستحق الممثلون الرئيسيون فيه جائزة نوبل للسلام، فضلاً عن تحول إحداث الاتفاق تحولا في نظرة الدول العربية إلى القضية الإسرائيلية الفلسطينية وعلى عكس ذلك تقوم تركيا بأفعال مخالفة، وذلك وفق صحيفة “أحوال” التركية.
وأوضح نسيبة أن الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي يعزز الانقسام الذي جاء لتحديد جزء كبير من الشرق الأوسط، بين التحالف التركي القطري من جهة، والذي يدعم الإسلاميين مثل الإخوان المسلمين، والكتلة التي تقودها السعودية والإمارات ومصر في الآخر الذي وصف جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة إرهابية.
وأكد نسيبة للصحيفة أن تركيا لا تريد السلام في المنطقة والانفتاح على الغرب بينما تسعى الدول العربية المعتدلة بقيادة الإمارات في الاتجاه المعاكس وهو السعي نحو المزيد من التعايش السلمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الذي يتولى السلطة منذ عام 2002 ، له صلات تاريخية بجماعة الإخوان المسلمين ورحب بالعديد من أعضاء الإخوان المسلمين بعد الإطاحة في مصر بمحمد مرسي من سدة الحكم في منتصف عام 2013، ومنذ ذلك الحين، استبدلت تركيا بشكل أساسي مجموعة من الإسلاميين، أتباع الداعية التركي المنفي فتح الله غولن، الذي تلومه أنقرة على تنظيم انقلاب فاشل عام 2016 ، بمجموعة أخرى وهي جماعة الإخوان ووكلائها.
وأكدت الصحيفة دعم تركيا للجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين في ليبيا وسوريا والنيجر والأراضي الفلسطينية وكذلك في أوروبا، فيما أشار نسيبة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعلم من رد الفعل العنيف على نطاق واسع لثورة إيران عام 1979 لإعادة تشكيل تركيا تدريجياً إلى جمهورية إسلامية بدلاً من القيام بذلك بين عشية وضحاها.
وأضافت الصحيفة “يبدو أن أنقرة تزداد توسعيًا مع التأكيد على إسلاميتها محليًا سياسيا، كما حدث مع إعادة تحويل آيا صوفيا الشهر الماضي إلى مسجد من متحف”.
وأكد نسيبة أن التهديد القادم من تركيا يشبه في نواح كثيرة التهديد الذي كان يخرج من إيران بعد الثورة، فالإسلاميون يسيطرون تدريجياً على أجزاء وأجزاء من الدولة التركية ويسيطرون الآن على السياسة الخارجية التركية لهذا يبدو أن تركيا تريد تصدير ثورتها غير المعلنة إلى دول المنطقة.
وكشف نسيبة لـ”أحوال” عن أن ألمانيا ليست ذات مصداقية كبيرة في هذه اللحظة”، مشيرا إلى أن ألمانيا باعت أسلحة بقيمة 345 مليون يورو (411 مليون دولار) إلى تركيا العام الماضي، لهذا تقوم برلين بعمل غير مسؤول للغاية في المنطقة، بدعمها وتغضيها عن الأنشطة التركية بالمنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المحللين أكدوا أن إسلاموية حزب العدالة والتنمية غالبًا ما تكون مبالغًا فيها، بحجة أن أردوغان يتبنى بشكل أساسي المواقف المحافظة لكسب الأصوات، مشددين على أن تدخل أردوغان في ليبيا لا يتعلق بدعم الإسلاميين، الذين يشكلون جزءًا فقط من حكومة الوفاق في طرابلس بل يتعلق أكثر بأطماعه البحرية في شرق البحر المتوسط.
وأوضح نسيبة أن “تقاعس أوروبا تجاه تركيا يخلق مخاطر أكبر يوما بعد يوم” مضيفا “لقد تجاوزنا دعوة الاستيقاظ ووصلنا إلى نقطة الذعر، داعيا حلف الناتو إلى تعليق أو طرد تركيا التي تتطلع باستمرار إلى توسيع حدودها وتعزيز قضية التطرف.
التعليقات مغلقة.