ماهر عزيز لـ”استثمارات”.. مصر حققت أهدافها في قطاع الطاقة وأوقفت أطماع أردوغان بشرق المتوسط
أكد الدكتور “ماهر عزيز” عضو مجلس الطاقة العالمي، أن مصر نجحت في تحقيق أهدافها الخاصة بقطاعي النفط والغاز واستطاعت أن تكون محور إقليمي في عملية انتاج وتصدير الطاقة.
وقال الدكتور “ماهر عزيز” استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ في حوار خاص لـ”استثمارات” إن مصر ستستمر في إجراء المزيد من البحوث والاكتشافات وأعمال التنقيب سواء في منطقة شرق البحر المتوسط أو منطقة البحر الأحمر، وإلى نص الحوار:
* إلى أين وصلت اكتشافات النفط والغاز في مصر؟
حتى عام 2018 وقعت مصر 52 اتفاقية فقط للتنقيب عن النفط والغاز، لكن اليوم وصلوا إلى حوالي 90 اتفاقية، وبالنسبة للاتفاقيات الموقعة حتى عام 2018 كان حجم الاستثمارات فيها حوالي 31 مليار دولار، فيما أضافت الاتفاقيات التي تلتها حتى اليوم 16 مليار دولار اضافية.
كما أن هناك 27 مشروع غازي نجاح ويعمل باستثمارات في حدود 31 مليار دولار، وفيما يتعلق بالنفط، وصل انتاج مصر منه في يناير 2017 إلى 626 ألف برميل نفط يوميا، وفي نهاية 2019 وصلنا إلى 1.8 مليون برميل نفط يوميا، واليوم في 2020 تخطينا 2 مليون برميل نفط يوميا.
وهذا جعل مصر تنتقل من الاكتفاء الذاتي إلى التصدير، ففي عام 2019 كان حجم التصدير للغاز المسال المصري حوالي 3.5 مليون طن, وإذا كنا نستورد بعض المنتجات البترولية ففي المقبل نقوم بتصدير مواد نفطية أخرى.
* ما هي أهداف مصر فيما يتعلق بالنفط والغاز؟ وهل نجحت في تحقيقها؟
مصر كان لديها أهداف تتعلق بهذا القطاع وهي الاكتفاء الذاتي من الطاقة، تعظيم القيمة المضافة من النفط والغاز، التحول إلى موقع محوري لتبادل وتجارة الطاقة، التحول من الاستيراد إلى التصدير.
واستطاعت مصر ان أهدافها الرئيسية كاملة فيما يتعلق بالطاقة، وتمضي الآن في تعزيزها أكثر وأكثر، حيث يتم الآن تعظيم قيمة النفط والغاز المضافة عبر حركة التصدير وتصنيع المنتجات الغازية والنفطية والتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
* كيف ترون مستقبل الاكتشافات النفطية والغازية في مصر الفترة المقبلة؟
الكشوفات التي تقوم بها مصر في الفترة المقبلة ستكون واعدة جدا، فلا تزال أعمال التنقيب التي تتم تحمل وعدا بإعلانات كبيرة وفقا لدراسات علمية، فقد كشف رئيس غرفة استثمارات الغاز المسال عن أن المسح الجيوتقني والجيوفيزيقي في منطقة شرق المتوسط والبحر الأحمر أكد وجود أكثر من 200 تريليون قدم مكعب غاز في شرق المتوسط فقط، و200 تريليون قدم مكعب غاز في منطقة البحر الأحمر، وهذا مجرد مسح مبدئي وسيكون هنا أكثر من ذلك.
واليوم المخزون المؤكد من اكتشافات الغاز الطبيعي في مصر وصل إلى ما يزيد عن 100 تريليون قدم مكعب غاز، بعدما كان الاحتياطي المؤكد من الغاز في عام 2015 بلغ 35 تريليون قدم مكعب غاز.
* كيف ترون مبادرة منتدى غاز منطقة شرق المتوسط ودورها في وقف الأطماع التركية بالمنطقة؟
منتدى غاز منطقة شرق المتوسط، خطوة سياسية اقتصادية رائدة أطلقتها مصر في الاتجاه السليم، لأنها استطاعت جمع الدول الموجودة في منطقة شرق المتوسط التي ليدها مخزونات من الغاز في هذه المنطقة مثل قبرص واليونان، وهذا يمثل منصة سياسية للدفاع عن حقوق الشركاء في هذا المنطقة، لذا استطاعت الوقوف في وجه أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
فبعدما أتى أردوغان بحفارات وسفن تنقيب للتنقيب عن النفط والغاز قبالة شواطىء قبرص واليونان، أعلن منذ أيام التوقف عن هذا الأمر حتى الوصول إلى اتفاق مع اليونان، ورضخ أمام ضغوط دول المنطقة وكذلك الاتحاد الأوروبي، وهذا نجاح كبير لتجمع منتدى شرق المتوسط.
* هل ستكون منطقة البحر الأحمر ذات أهمية كبيرة مثل منطقة شرق المتوسط بالنسبة لمصر فيما يتعلق بالاحتياطات الموجودة بها من النفط والغاز؟
منطقة البحر الأحمر على ذات الأهمية من منطقة شرق المتوسط بالنسبة لمصر، وذلك بعد الاكتشافات المهمة التي تمت بها، فوزارة البترول وقعت منذ نهاية عام 2017 اتفاقيات مهمة جدا مع شركات أجنبية من أجل إجراء البحوث الجيوفيزيائية والتقنية في قاع البحر الأحمر، ويؤكد هذا ما أعلنه رئيس غرفة الاستثمار في الغاز الطبيعي أنه تم الكشف عن وجود 200 تريليون قدم مكعب غاز في البحر الأحمر في المنطقة الخاصة بمصر، وهذا لم يكن أحد يتصوره سابقا، فالبحر الأحمر تبين أن به مخزون هائل، فحينما اكتشفنا وجود 30 تريليون قدم مكعب غاز في حقل ظهر بالمتوسط فرحنا جدا، لكن اليوم نتحدث عن أضعاف مضاعفة في البحر الأحمر.
* هل سيؤثر انخفاض أسعار النفط الحالي على الاكتشافات الحديثة بمصر والعقود الموقعة مع الشركات الأجنبية؟
مصر ستمضي في مسار الاكتشافات وأعمال التنقيب لأن حركة النمو في العالم لن تتوقف، وإذا كان هناك نوع من التأثر بسبب جائحة كورونا سيكون مؤقتا، فسوف يسترد الاقتصاد العالمي عافيته وستعود الأمور كما كانت في السابق وأكثر.
التعليقات مغلقة.