طهران تندد باقتراب مقاتلة أمريكية من طائرة ركاب إيرانية فوق سوريا.. وتتوعد بالرد
قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أنه “يجب وضع حد لأفعال أمريكا الخارجة عن القانون” قبل وقوع كارثة، وذلك بعدما اقتربت مقاتلة أمريكية من طائرات ركاب إيرانية في الأجواء السورية.
في مساء أمس الخميس تعرضت طائرة ركاب مدنية إيرانية تابعة لشركة “ماهان” متجهة الى لبنان لمضايقة مقاتلتين امريكيتين في منطقة “التنف” بالأجواء السورية.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية عن شهود عيان ممن كانوا على متن الطائرة ان المقاتلتين اقتربتا من الطائرة لدرجة كبيرة ما اضطر قائد الطائرة الى خفض مستوى التحليق بشكل سريع ما ادى الى اصابة عدد من الركاب بجروح وحالة من الهلع والخوف الشديدين.
رفضت إيران يوم الجمعة تفسيرات الولايات المتحدة بأن مقاتلة أمريكية كانت تجري ”تدقيقا بصريا“ عندما ”تحرشت“ بطائرة ركاب إيرانية، وقالت طهران إن طائرتها اضطرت لتغيير الارتفاع الذي كانت تحلق عليه بسرعة لتجنب الصدام، مما تسبب في حدوث إصابات وأثار الذعر بين الركاب، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وعلق المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي على حادث
“اعتراض” مقاتلتين لطائرة الركاب التابعة لشركة “ماهان” للطيران الايرانية في الاجواء السورية، محذرا امريكا ومحملا اياها المسؤولية ازاء اي حادث قد يقع للطائرة في رحلة العودة.
وقال موسوي في تصريح له مساء الخميس، ان تفاصيل الحادث هي الان قيد التحقيق وبعد استكمال المعلومات سيتم اتخاذ الاجراءات السياسية والقانونية اللازمة. وصرح المتحدث باسم الخارجية الايرانية، يوم الجمعة، بأن بلاده لن تدع أي خطوة عدوانية ضد الشعب الايراني دون رد، وسنرد في الوقت المناسب على اي خطوة عدوانية متهورة بشكل قاطع ومناسب.
وتظهر لقطات فيديو بثها التلفزيون الحكومي من داخل الطائرة راكبا مستلقيا على الأرض بلا حراك وآخر مصابا بجروح في الأنف والجبين، يعرض أمام الكاميرا كمامته المخضبة بالدماء.
وأُصيب بعض الركاب، الذين شوهد بعضهم وهم يصرخون ويصيحون، في الحادث الذي وقع في سماء سوريا يوم الخميس بحسب وسائل الإعلام الإيرانية، لكن الجيش الأمريكي قال إن الطائرة وهي من طراز إف-15 كانت على بعد مسافة آمنة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن لعيا جنيدي نائبة الرئيس للشؤون القانونية قولها إن ”التفسيرات المقدمة حتى الآن لا تقدم مبررا وغير مقنعة“.
وأضافت أن ”التحرش بطائرة ركاب فوق أراضي دولة ثالثة هو انتهاك واضح لأمن الطيران وحرية الطائرات المدنية“.
كانت الطائرة الإيرانية التابعة لشركة ماهان إير متوجهة من طهران إلى بيروت عندما قام الطيار بمناورة للسلامة. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه سيتم التحقيق في الواقعة.
واتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة يوم الجمعة بالمخاطرة بوقوع كارثة.
وقال ظريف في تغريدة له اليوم الجمعة ”الولايات المتحدة.. تحرشت بطائرة ركاب مدنية في رحلة منتظمة مما عرض الركاب المدنيين الأبرياء للخطر بزعم حماية قواتها المحتلة… يجب وضع حد لهذه الأفعال الخارجة عن القانون قبل وقوع كارثة“.
وبدورها، وصفت مساعد الرئيس الايراني للشؤون القانونية ، لعيا جنيدي، اعتراض مقاتلات اميركية لطائرة مدنية ايرانية تابعة لشركة ماهان بانه انتهاك لمبادئ القانوين الدولي,.
واضافت: “يعد سلوك الطائرات المقاتلة فيما يتعلق بالرحلة 1152 لشركة طيران ماهان، واعتراض طائرة ركاب في اراضي دولة ثالثة انتهاكًا سافرا لأمن الملاحة الجوية ، وانتهاكًا لمبدأ حرية طيران الطائرات المدنية، وهو انتهاك لمبدأ لحريات تحليق الطائرات المدنية، وكذلك انتهاك للمادتين 3 مكرر و 44 من اتفاقية الطيران المدني الدولي (اتفاقية شيكاغو) والمرفقات ذات الصلة واتفاقية مونتريال لعام 1971، وكذلك انتهاك لمبادئ القانون الدولي المعترف بها.”
وتابعت جنيدي “إن التوضيحات المقدمة (من قبل الجانب الامريكي) حتى الآن غير مبررة وغير مقنعة، لذا فإن الإجراء الذي قامت بها هذه المقاتلات، ستضع المسؤولية الدولية على عاتق حكوماتها، وستؤدي الى ملاحقة قانونية، بما في ذلك في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (ايكاو) ومحكمة العدل الدولية.”
وتظهر لقطات فيديو أقنعة الأكسجين متساقطة من الحوامل في سقف الطائرة. ويمكن رؤية طائرة نفاثة عبر نافذة مقعد تحلق على مسافة وسط سماء زرقاء صافية.
وقال راكب مصاب للتلفزيون الحكومي ”رأيت طائرة سوداء تقترب منا، بعدها اختل توازننا“.
وأضاف ”كانت طائرة.. كانت قريبة من طائرتنا“.
كان أحد الركاب مستلقيا على الأرض بجوار مراحيض الطائرة ووضع راكب آخر وسادة تحت رأسه فيما انصرف طاقم الطائرة نحو آخرين.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي، التي تشرف على القوات الأمريكية في المنطقة، إن مقاتلة من طراز إف-15 كانت تقوم ”بتدقيق بصري للطائرة الإيرانية“ عندما كانت تحلق قرب قاعدة التنف العسكرية في سوريا حيث تتمركز قوات أمريكية.
وقال النقيب بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية، إن المقاتلة كانت على بعد 1000 متر من طائرة الركاب.
وتصاعدت التوترات بين طهران وواشنطن منذ عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع ست قوى وأعاد فرض عقوبات أضرت بشدة بالاقتصاد الإيراني.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران ستتخذ الإجراءات القانونية والسياسية اللازمة. كما تسعى هيئة الطيران المدني الإيرانية لتقديم احتجاج رسمي للمنظمة الدولية للطيران المدني.
ونقلت اندبندنت عربية عن مصدر أمني لبناني عن أن طائرة “ماهان إير” الإيرانية رقم 1152، التي واجهت اعتراضاً في المجال الجوي السوري، مساء الخميس، أرسلت بلاغاً عند الثامنة إلّا ربعاً مساء بتوقيت بيروت، إلى برج المراقبة في مطار رفيق الحريري الدولي لتأمين هبوط اضطراري آمن لها، وتجهيز كادر طبي لمساعدة عدد من الجرحى على متنها، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية في المطار استنفرت على الفور.
وأضاف “عند تمام الساعة 20:15، حطّت الطائرة الإيرانية بسلام على أرض المطار وواكبتها سريعاً فرق من الصليب الأحمر اللبناني وعناصر أمنية”، مؤكداً أنه في بداية الأمر “لم يكن واضحاً لدينا طبيعة التهديد الذي تعرضت له الطائرة في الأجواء السورية”.
إلى ذلك، اعلن المتحدث بأسم منظمة الطيران المدني الايراني ، رضا جعفر زادة، انه سيتم مقاضاة الولايت المتحدة في المحافل الدولية بشأن تهديد طائرة الركاب التابعة لشركة ماهان فوق الاجواء السورية من قبل طائرتين حربيتين امريكتين.
وفي تصريح لمراسل وكالة انباء فارس، قال جعفر زادة: “بعد التهديد العسكري لطائرة شركة ماهان من طراز ايرباص من قبل مقاتلتين أميركيتين، ستتابع منظمة الطيران المدني الإيراني هذه القضية في المنظمات الدولية.”
التعليقات مغلقة.