8 تريليونات دولار أصول صناديق التداول العالمية

بعد خفض البنوك المركزية حول العالم، لأسعار الفائدة وضخ جرعات ضخمة من السيولة لمواجهة الطوارئ، تمكنت تدفقات صناديق التداول في البورصات، من استجماع قواها في العام الماضي. وقفزت الأعمال الجديدة لمدراء هذه الصناديق، بما يزيد عن 35% خلال 2020، حيث دفعت بالأصول العالمية لصناديق التداول، لتسجل رقماً قياسياً غير مسبوق عند 8 تريليونات دولار، في تحول هيكلي خلَّف ضغوطاً تنافسية في قطاع الاستثمار العالمي.
وخصص المستثمرون حول العالم، 762.9 مليار دولار، لصناديق التداول ومنتجاتها في العام الماضي، بزيادة قدرها 34% في صافي التدفقات، التي بلغت 569 مليار دولار في 2019، بحسب فاينانشيال تايمز.
كما كانت حصيلة العام الماضي، أعلى بنسبة 16.6% من الرقم القياسي السابق للتدفقات السنوية البالغ 654 مليار دولار في عام 2017، وهو أداء رائع بالنظر إلى التصحيح العنيف الذي ضرب أسواق الأسهم في الربع الأول مع انتشار جائحة فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم.
انتعشت تدفقات صناديق التداول في العام الماضي، بعد قيام البنوك المركزية، بخفض أسعار الفائدة، وتقديم كميات ضخمة من السيولة، بغرض دعم استقرار أسواق الأسهم، التي مُنيت بتراجع مريع بعد أن أصيبت الاقتصادات الكبيرة بالركود بفعل إجراءات الإغلاق.
كما ساعدت ردة الفعل المالية القوية من قبل البنوك المركزية، صناديق تداول الذهب، في الحصول على تدفقات قياسية ناهزت 44.9 مليار دولار، ما نجم عنه ارتفاع في أسعار المعدن الثمين، لما يزيد عن ألفي دولار للأوقية في أغسطس الماضي، خاصة وأن الذهب يعتبر ضمن أحد الملاذات الآمنة عند وقوع الأحداث والأزمات الكبيرة.
واستثمرت الشركات، أكثر من 4.6 تريليون دولار من السيولة الجديدة في صناديق التداول منذ الأزمة المالية العالمية، وسط أداء مخيب للآمال ورسوم مرتفعة للمديرين التقليديين الذين يحاولون اختيار الأسهم الرابحة.
ساعد هذا التحول، اثنين من شركات صناديق التداول، بلاكروك وفانجارد، على احتلال المرتبة الأولى كأكبر شركات لإدارة الأصول في العالم.
وجذبت شركة فانجارد التي تتخذ من ولاية بنسلفانيا مقراً لها، تدفقات نقدية تقدر بنحو 206.6 مليار دولار في العام 2020، مسجلة قفزة كبيرة بنحو 73.2%، مقارنة بما تم جمعه في 2019 عند 119.3 مليار دولار. وجاءت نحو 24 مليار دولار من التدفقات للشركة في العام الماضي، عبر تنسيق يسمح للعملاء، بتحويل صناديق الاستثمار المشتركة، إلى صناديق تداول.  واستقبلت بلاكروك، تدفقات بنحو 190.2 مليار دولار في 2020، بارتفاع قدره 4.5%، مقارنة بإجمالي 2019 عند 182 مليار دولار.
وحشدت صناديق التداول المستدامة، تدفقات تقدر بنحو 85 مليار دولار في العام الماضي، بالمقارنة مع 28 مليار دولار في 2019، ما يؤكد رغبة المستثمرين في الصناديق التي تستخدم معايير بيئية واجتماعية قوية.
واستحوذت فانجارد وبلاكروك، على أكثر من نصف الأعمال الجديدة التي سجلها قطاع صناديق التداول في العام الماضي، ما تسبب في ضغوطات على المدراء المنافسين. كما أرغمت هيمنتهما المتصاعدة، شركات أخرى مثل، يو بي أس وإنفسكو وجي بي مورجان وغيرها، على البحث عن عمليات استحواذ كبيرة تمكنها من المنافسة.
وتمكنت أنفسكو، من جذب تدفقات قدرها 25.5 مليار دولار في 2020، بزيادة بلغت 23.2%، بالمقارنة مع 20.7 مليار دولار في العام 2019. وعانت وحدة يو بي أس لصناديق التداول، من سنة سيئة للغاية بتراجع التدفقات بنسبة بلغت 70% لنحو 4.8 مليار دولار.
أما جي بي مورجان ورغم دخوله المتأخر في صناديق التداول، لكنه تمكن من تحقيق ارتفاع في التدفقات قدره 17.5% إلى 14.1 مليار دولار في 2020، في حين جمع دي دبليو أس لإدارة الأصول المملوك من قبل دويتشه بنك، تدفقات تقدر بنحو 18.4 مليار دولار، بزيادة بلغت 53.3%، بالمقارنة مع 12 مليار دولار في 2019.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد