34 مليوناً يواجهون خطر المجاعة في غرب أفريقيا

مع اقتراب عام 2023 من منتصفه، تدنو اللحظة التي قد يواجه فيها عشرات الملايين من سكان دول منطقة الساحل في غرب أفريقيا خطر الجوع، وذلك وفقاً لتحذيرات مدوية، أطلقها خبراء في مجال التنمية وتقديم المساعدات الإنسانية، وذلك في ظل أزمة غذاء عالمية، تفاقمت بفعل تبعات وباء «كورونا»، والتأثيرات الناجمة عن تواصل الأزمة الأوكرانية.
وبحسب الخبراء، يقطن الغالبية العظمى ممن يواجهون هذا الخطر، في دول مثل نيجيريا وتشاد ومالي والنيجر وبوركينا فاسو، وهي البُلدان التي يعاني ما يناهز 23.5 مليون من سكانها، من مشكلة انعدام الأمن الغذائي في الوقت الحاضر، وذلك وسط توقعات، بأن يبلغ العدد نحو 34.5 مليون، في الفترة ما بين شهريْ يونيو وسبتمبر من العام الجاري.
وتُعزى هذه الكارثة الوشيكة، إلى عوامل متضافرة، على رأسها تصاعد الصراعات الداخلية في الدول الأفريقية المُهدد سكانها بالجوع، بجانب تبعات ظاهرة «التغير المناخي»، فضلاً عن الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن استمرار المعارك في أوكرانيا، وما ينجم عن ذلك من تأثيرات، على وضع الأمن الغذائي في العالم.
فبعد مرور أكثر من عام على اندلاع هذه الأزمة، تتصاعد انعكاساتها على أسعار المواد الغذائية ومستويات توافرها في الكثير من بلدان غرب أفريقيا، خاصة النيجر وتشاد وبوركينا فاسو، وذلك على ضوء اعتماد المنطقة بأسرها، على روسيا وأوكرانيا، لسد احتياجاتها المتزايدة، من الحبوب والأسمدة.
وفي هذا الصدد، أشار مسؤولو «لجنة الإنقاذ الدولية»، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بتقديم المساعدات الإنسانية وتحقيق التنمية في العالم، إلى أن تكلفة سلة السلع الغذائية الأساسية التي تحتاج إليها الأسرة الواحدة في دولة مثل تشاد على سبيل المثال، ارتفعت خلال العام الجاري، بنسبة تصل إلى 59%، مقارنة بما كانت عليه قبل نشوب الأزمة الأوكرانية، أواخر فبراير 2022.
من جهة أخرى، يؤكد الخبراء، أن تغير المناخ وتبعاته، أديا إلى موجة جفاف طويلة الأمد، أفضت لنشوب صراعات طاحنة على الماء والكلأ بين الرعاة والمزارعين.
كما قادت هذه التبعات إلى تسارع وتيرة حدوث الظواهر الجوية المتطرفة، مثل السيول والفيضانات، التي أجبرت مئات الآلاف من الأشخاص في هذه المنطقة على النزوح من ديارهم، على مدار السنوات القليلة الماضية، كما حدث في نيجيريا في الشهور الأخيرة من 2022. وتشير بيانات نشرها موقع «بي إن إن بلومبرج»، إلى أن بوركينا فاسو ربما تكون الدولة الأكثر تضرراً في منطقة الساحل الأفريقي، من أزمة انعدام الأمن الغذائي، إذ يعانيها 15.9% تقريباً من السكان مقارنة بـ 13.1% من سكان نيجيريا، وأكثر من 11% من نظرائهم في النيجر.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد