«نور أبوظبي» نموذج عالمي لمحطات الطاقة الشمسية

تصدرت محطة «نور أبوظبي»، التي بدأت عملياتها التشغيلية في أبريل 2019، بمنطقة سويحان في إمارة أبوظبي، قائمة أكبر محطات الطاقة الشمسية المقامة ضمن موقع واحد على مستوى العالم.
وتُنتج المحطة 1.2 جيجاواط من الطاقة الشمسية لتزويد الشبكة الكهربائية في أبوظبي بموردٍ مُستدام للطاقة النظيفة، كما تسهم في خفض حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1 مليون طن متري سنوياً، ما يدعم جهود الإمارات الهادفة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وجاء إعلان 2023 عاماً للاستدامة في دولة الإمارات، تحت شعار «اليوم للغد» ليسلط المزيد من الضوء على تراث الإمارات بمجال الممارسات المستدامة، ودورها في تطوير العديد من مشاريع الطاقة النظيفة بالإمارات والعالم، وفي مقدمتها مشاريع الطاقة الشمسية.
وتُسهم مشاريع الطاقة الشمسية بأبوظبي بدور حيوي في تحقيق أهداف الاستدامة وتنويع مصادر إنتاج الطاقة بنجاح، ودعم أهداف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، والمبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وشكلت «نور أبوظبي» مثالاً يُحتذى به على صعيد مشاريع الطاقة المتجددة ذات القدرة الإنتاجية العالية، حيث تؤكد المحطة التزام دولة الإمارات لخفض الانبعاثات الكربونية كركيزةٍ للتحول نحو نموذج الأعمال المستدامة والصديقة للبيئة.
وتمتلك شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، حصة 60% من المشروع، إلى جانب «ماروبيني» و«جينكو سولار» اللتين تملكان حصة 20% لكل منهما، فيما تملك وتدير المحطة شركة سويحان للطاقة الشمسية، المشروع المشترك بين «طاقة» و«ماروبيني» و«جينكو سولار».
وتزود «نور أبوظبي» الإمارة بالطاقة النظيفة بموجب اتفاقية طويلة الأمد لشراء الطاقة تمَّ إبرامها مع شركة مياه وكهرباء الإمارات.
وفاز المشروع بالعديد من الجوائز خلال مرحلة التطوير، حيث حصل مؤخراً على جائزة أفضل مشروع لتوليد الطاقة في حفل توزيع جوائز ميد للمشاريع 2020، وجائزة أفضل مشروع للعام في حفل توزيع جوائز الشرق الأوسط للطاقة الشمسية 2020، الذي تنظّمه جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية.

مصدر موثوق
وتمتد محطة نور أبوظبي، والبالغة تكلفتها 3.2 مليار درهم، على مساحة 8 كيلومترات مربعة، وتمتاز بتصميمها الذي يعزز استطاعتها الإنتاجية، وتتضمن أكثر من 3.3 مليون لوح شمسي ضمن موقعٍ واحد.
كما تعتمد المحطة على أكثر من 1400 نظام آلي لتنظيف الألواح الشمسية دون استخدام الماء، وتقطع مسافة 800 كيلومتر مرتين يومياً لضمان نظافة وكفاءة الألواح، ويمكن للمحطة إنتاج طاقة نظيفة تكفي لسد احتياجات 90 ألف منزل.
ومنذ دخول «نور أبوظبي» الطور التشغيلي قبل نحو 4 سنوات، شكلت المحطة مصدراً موثوقاً وآمناً ومستداماً للطاقة النظيفة، بالاستعانة بأحدث الابتكارات التقنية وبعد إجراء دراساتٍ وأبحاث موسعة.

نموذج فريد
وتستخدم «محطة نور أبوظبي» نموذجاً فريداً يعتمد على توجيه وتثبيت الألواح الشمسية لتتخذ الاتجاهين الشرقي والغربي، حيث تم اختيار هذا التصميم استناداً إلى أسس علمية موثوقة، بعد دراسة العوامل البيئية والمناخية لموقع المشروع.
ويسهم هذا التصميم المتميز في توزيع إنتاج الطاقة الكهروضوئية من الشمس بشكل أكثر مرونة على مدار النهار، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج الطاقة منذ بزوغ الفجر وحتى غروب الشمس، وليس خلال وقت الذروة في فترة الظهيرة فقط، كما يساهم هذا التصميم في زيادة عدد الألواح الشمسية التي يمكن تركبيها بالموقع، ما يؤدي لرفع الاستطاعة الإنتاجية للمحطة والتي تجاوزت 1200 ميجاواط.
وتتبنّى المحطة نظام تنظيف مبتكر، يتألف من 1430 نظاماً آلياً (روبوت) يقطع مسافة 800 كيلومتر مرتين يومياً لتنظيف ما يزيد على 3.3 مليون لوحة شمسية، ودون الحاجة إلى استهلاك قطرة ماء واحدة.
وتم اختيار نظام التنظيف الروبوتي بعد دراسة دقيقة لضمان فاعليته وكفاءته ومواءمته للظروف المناخية المحتملة، حيث تكمن أهمية نظام التنظيف دون ماء، في تلبية متطلبات التنظيف الخاصة بلوحات الطاقة الشمسية، مع مراعاة الجوانب المتعلقة بالأمن البيئي واستدامة الموارد الطبيعية.

مشاريع متنوعة
تباشر شركة «طاقة» تنفيذ محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية التي لا تزال في طور الإنشاء، حيث تم الاحتفال مؤخراً بإنتاج أول كميات من الطاقة وتحويلها إلى الشبكة من المحطة.
ويعد مشروع «الظفرة» أكبر منشأة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في موقع واحد على مستوى العالم بسعة 2 جيجاواط، ومن المتوقع أن يقلل حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 2.4 مليون طن متري سنوياً.
كما تضم قائمة مشاريع الطاقة الشمسية بأبوظبي حالياً أيضاً، محطة شمس 1، التي باشرت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» تطويرها بمنطقة الظفرة عام 2013 بطاقة 100 ميجاواط.
وأصدرت شركة مياه وكهرباء الإمارات، يناير الماضي، طلبات تقديم العروض للشركات والائتلافات المؤهلة لتنفيذ مشروع تطوير محطة جديدة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في منطقة العجبان في إمارة أبوظبي، وفقاً لنموذج المنتج المستقل.
ويشمل هذا المشروع إنشاء محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية لإنتاج 1500 ميجاوات (تيار متردد)، بما يكفي تزويد نحو 160 ألف منزل بطاقة الكهربائية في جميع أنحاء الدولة، وبمجرَّد دخول المشروع حيز التشغيل التجاري، فمن المتوقع أن تنخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في أبوظبي حوالي 2.4 مليون طن متري سنوياً، وزيادة ناتج الطاقة الشمسية في شبكة أبوظبي إلى حوالي 4 جيجاوات (تيار متردد).

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد