نمو 10 % في مبيعات السيارات بالإمارات بعد خفض لـ«اشتراطات التمويل»
بدأت البنوك منذ مطلع العام الجاري إبداء المزيد من التسهيلات في تمويل السيارات، إذ دفعت المنافسة بعضها إلى منح تمويل لمتعاملين موظفين في شركات غير معتمدة، بالإضافة إلى تخفيض الاشتراطات الخاصة بقوة السجل الائتماني.
وأكد خبراء اقتصاديون ومستثمرون في قطاع السيارات أن تسهيلات البنوك ارتبطت بتحسن وضع الاقتصاد بشكل عام واقتراب معرض إكسبو 2020 دبي، والرغبة في تحريك السيولة في قطاعات تعتبر عالية الأمان، منها السيارات كونها ترتبط بأصل.
وأشار الخبراء، في تصريحات لـ«الرؤية»، إلى أن تسهيلات البنوك انعكست على مبيعات السيارات بالنسبة لبعض الوكالات، إذ ارتفعت نسبة المبيعات لديها بنحو 10% منذ بداية العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث تبدأ فوائد تمويل السيارات لدى بعض البنوك حالياً من مستويات دون الـ2% لتتجاوز الـ3% لدى بنوك أخرى.
وتفصيلاً، أفاد مدير عام وكالة كيا في الإمارات، محمد خضر، بأن مبيعات السيارات بدأت تشهد تحسناً ملحوظاً بعد فترة طويلة من الهدوء، إذ نمت مبيعات الوكالة منذ بداية العام الجاري إلى اليوم بنحو 10%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي 2019.
وأشار خضر، إلى أن تحسن فرص حصول العملاء على التمويل كان العامل الأبرز في دعم حركة المبيعات، فبينما كانت نسبة رفض طلبات التمويل تصل إلى 70% في فترات سابقة، باتت أكثر من نصف طلبات التمويل تأتي مع الموافقة من قبل البنوك.
وأبدى خضر تفاؤله بانعكاسات معرض إكسبو على حركة المبيعات، لافتاً إلى أن النمو يبدو أكثر ظهوراً كلما اقتربنا من موعد انعقاده.
وأوضح خضر أن التحسن في المبيعات يشمل كلاً من الأفراد والشركات، مشيراً إلى أن مبيعات الأفراد تمثل أكثر ممن 55% من إجمالي المبيعات، مقابل نحو 45% مبيعات للشركات.
من جانبه، أرجع الخبير المصرفي أمجد نصر، تحسن معدلات التمويل بالنسبة لقطاع السيارات بنسب مرتفعة، إلى عدة عوامل، أولها تحسن السوق وزوال حالة عدم اليقين نسبياً سواء بالنسبة للبنوك الراغبة في تشغيل سيولتها أو بالنسبة للأفراد الذين أجلوا قرارات الشراء وباتوا في وضع ائتماني أفضل من قبل.
وأضاف نصر: «يرتبط العامل الثاني بشهية البنوك وارتفاعها في الوقت الراهن مع ارتفاع نسبة الأمان، فيما أرجع العامل الثالث إلى المعلومات الائتمانية التي باتت تمكن البنوك من قراءة الوضع الائتماني، كما باتت تمكن العميل من معرفة وضعه الائتماني قبل التقدم للحصول على قرض».
وأوضح أن تمويل السيارات ينطوي على رهن أصل، وبالتالي يعتبر أكثر أماناً، مقارنة بالعديد من القطاعات الأخرى، وكذلك في العروض والاتفاقيات بين الوكالات والبنوك.
وتوقع نصر أن تزيد عمليات التمويل في كافة القطاعات، منها قطاع السيارات، كلما اقتربنا من موعد معرض إكسبو 2020 دبي.
بدوره، أفاد الخبير المصرفي والمسؤول في أحد البنوك المحلية، مجدي ريحاوي، بأن البنوك خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما منذ بداية العام الجاري، خفضت من اشتراطات تمويل السيارات وباتت المنافسة كبيرة فيما بينها للفوز بأكبر نصيب من هذا القطاع.
وأوضح أن قطاع السيارات يعتبر من قطاعات التمويل عالية الأمان، نظراً لكونه تمويلاً مرتبطاً برهن منتج لا يفقد قيمته بشكل كبير، وبالتالي كان من أول القطاعات التي جذبت سيولة البنوك.
وأشار ريحاوي إلى أن التساهل في عملية تمويل السيارات وصل إلى حد قبول موظفي شركات غير معتمدة، بالإضافة إلى تخفيض اشتراطات السجل الائتماني للعميل.
وأكد ريحاوي أن الموافقات البنكية باتت سريعة جداً، نظراً لقدرة البنوك على معرفة السجل الائتماني للعميل طالب التمويل، قائلاً: «لا شك أن التسهيلات المصرفية مرتبطة بوضع الاقتصاد الكلي»، مشيراً إلى أن الاقتراب من «إكسبو» يمنح الأسواق دفعة قوية من المعنويات.
التعليقات مغلقة.