بقلم // محمد شمس الدين – رئيس ومؤسس مجموعة مجلة استثمارات الإماراتية & منتدى المستقبل للاستثمارات العربية “FF2020AI”
برؤية متجذرة في النفس البشرية فإن البناء والتنمية هما المآل والهدف الذي لم تحيد عنه البشرية يوماً إن كان الأمر يتعلق بالفرد الإنسان أو الدول والحكومات أو جل ما خلق الله تعالى فالعمران والبناء هو رسالة ومبتغى الخلق جميعاً، وهل نجد من المجتمعات من لا ترنو جاهدة لكي يكون أفرادها في رغد من العيش والاطمئنان والاستقرار والتطور في مجريات التنمية المستقبلية.
بصريح العبار بلا خجل أو مجاملة فقد سقطت دول كثيرة بل حضارات عن درب التنمية على مر التاريخ البشري، لتهوى في قاع التخلف البشري والحضاري، وذلك مرده إن كان نتاجاً لأهمال خطط التنمية وعدم اللحاق بركب التقدم والتطور، أو إن كان من خلال التلاعب وإثارة خطابات سياسية هوجاء تقود لحروب وصراعات تأكل الأخضر واليابس من مقدرات الدول، أو خلل في عقلية القيادة التي قد تتعاظم عندها روح الأنا لتهرول تجاه صراعات وحروب إن كانت داخلية أو خارجية .. فالصراعات والحروب هي لغة التدمير والمناقضة للتنمية وفلسفة البناء والعمران،،،
واليوم ونحن نرى حملة مستعرة من بعض الجهات والأطراف ممن لهم أجندات خاصة تجاه دولة عربية هي في قاموس الريادة والتنمية المعاصرة الأولى بلا أدنى شك وفقاً لمؤشرات التصنيف التنموي الدولي، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي حققت معجزة تنموية يٌشار إليها بالبنان، بل يٌقاس على تفاصيل خططها واستراتيجتيها التنموية جهود ومساعي العديد من الدول في المنطقة في إطار محاكاة النموذج الريادي السباق في منطقتنا العربية، إنطلاقاً من فلسفة ورؤية ويقين قيادة الإمارات الرشيدة “حفظها الله تعالى” بأن البناء والاستقرار واستدامة التنمية هي أولوية الأولويات وحصن تطور الدولة وضمان رخاء شعبها.. اقتراناً في ذات الوقت بألتزامها بقيمها ومبادئها المكنونة في تراثها العربي الأصيل بمد يد العون للمحتاج ودعم الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها عبر تحولها بل تأسيسها منذ بواكير إنطلاقة اتحادها المبارك لمؤسسات تنموية وإنسانية خيرية “عالمية الرسالة” لم تستنثي بعطاءها ولم تبخل بما “حباها الله تعالى” من ثروات هائلة أن يكون لها بصمة عطاء في مختلف دول وبقاع وإقاليم العالم عوناً لمن شردتهم الصراعات والأوبئة والكوارث الطبيعية ونشراً للمؤسسات التعليمية والصحية في الدول المعوزة الفقيرة ودعماً لجهود التنمية في العديد من تلك الدول.. توازياً مع مواقفها التاريخية المشهود لها في دعم قضية العرب أجمعين وهي فلسطين دعماً بمواقف يذكرها التاريخ إن كان بمناصرة الحق أو عبر تقديم جل اوجه الدعم والعون..
ما استذكره واستنكره اليوم وأنا أرى حملة مسعورة هدفها النيل من إمارات العطاء، تصدر من أطراف وجهات معلومة للقاصي والداني من عداءها للاستقرار في دولنا العربية،، ولكن ها هنا لي وقفة وأنا المتأمل والمقيم على أراضي تلك الدولة الطيبة المباركة لأكثر من ثلاثون عاماً مضت، عالماً ببواطن النواياً لدى أشقائنا الإماراتيين التي هي ناصعة البياض تجاه الجميع وهذا لا شك غيض من فيض المدرسة الكبيرة الممثلة في قيادة الإمارات وشيوخهم الحكام الذي فيهم من الخير الكثير والكثير.
وما استنبطه هنا بسهولة بالغة حينما أرى بعض الأقلام والألسنة المأجورة تسعى للنيل من الإمارات، أن الهدف ليس الإمارات، ولكن الهدف هو نموذج البناء والتقدم والريادة التي حققتها الإمارات في خضم منطقة شهدت الكثير من الاخفاقات التنموية، نعم نعود بادئ ذي بدء لمقدمة وعنوان المقال بأن الهدف ليس الإمارات ولكن مسيرة البناء التي توجت بها الإمارات عالميتها وحققت نموذجاً ريادياً مذهلاً بكل المعايير العالمية في غضون أثنين وخمسون عاماً، فيما نرى المجتمعات التي تنتمي لها تلك الإقلام والألسنة المهاجمة لمسيرة البناء تهوى في قاعة التخلف وعدم التطور والازدهار لشعوبها بل الفاقة، فيما ستغرد “بميشئة الله تعالى”، الإمارات دوماً في سماء الازدهار لأن قيادتها الرشيدة أدركت أن الغاية والمآل هو البناء والاستقرار والازدهار.
حفظ الله تعالى الإمارات وكل دولنا العربية
التعليقات مغلقة.