مملكة البحرين تدعو إلى تغليب الحوار لحل أزمة أوكرانيا
دعا ولي عهد البحرين، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أمس، إلى تغليب الحوار والحلول الدبلوماسية، وفق قواعد القانون الدولي، لحل الأزمة في أوكرانيا بالطرق السلمية، بما يدعم الجهود الإنسانية والإغاثية، ويسهم في إحلال السلام الدائم والشامل، وتعزيز الأمن والسلام في المنطقة والعالم.
وأكد الأمير سلمان بن حمد، خلال استقبال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي زار المملكة أمس، على علاقات الصداقة التاريخية بين البحرين وروسيا، لافتاً إلى استمرار تطوير أصعدة التنسيق المشترك وتعزيزها بما يعود بالخير على البلدين والشعبين الصديقين.
واستعرض الجانبان، آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خصوصاً تطورات الأوضاع في أوكرانيا.
وبعد زيارة البحرين، وصل لافروف، والوفد المرافق له، إلى الرياض، في زيارة رسمية للمملكة.
إلى ذلك، اعتبر لافروف، أمس، أن حل أزمة الغذاء العالمية التي أثارتها الأزمة في أوكرانيا، في أيدي الغرب وكييف.
وتعطّلت عمليات إيصال القمح وغيره من المواد الأساسية من أوكرانيا وروسيا منذ بدء العمليات العسكرية في فبراير الماضي، وهو ما أثار القلق حيال خطر الجوع في العالم.
وقال لافروف، إن الدول الغربية «تسببت بالكثير من المشاكل عبر إغلاق موانئها أمام السفن الروسية، وتعطيل السلاسل اللوجستية والمالية».
ودعا الدول الغربية إلى اتّخاذ خطوات ملموسة لحل مشكلة الغذاء.
كذلك، دعا لافروف أوكرانيا لنزع الألغام من مياهها الإقليمية للسماح بعبور السفن، بشكل آمن، عبر البحر الأسود وبحر آزوف.
وأفاد بأنه «إذا تم حل مشكلة نزع الألغام، ستضمن قوات البحرية الروسية مرور هذه السفن من دون عراقيل إلى المتوسط، ومن ثم إلى وجهاتها».
وتنتج روسيا وأوكرانيا قرابة 30 في المئة من موارد القمح العالمية.
وأفاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب إردوغان، أمس الأول، أن موسكو مستعدة للتعاون مع أنقرة لتأمين حرية الشحن من أوكرانيا.
وفي هذه الأثناء، أعرب رئيس الاتحاد الإفريقي السنغالي، ماكي سال، عن قلقه من تداعيات العقوبات الأوروبية على البنوك الروسية المستبعدة من نظام «سويفت» الدولي، ودعا دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين إلى التحرك لتحرير مخزونات الحبوب في أوكرانيا بسبب النزاع.
وفي إطار الحزمة السادسة من العقوبات ضد موسكو، قرر الاتحاد الأوروبي حرمان بنك «سبيربنك» الروسي من استخدام آلية سويفت، وهي منصة مراسلة آمنة تسمح بإجراءات عمليات حيوية مثل تحويل الأموال.
وعبر الفيديو، قال ماكي سال لقادة الدول السبع والعشرين المجتمعين في بروكسل: «عندما يتعطل نظام سويفت، فهذا يعني أنه حتى في حال توفر المنتجات، يصبح الدفع معقداً، إن لم يكن مستحيلًا، وأود أن أشدد على ضرورة العثور على حلول مناسبة».
وطلب الرئيس السنغالي أيضاً من رؤساء الدول والحكومات القيام بكل شيء، «للإفراج عن مخزونات الحبوب المتاحة» في أوكرانيا، والتي لا يمكن إخراجها منها بسبب العمليات العسكرية التي تمنع الوصول إلى ميناء أوديسا والبحر الأسود.
وطالب سال بضرورة «ضمان نقلها وإيصالها إلى السوق، من أجل تجنب السيناريو الكارثي المتمثل في النقص وزيادة الأسعار».
وقال وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل: «ندرس كيف يمكن إخراج 20 مليون طن من القمح الأوكراني.. هذا ليس بالأمر السهل».
وأضاف «من الواضح أننا بحاجة إلى التوصل لاتفاق مع روسيا لاستخدام الطريق البحري».
وأفاد مسؤول أوروبي بأنه يجري التفكير في طرق بديلة عن طريق السكك الحديدية والطرق البرية، لكنها ستسمح في أحسن الأحوال بنقل ثلث مخزون القمح.
وقال ماكي سال، إن «هذه الأزمة تؤثر بشكل خاص على البلدان الأفريقية بسبب اعتمادها الكبير على إنتاج القمح الروسي والأوكراني»، لا سيما وأن الأمم المتحدة قدرت في 2020 أن 282 مليون شخص، أي أكثر من ثلث سكان العالم الذين يعانون من نقص التغذية، يعيشون في أفريقيا. وقال ماكي سال، إنه يضاف إلى هؤلاء «46 مليون أفريقي معرضون لخطر الجوع ونقص التغذية بسبب وباء كوفيد، وقد يكون الأسوأ أمامنا»، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الأسمدة قد يتسبب في خسارة تقدر بما بين «20 إلى 50 في المئة» في محاصيل الحبوب في إفريقيا خلال العام الجاري.
التعليقات مغلقة.