مقابلة افتراضية بين سفيري الإمارات وإسرائيل في واشنطن
أكّد سفير الدولة لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، أنّ إقدام دولة الإمارات على توقيع معاهدة السلام التاريخية مع إسرائيل، بعد مصر والأردن، يرجع إلى سببين اثنين، أولهما أنّ المنطقة تتغير كما تطلعات شبابها، فيما يتمثّل السبب الثاني، في أنّ ضم الأراضي الفلسطينية، كان يهدّد التقدم الذي كانت تحرزه الإمارات مع إسرائيل.
وأشار العتيبة، خلال مقابلة مع شبكة «إم إس إن بي سي» الأمريكية، في لقاء افتراضي تلفزيوني، جمعه مع السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، رون ديرمر، إلى أنّ دولة الإمارات، اغتنمت الفرصة، وعملت في النهاية على التوصل إلى معاهدة يكسب فيها الجميع، الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة، مضيفاً: «المنطقة تتغير، والمواقف تتغير، والعقليات أيضاً، الناس متعبون من الصراع والأيديولوجيات، ويريدون الشيء نفسه: الوظائف والفرص والأمل، كان هناك دعم شعبي واسع النطاق للمعاهدة في دولة الإمارات، حيث أظهر استطلاع أن 89 في المئة من شباب الإمارات، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، يدعمون المعاهدة، كان هناك إدراك بأن المنطقة تذهب في اتجاه مختلف، وعقلية مختلفة، فتم اغتنام الفرصة».
وأوضح العتيبة، أنّ السبب الثاني لتوقيع معاهدة السلام التاريخية، بعد 26 عاماً من معاهدة السلام مع الأردن، هو النقاش بشأن ضم الأراضي الفلسطينية، الذي هدد التقدم المحرز مع إسرائيل، حيث بات هناك تعاون علني، وبمقدوره الآن لقاء وديرمر على التلفزيون، في ظهور مشترك، حيث أصبح الأمر شيئاً طبيعياً. ورأى العتيبة، أن المزايا الاقتصادية الفورية لاتفاقيات إبراهيم، كانت تدفع بالأمور إلى الأمام، حيث يوجد الكثير من الحماس، مع قدوم عدد كبير من مصالح الشركات الإسرائيلية إلى الإمارات، والعكس صحيح.
ارتياح
بدوره، شدّد السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، رون ديرمر، على الأهمية البالغة لمعاهدة السلام بالنسبة لإسرائيل، مشيراً إلى أن دولة الإمارات، ثالث دولة عربية تعترف بإسرائيل، لأول مرة منذ أكثر من ربع قرن، وفيما كان على إسرائيل انتظار أكثر من 25 عاماً لعقد المعاهدة، عقدت البحرين بعد 29 يوماً معاهدة مع إسرائيل، معرباً عن اعتقاده بأن المعاهدة تتحرك أسرع بكثير من التوقعات، وتنطلق حقاً، وتعمل على تحويل المنطقة للأفضل.
وأعرب دريمر، عن ارتياح إسرائيل للمضي قدماً في الصفقة العسكرية المقترحة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة. وأبان ديرمر، أنّ الطريقة في تحويل هذا الالتزام من مبدأ إلى الممارسة، يكون بجلوس المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين والأمريكيين، مردفاً: «في كل مرة، هناك حزمة عسكرية يجري اقتراحها، وهذا ما قام به مسؤولو الطرفين في سبتمبر وأكتوبر، عندما طلبت الإمارات نظام أسلحة معين».
وأضاف ديرمر: «مضينا في هذه العملية مع الولايات المتحدة، ونؤمن بشدة أن هذه الاتفاقية في شأن الصفقة العسكرية، لن تنتهك أو تضعف التزام الولايات المتحدة بالمحافظة على التفوق النوعي العسكري لإسرائيل، لهذا، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع بيني غيتس، تصريحاً مشتركاً بهذا الشأن، وأستطيع القول إن هذا النوع من التصريح المشترك بين الرجلين، لا نجده كثيراً في السياسة الإسرائيلية».
قلق
أفاد ديرمر، بأنّ ما يثير قلقه الشديد، ليس الصفقة المقترحة لبيع طائرات «إف – ٣٥» للإمارات، بل فكرة العودة للاتفاق النووي مع إيران، مضيفاً: «إيران نظام يتعهد بتدمير إسرائيل، وهي ملتزمة، وتعمل بنشاط من أجل ذلك، وتسعى لزعزعة الاستقرار في جميع الدول العربية المجاورة في المنطقة، لذلك، فإنّ إسرائيل والدول العربية في المنطقة، لا تدعم العودة إلى الاتفاق النووي، ونأمل أن تتحدث الإدارة الأمريكية عندما تباشر عملها مع حلفائها في المنطقة، للبحث عن ترتيبات جديدة، من شأنها منع إيران للأبد من تطوير أسلحة نووية».
التعليقات مغلقة.