معرض «فلسفة الغذاء» يحتفي بالاتجاهات الفنية الداعمة لثقافة الاستدامة بدبي
معرض «فلسفة الغذاء» يحتفي بالاتجاهات الفنية الداعمة لثقافة الاستدامة بدبي
يُعتبر معرض «فلسفة الغذاء» فعالية رئيسية ضمن برنامج المعارض السنوية التي يقيمها مركز تشكيل ند الشبا، الذي يستمر حتى 19 ابريل الجاري، كونه يتناول موضوعاً ملائماً للمجتمع والعالم الذي نعيش فيه. وفي ضوء ذلك تتناول نسخة 2022 وأعمال فنية تستخدم جميع أنواع الوسائط لاستكشاف القضايا ذات الصلة بفلسفة الغذاء عبر مجموعة واسعة من التفسيرات، سواءً كانت حرفية أم مجردة حيث يحاول الفنانون المشاركون في المعرض الإجابة على العديد من التساؤلات المتعلقة بفكرة محاولة تبني المجتمع لفلسفة جديدة للغذاء، وذلك في دولةٍ تستورد اليوم 80 % من غذائها، في الوقت الذي يشهد اليوم توجهاً عالمياً ملحوظاً نحو تبني الغذاء المستدام.
«عيش بلدي»
وتستعرض الفنانة بيري العشماوي عبر لوحه «طلب خارجي» ما كان يُعتبر في السابق مهارةً في التوصيل أصبح اليوم «توصيلًا سريعاً». ففي صوانٍ بطول مترين ووزن يقارب 30 كيلوغراماً، يقوم صبيَة توصيل الخبز بنقل «العيش البلدي» عبر الزحام الخانق وشوارع المدينة الضيقة. فيقوم صبي التوصيل بموازنة الصينية على رأسه، وتثبيتها بإحدى ذراعيه لمنعها من السقوط، بينما يناور بالدراجة بذراعه الأخرى. وتقول الفنانة: لطالما أدهشتني رؤية عمال التوصيل يحملون الطعام باتزان على رؤوسهم، لكن الآن يذهلني أكثر كيف يُحضرون لك أي طعام في غضون 30 دقيقة أو أقل.
نسيج الذرة
وعبر أعمالها «الأسرار الخضراء»، «قشر ذرة»، و«حرير ذرة»، التي تدور في فلك فكرة المعرض، تكمن القيمة الأساسية لممارسات الفنانة بنيان بور كمصممة أزياء، في ضمان التزام منتجاتها بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية طوال دورة حياتها. ويتجلى ذلك في النسيج الذي تستخدمه في هذا العمل، فهو حصيلة لعملية معالجة مطولة لألياف بقايا قشور الذرة؛ حيث يتم غسلها ونقعها في الأصباغ الطبيعية المستخلصة من بقايا الطعام كالملفوف الأحمر والسبانخ وتركها لمدة 4 أيام حتى تجف تماماً. ثم يتم نسجها يدوياً، وتُستخدم منسوجاتها بطرق متنوعة بعد كيّها. وحرير الذرة هو الخيوط الطويلة التي تنمو على كوز الذرة، والتي يتم التخلص منها غالباً. ولهذا الحرير العديد من التطبيقات الطبية والفوائد؛ حيث يمكن تناوله كشاي بعد تنظيفه وتجفيفه، وهو غني بمضادات الأكسدة والبروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن والألياف، كما يساعد على خفض ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم والالتهابات.
أشجار مثمرة
وتسلط لوحة «جوهر» للفنانة سوليمار ميلر على الأشجار المثمرة من تين ورمان وتمر وتوت، التي تزدهر في هذه المنطقة منذ آلاف السنين، وهي مصدر غذاء للإنسان والطيور والحشرات والحيوانات. وقد ذُكرت أشجار التين في العراق منذ 2500عام قبل الميلاد. ويعود تاريخ أشجار النخيل في بلاد ما بين النهرين إلى 4000عام ق.م. وتنتشر أشجار الرمان من إيران الحديثة وحتى شمال الهند، ونظراً لفوائدها الطبية فقد حظيت بمكانة رفيعة عند قدماء المصريين. كما تفخر حدائق شرق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا بأشجار التوت. وتزهر جميع هذه الأشجار المثمرة اليوم في دولة الإمارات. ويمكن لها، من خلال التعليم والتوعية، أن تصبح مصدراً غذائياً غنياً لجميع سكانها، مما يحد من اعتمادهم على الواردات.
التعليقات مغلقة.