مسيرات في فرنسا تندد بالإرهاب وتؤكد على حرية التعبير
تجمع آلاف الأشخاص، أمس، في أنحاء فرنسا تكريماً للمدرّس صامويل باتي الذي قتل الجمعة على يد إرهابي متحدر من الشيشان قام بقطع رأسه بزعم عرضه رسوماً كاريكاتورية مسيئة للإسلام على تلاميذه في الصف. وتجمع المتظاهرون في ساحة الجمهورية في باريس، وهتفوا في المكان «أنا صمويل»، و«حرية التعبير وحرية التدريس»، وسط تصفيق طويل بين حين وآخر. كما نُظمت تجمعات أخرى في مدن فرنسية كبيرة، خاصة في ليون (شرق) وليل (شمال) ونيس (جنوب شرق).
وشارك في التجمع العديد من الشخصيات السياسية من جميع الاتجاهات، بينهم رئيس الوزراء جان كاستكس وعمدة باريس آن هيدالغو والرئيس اليميني لمنطقة إيل دو فرانس، التي تضم باريس، فاليري بيكريس وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون. وانضم الرئيس السابق الاشتراكي فرانسوا هولاند إلى التجمع. وكتب رئيس الوزراء في تغريدة على «تويتر» مصحوبة بصورة للتجمع «أنتم لا تخيفوننا. نحن لسنا خائفين. لن تفرقونا. نحن فرنسا!».
وفي كونفلان سانت -أونورين حيث حصلت الجريمة، تجمّع حوالي ألف شخص هم أهالي تلاميذ ومسؤولون ومدنيون، بحزن شديد أمام المدرسة التي كان باتي يدرّس فيها. ورفع كثيرون لافتات كُتب عليها «أنا أستاذ». وسيُنّظم تكريم وطني للضحية بعد غدٍ الأربعاء بالتنسيق مع عائلة المدرّس، وفق ما أعلنت رئاسة الجمهورية الفرنسية من دون تحديد المكان.
وقالت الشرطة الفرنسية، إنها ألقت القبض على شخص آخر أمس، ليصل عدد المعتقلين إلى 11 في قضية مقتل المدرس. وقال رئيس الوزراء، إن الحكومة تعمل على وضع استراتيجية لتوفير مزيد من الحماية للمدرسين. وكان باتي هدفاً لحملة غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي قبل الهجوم. وأضاف، في مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمونش»: «أريد أن يعلم المدرسون أن البلد بأسره يقف وراءهم بعد هذا العمل الخسيس». وتابع: «هذه المأساة تؤثر على كل واحد منا لأن الجمهورية هي التي تعرضت للهجوم من خلال هذا المدرس».
وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير، إنه سيقترح تشديد الرقابة على التدفقات المالية لبعض المنظمات. وأضاف «هناك مشكلة في تمويل عدد من المنظمات وهو أمر أعتقد، بل يتعين علينا أن نقوم بدور أفضل تجاهه». ولم ترد تفاصيل عن الشخص الحادي عشر الذي اعتقلته السلطات فيما يتعلق بالقتل. في وقت قال فيه لوران نونيز المنسق الوطني للمخابرات ومكافحة الإرهاب، إن الحركات المتشددة الأقلية، تحاول إقناع المسلمين بأن فرنسا دولة معادية للمسلمين. وتسعى لاستغلالها، وإنشاء تكتل». وأكد مصدر مقرب من الحكومة على «دور رسائل الكراهية على الشبكات الاجتماعية التي تستهدف الشباب».
ولفت نونيز إلى أجواء الحقد التي تبث على الشبكات مصحوبة بعودة ظهور الحركات المتطرفة. وقال مصدر مقرب من الحكومة، إنه منذ أسبوعين فإن معدل اختراق التيارات المتشددة على الشبكات الاجتماعية «مرتفع جداً». وأضاف «بالنسبة لهذه الحركات، فرنسا دولة عنصرية ومعادية للمسلمين وبلد غير مؤمن وكافر»، مضيفاً «إنهم يريدون زرع الفوضى والحرب الأهلية لتطوير نظام جديد حول الشريعة. إنهم يندرجون ضمن إجراء عنيف».
«التعاون الخليجي» يتضامن مع فرنسا في محاربة الإرهاب
أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف بن فلاح الحجرف أمس، العملية الإرهابية التي وقعت بإحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، وأودت بحياة فرنسي، وأعرب عن تضامن مجلس التعاون مع الجمهورية الفرنسية في محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في أراضيها، وشدد على مواقف المجلس الثابتة تجاه الإرهاب والتطرف، ونبذه لأشكاله وصوره كافة، ورفضه لدوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره، والعمل على تجفيف مصادر تمويله ودعمه. كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي، الحادثة الإرهابية، وأكدت موقفها الثابت الرافض لظاهرة الغلو والتطرف والإرهاب بجميع أشكالها وتجلياتها، مهما كانت الأسباب والدوافع.
واستنكرت وزارة خارجية مملكة البحرين حادث الطعن الإرهابي، مؤكدة تعاطفها مع الشعب الفرنسي الصديق، وتضامنها مع الجمهورية الفرنسية في جهودها الرامية لمكافحة الإرهاب وكافة أشكال العنف والتطرف، وما تتخذه من إجراءات من أجل الحفاظ على أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها، مشددة على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي من أجل القضاء على العنف والتطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله ومهما كانت أسبابه ومبرراته. كما أعربت وزارة الخارجية المصرية عن بالغ إدانتها لحادث الطعن الإرهابي، مؤكدةً وقوف مصر مع فرنسا، والتضامن من أجل مكافحة ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف بكافة أشكالها وصورها.
التعليقات مغلقة.