مستثمرو “وول ستريت” يحددون أفضل الخيارات للدراسة الجامعية
نصح المستثمرون في “وول ستريت” طلاب المدارس الثانوية الذين سيتخرجون هذا العام بالبحث عن الجامعات التكنولوجية بدلاً من التمويل في دراستهم القادمة. ولكنهم نصحوا الآباء بتوجيه أبنائهم الذين هم في مرحلة “رياض الأطفال” اليوم، بالنظر إلى الذكاء الاصطناعي، والذي يعد تهديدا لكلا المسارين الوظيفيين السابقين.
وقال المستثمرون إن خريجي طلاب المدارس الثانوية سيكونون أفضل حالاً في ممارسة مهنة في مجال التكنولوجيا بدلاً من التمويل.
وعلى الرغم من عمليات تسريح العمال، فإن التكنولوجيا هي الخيار الأذكى للبالغين اليوم، وفقاً لأحدث استطلاع أجرته “MLIV Pulse”، على 678 مشاركاً. إذ يُنظر إلى المعرفة التقنية على أنها أكثر أهمية من أي وقت مضى في عالم يتأثر بشكل متزايد بالمنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
من جانبه، قال نائب الرئيس الأول لشركة استشارات الموارد البشرية “تشالنجر”، أندرو تشالنجر: “كانت الوظائف الأعلى أجوراً واضحة جداً في القطاع المالي لمدة عقدين أو 3 عقود، والآن أصبحت التكنولوجيا قادرة على المنافسة – حتى مع ظهور الذكاء الاصطناعي، فإنه يتوقع أن تظل التكنولوجيا والتمويل من بين أكثر المهن المربحة على مدار العشرين أو الثلاثين عاماً القادمة.
يأتي ذلك، فيما قال حوالي 52% من 556 مستثمراً محترفاً إن التكنولوجيا هي الطريق الأفضل لخريجي المدارس الثانوية. ومن بين 122 مستثمرا، صوت 48% لصالح التكنولوجيا.
وتدعم اتجاهات التوظيف الحديثة النتائج. ففي حين أن الانكماش الحالي قد أثر بشدة على الشركات الناشئة في وادي السيليكون، وحتى شركات التكنولوجيا العملاقة، فقد سارع القائمون على التوظيف في الصناعات التقليدية – من شركات صناعة السيارات إلى الحكومة الفيدرالية – لاقتناص المواهب التقنية المسرحة والخريجين الجدد. وحالياً باتت كل شركة هي شركة تكنولوجية.
وقال تشالنجر: “هناك الكثير من الأشخاص الذين لديهم عقول مالية رائعة، ومع ذلك لا يمكنهم تنفيذ استراتيجية تداول دون الاعتماد على المبرمجين الجادين لدخولها وتنفيذها فعلياً لأنها تجاوزت البشر في بعض النواحي”.
وإلى جانب هذا، كان لدى المستثمرون توصيات مختلفة للأطفال في “رياض الأطفال” هذا العام. إذ قال ما يقرب من 40% من المشاركين في الاستطلاع إن هؤلاء الأطفال سيكونون أفضل حالاً في العمل في مجال الرعاية الصحية. وغالباً ما تنطوي الوظائف في المجالات الطبية على قدر أكبر من التفاعل بين البشر، والذي يعتقد الكثيرون أنه من غير المرجح أن يحل الذكاء الاصطناعي محله بالكامل.
فيما كان المستثمرون الأفراد أكثر حماساً إلى حد ما بشأن الرعاية الصحية – فقد كان الاختيار الأفضل بنسبة 41%. ومن بين المستثمرين المحترفين، اختار 38% الخدمات الطبية.
وقدر تقرير حديث لمجموعة “غولدمان ساكس”، أن حوالي 300 مليون وظيفة بدوام كامل في جميع أنحاء العالم قد تتأثر قريباً بأتمتة الذكاء الاصطناعي.
كما قد تدعم الاتجاهات الديموغرافية أيضاً فكرة أن تصبح طبيبة أو ممرضة في المستقبل كخيار أكثر حكمة للجيل الأصغر سناً: ويتوقع الاقتصاديون طلباً هائلاً على العاملين في مجال الرعاية الصحية مع تقدم العمر في الولايات المتحدة وحول العالم.
وفيما يتعلق بالتأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على وول ستريت، قال 12% فقط أن التمويل سيكون أفضل خيار وظيفي لأطفال رياض الأطفال اليوم. في حين وجد استطلاع سابق لـ MLIV Pulse أن معظم المهنيين الماليين واثقون من أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محلهم في السنوات الثلاث المقبلة، ولكن يبدو أن هذه الثقة تهتز حال وضعها على مدى أفق زمني أطول.
وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على مهندسي البرمجيات بشكل كبير، إلا أن ما يقرب من 30% من المستثمرين ما زالوا يعتقدون أن وادي السيليكون سيكون الخيار الأفضل للجيل الأصغر اليوم.
وقال معظم المشاركين في الاستطلاع إن درجة البكالوريوس لا تزال جديرة بالاهتمام، على الرغم من الاستثمار الكبير للوقت والمال. ومع ذلك، اقترح البعض أن الذهاب إلى المدراس الفنية لتصبح نجاراً أو كهربائياً أو سباكاً، هي وظائف لا يمكن الاستعانة بمصادر خارجية أو مؤتمتة بسهولة بدلاً عنها، وقد يكون مساراً يستحق المتابعة.
التعليقات مغلقة.