مروة القبيسي.. تستثمر في التعليم بأدوات حديثة
اتخذت رائدة الأعمال الإماراتية مروة القبيسي من التعليم وطرقه الحديثة، نقطة انطلاق لتنفيذ مشروعها الاستثماري العلمي، عبر تطبيق آلية جديدة مطبقة في العديد من المدارس حول العالم، وتعرف باسم «منهج منتسوري» الذي يعتمد على معرفة الطفل بقدراته العقلية واعتماده الكلي على نفسه بشكل أكبر بدلاً من عملية التلقين، وهو تعليم يختلف عن التعليم التقليدي، حيث يركز على الاعتناء بالفروق الفردية، واختلاف الاهتمامات لدى الطالب.
كما يحمل المنهج، الذي أثبت تميزاً عالمياً في نخبة طلبته الذين أبهروا العالم، مثل جيف بيزوس مؤسس موقع أمازون العالمي، ولاري بيج وسيرجي برين مؤسسي محرك البحث «جوجل»، وهو ما شجعها على الاستثمار في هذا النوع من التعليم عالي الجودة، فكانت أولى اللبنات في تأسيس حضانة المونتسري في العاصمة أبوظبي، بدعم من صندوق خليفة لتطوير المشاريع، والتي تحمل اسم «ذا مونتيسوري شلدرن جاردن».
وتعتبر القبيسي أحد أعضاء جمعية المنتسوري العالمية، وتؤكد أنها تطمح لفتح فرع للجمعية في الدولة وتأمل أن تحظى بالدعم في تلك الخطوة.
وتقول مروة، إنها أنفقت على مشروعها الاستثماري نحو 8 ملايين درهم، وترى أن التعليم النوعي مكلف جداً ومن الصعب على شخص بمفرده أن يقوم به، فضلاً عن الاستمرار بالمشروع، حيث إن مثل هذه المشاريع بحاجة لدعم مستمر من قبل جهات عدة.
وأوضحت رائدة الأعمال مروة القبيسي أن أولى خطواتها نحو إدخال منهج المنتسوري بدأته بتأسيس أول حضانة تعنى بهذا المنهج وتركز عليه في تعليم الأطفال، استعداداً لمراحل تعليمية أكبر تؤهلهم للاستيعاب والفهم بشكل أفضل، مبينة أن هذه الخطوة هي الأولى، وهناك طموح لفتح مدرسة من الصفوف الأولى حتى مرحلة الثانوية العامة، وكذلك الجامعة، حيث توضح أن هذا النوع من التعليم لا عمر له ولا يقف عند فترة زمنية محددة، حيث إنه تعليم مدى الحياة، ويحتاج إليه الصغار والكبار، فهو علم للجميع ومدته غير مقيدة بسنوات عمرية محددة.
وأضافت القبيسي أن اختيارها لمنهج المنتسوري لم يأتِ من فراغ، بل بعد بحث ودراسة عميقة للمنهج ومدى فاعليته في تأسيس الطفل تأسيساً كاملاً وشاملاً، مشيرة إلى أن وضعها كأم وموظفة جعلها تفكر في إيجاد حل لمشكلة العديد من الأمهات العاملات.
بيئة آمنة
وأوضحت القبيسي أن فكرة الحضانة انطلقت من ضرورة توفير بيئة آمنة وسليمة للأطفال وحمايتهم من تعنيف قد يتعرضون له من أي شخص كان تربطه به علاقة مباشرة أو غير مباشرة، مبينة أن وجود حضانة تعتني بالطفل فكرياً وجسدياً وتتكفل بإيجاد بيئة مفيدة ترتكز على اعتماد الطفل على نفسه، كما تحرص على إشراك المنزل في العملية التعليمية حيث بالإمكان تعليم مربية الطفل كيفية رعايته وتعليمه داخل المنزل، بعد عودته من الحضانة، لاسيما للأطفال الذين يحتاجون لرعاية أكبر من أقرانهم أو يعانون التوحد.
وأضافت القبيسي أن أي مشروع ناجح يحتاج لدراسة شاملة وكاملة تتطرق لكافة الجوانب، منها طريقة التدريس والمعلمين وطاقم العاملين بالحضانة من أصحاب الكفاءات والمؤهلات الأكاديمية المتخصصة والبيئة الآمنة والتعليمية للطفل من خلال توفير مبنى يعني بكافة تفاصيل السلامة والراحة والتعليم، بما يضمن للطفل بيئة ثرية بالعلم والمعرفة، وتحقيق معادة الرضا لأولياء الأمور عن مستوى الخدمات التعليمية للأطفال، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها درست تخصص الجودة والتمييز من خلال دورات من جهة عملها وكان لهذه الدورات الفضل في تركيزها على الاهتمام بمعايير الجودة والسلامة في مختلف جوانب مشروعها المتمثل بالحضانة.
وأضافت: كما أن الاكتفاء لا يكون فقط بهذه العناصر المهمة في تكوين شخصية الطفل، حيث نركز على غرس اندماج الطفل بما يحيطه من كائنات حية سواء حيوانات أو نباتات، ومن خلالهما يتعلم الأطفال بشكل اكبر وتفتح أمامه آفاقاً للتساؤل عن طبيعة الشيء ومن ثم البحث عن الجواب من خلال تعايشه مع الطبيعة والمخلوقات الحية.
أسعار مناسبة
وحول تكلفة هذا النوع من التعليم، قالت القبيسي، إن الأسعار لا تختلف عن أي حضانة أخرى، وفي قدرة الجميع وغير مكلفة لأولياء الأمور، مشيرة إلى أنها تسعى لتحقيق هدف يفوق العائد المالي، وهو الاهتمام الطفل وبناء أسرة سليمة، ليكون الطفل بمثابة ثمرة صالحة تفيد مجتمعه ووطنه.
وبينت القبيسي أن جميع أدوات التعليم تم جلبها من مراكز متخصصة في بيع هذه الأدوات التعليمية، ورغم أن تلك القطع مكلفة، وبعضها نادر الحصول عليه، إلا أنها تسعى دوماً للبحث عن الأفضل والأحدث لتطبيق المنهج وتمكين الطفل من الحصول على أكبر فائدة خلال وجوده في الحضانة.
وتطمح القبيسي إلى تأسيس مدرسة تهتم بمنهج المنتسوري، ولا يقف حلمها عند هذا الحد فقط فهي تحلم بأن تجمع بين الأطفال والمسنين، حيث إنها تؤمن بأن هذا المنهج يضم مختلف الأعمال، ويلبي احتياجات كل فئة عمرية، بيد أن مثل هذه المشاريع مكلفة جداً وتحتاج لدعم أكبر، مشيرة إلى أن مثل هذه المشاريع من شأنها تحقيق توازن أكبر بين أفراد المجتمع وتكملة الأدوار بينهم كذلك تخلق ترابطاً مجتمعياً بين أفراد المجتمع الواحد.
فرص استثمارية
حول فكرة الاستثمار لدى الأفراد وخصوصاً من فئة الشباب تؤكد مروة القبيسي أهمية توجه الشباب نحو الاستثمار في المشاريع الحديثة والمتطورة في قطاعات الصناعة والزراعة والثروة الحيوانية والفضاء والتعليم الحديث، كما تنصح بتجنب المشاريع المكررة والتقليدية التي تشبع منها السوق. وحثت جيل الشباب على صقل معرفتهم وتوظيفها في مجال الاستثمار بالاستفادة من المجالات التعليمية في القطاعات السابق ذكرها واختيار تحصص علمي في مجالات مثل تصنيع السيارات والطائرات والمركبات الفضائية وهندسة الكهرباء وتوفير الطاقة وعلم الفضاء والاستثمار فيه، وتوسع آفاق الاستثمار تماشياً مع توجيهات حكومتنا الرشيدة في مواكبة العصر.
التعليقات مغلقة.