مركز أبوظبي للغة العربية يُصدر «الخوف من شيء ما»
صدر حديثاً عن مركز أبوظبي للغة العربية في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي رواية (الخوف من شيء ما) للروائي الإماراتي علي أبو الريش. وتتناول الرواية جانباً نفسياً مهمّاً عايشه المجتمع في الفترة الأولى من انتشار وباء كورونا، وحالة الرعب والمخاوف والأفكار السوداوية حول نهاية العالم واستحالة السيطرة على الجائحة التي تهدد مستقبل البشرية.
وتدور أحداث الرواية في إحدى قرى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يُصاب بطل الرواية (فيصل) بفيروس كورونا ويُشفى منه، لكنه لا يُشفى من الخوف الذي خلفته التجربة في داخله، حتى صار في خصام مع الواقع، وكلما فكّر بالعودة إلى حياته الطبيعية تراءت له صورة السرير الأبيض وشبح الموت الذي يحفّ العالم ليصبح أسير قيودٍ وهمية صنعها لنفسه بنفسه، ويعيش تحت سلطة نوازع ذاتية ترغمه على السقوط في وحل الأفكار الأليمة، فيتحوّل إلى شخص آخر مختلف عما كان عليه قبل المرض. الأمر الذي يحدث شرخاً في جدار العلاقة بينه وبين حبيبته (شيخة)، وهذا ما سيكون له الأثر البالغ في نفس شيخة التي تعاني عذابات كبيرة وتعد الأيام والليالي بانتظار شفاء فيصل ليطلب يدها من أبيها.
وبسرد محكم وبعيد عن الاستعراض اللغوي والإسهاب يغوص الكاتب في أعماق الشخصيات ليسبر تحولاتها وتقلباتها النفسية بين الأمل واليأس، والحب الذي لم يعد كافياً ليهزم الموت، ويدخلنا إلى عالم المخاوف التي تطارد فيصل الذي يؤمن أن العالم أصبح بين فكّي الوباء ولا فكاك من عدواه النفسية والجسدية، وتذمّره وحقده على الناس الذين يصرّون على الحياة والتعايش مع الوباء من دون خوف مبالغ فيه. وكذلك يصوّر معاناة محيطه جراء تقلباته النفسية وهروبه من القرية حتى يكون في مأمن من الوباء، واكتواء شيخة بنار الشوق والألم ووصولها إلى ذروة الانسحاق بعد فقدان الأمل من عودة فيصل إلى سابق عهده ودخوله منعطفاً نفسياً يغيّر واقعه تماماً ويبعده عنها وعن أهله. حتى يودي بنفسه إلى نهاية مأساوية قاده إليها أوهامه وخوفه من المجهول.
ولا تخلو الرواية من تصوير للمجتمع القروي الإماراتي وعلاقاته وعاداته بين الماضي والحاضر من خلال الذكريات التي تمر في بال فيصل وشيخة عن طفولتهما والحب البريء الذي جمعهما منذ الصغر. وبهذه الرواية يضيف الكاتب المبدع علي أبو الريش عملاً إبداعياً جديداً على مشروعه الروائي الذي بدأه منذ عقود وتجاوزت أعماله الروائية عشرين عملاً.
والمؤلف شاعر وروائي إماراتي، ولد عام 1956، وتخرج في قسم علم النفس في جامعة عين شمس. نشر عدداً من الكتب الأدبية والفكرية منها رواية «الاعتراف» التي اختيرت من ضمن أفضل مئة رواية عربية في القرن العشرين. وحصل على جائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب عام 2008. وجائزة الأوائل في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2016 من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله».
التعليقات مغلقة.