قال المحلل السياسي “محمد حامد“، الباحث المتخصص في الشؤون التركية، تعقيبًا علي إتفاق المجلس الرئاسى ومجلس النواب فى ليبيا بوقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية فى كافة الأراضي الليبية، انها خطوة جيدة لتعزيز السلام ويبدو ان هناك طبخة طبخت بين القاهرة وأنقرة حلحلة الخلاف حول الأزمة الليبية بمساهمة مغريبية والمانية، وهذا الأمر من أجل تثبيت وقف إطلاق النار بين الطرفين في ليبيا، وهذه المبادرة تتشابه في كل بنودها مع مبادرة القاهرة التي اعلنت قبل 3 أشهر من الآن.
وتابع “حامد”، حيث تأتي هذه المبادرة بعد مرور شهرين من الخط الأحمر الذي رسمته القاهرة في 20 يونيو الماضي، وهذا يعني أن القاهرة إستطاعت ان تفرض سيطرتها وتملي إرادتها دون ان تحرك جندي واحد بمجرد التحذير الذي اعقبه تفويض من البرلمان المصري لدخول ليبيا، في تأكيد علي جدية التدخل لمواجهة المتطرفين الذين اتوا من سوريا لمحاربة الجيش المصري علي حدوده الغربية.
ولكن الرئيس المصري اكد أن الخط الأحمر دعوة للسلم وليس للحرب وبالفعل نحن أمام مبادرة سلمية حقيقية بهدف الحفاظ علي مكتسبات الشعب الليبي والحفاظ علي وحدة ليبيا والوصول إلي مسار وحل سياسي كبير بدعم من كل الدول العربية ومنها دولتي الإمارات ومصر وفرنسا وروسيا واكثر من دولة بهدف تعزيز الاستقرار في ليبيا وفك الأزمة المتفاقمة في الدولة الليبية منذ 10 سنوات، ليبيا تعاني من حرب أهلية لم نصل إلي مبادرة أو أرض صلبة للحل إلا مثل هذه المبادرة.
وأكمل “الباحث”، بالطبع الدولة المصرية حذرة في جميع تصرفاتها لانها دولة معها تفويض من برلمانها لخوض حرب ونشر قوات والقيام بأي عمليات عسكرية للدفاع عن الأمن القومي، ولكن حذرين لان موضوع سرت والجفرة ما زال بين الطرفين لانها محور ومن يسطر علي سرت والجفرة والقاعدة الجوية يسيطر علي الدولة الليبية بالكامل، وما زالت مصر تعتبر سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لها وما حدث لا يعني انها تخلت عنه، وما حدث هو تأجيل كل الشروط المسبقة للحوار والذهاب علي نقاط الاتفاق بمعني القفز علي النقاط الخلافية والوصول الي النقاط الوفاقية وهي خروج المليشيات ووقف اطلاق النار واطلاق الحوار السياسي والوصول الي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لكن قد تفسد هذه الطبخة إذ ظهرت بعض الادوار المتهورة لتركيا او انقلبت علي هذه التفاهمات بشكل او بأخر رغبتًا في التوسع والعنترية واختبار الخط الأحمر بجانب الفراغ الذي يحدث لدي الولايات المتحدة الأمريكية إبان الإنتخابات المزعم عقدها في نوفمبر، قد يستغل هذا الأمر لاختبار الخط الأحمر وفرض قواعد جديدة للمعادلة الليبية بغرض تحقيق نقاط تقدمية او نقاط للربح علي حساب الموقف المصري والمواقف العربية والأوربية المناهضة للتدخل التركي في ليبيا.
التعليقات مغلقة.