مجلس شما بنت محمد يناقش دور الفن في المجتمع
نظم مجلس شما بنت محمد للفكر والمعرفة جلسة حوارية عن «الفن ما بين المتعة الروحية والبناء القيمي»، بحضور الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس المجلس، مع نخبة من المثقفات، وأعضاء مجلس الفكر والمعرفة.
في بداية اللقاء قالت الشيخة الدكتورة شما إن الإنسان لديه نزوع فطري نحو الفن منذ نشأته على الأرض، وهو دائماً في حالة بحث عن الجمال والتعبير عن هذا الجمال. “وفي التاريخ ازدهرت كثير من الحضارات مثل الفرعونية، اليونانية، الرومانية، الآشورية، البابلية، وحتى أمريكا اللاتينية، ونقل الفن إلينا تاريخ هذه الحضارات كلها“.
غرس القيم
وأضافت الشيخة الدكتورة شما أن للفن رسالة كبيرة “لو استطعنا أن نعلمها للأطفال، فسنغرس من خلالها القيم في عقولهم، حيث أثبتت الدراسات العالمية، أنه من خلال الفن نستطيع تقوية القيم عند الطفل”،
وأكدت أن الفن مصدر لسعادة الإنسان، رافضة للآراء التي ترى أن سماع الموسيقى لا يجوز أو غير مستحب.. “لكل شيء في الطبيعة صوت، والفن مرتبط بأرواحنا، وفطرتنا كبشر”.
أدارت الجلسة الدكتورة نعيمة عبداللطيف قاسم، المديرة الإدارية لمركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي، التي قالت إن الشيخة شما تفتح أبواباً جديدة للحوار، وتثير زوايا مختلفة للرؤية، مؤكدة على أن الفن رسالة عظيمة وجزء من فطرة وروح الإنسان ومصدر لسعادته وتوازنه الداخلي.
غسل الهموم
ومن جهتها أكدت الدكتورة رفيعة غباش، رئيس الشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا، أن الفن بكل فروعه يبني أفكار الإنسان ويقدم له رؤى جديدة، مشيرة إلى أنها حريصة على متابعة الحركة الفنية.
ونوهت بالمعارض التشكيلية الكثيرة والمتنوعة في الإمارات، خاصة في إمارة الشارقة، مؤكدة أنها لا يفوتها أي معرض فني، قائلة «إن الفنون تساعدنا على غسل الهموم التي كانت عالقة من تراكمات العمل اليومي.«
وأشادت غباش بفكرة الشيخة شما، في تعزيز القيم بالفن عند الأطفال، لافتة إلى أن الصورة البسيطة تنقل للطفل رسالة بسيطة تتعزز في داخله.
أبناء الموسيقى
أما الفنانة التشكيلية اللبنانية ماجدة نصر الدين، فدعت إلى أن يصبح الفن جزءاً أساسياً من حياة الإنسان، وأن يدخل الفن إلى كل بيت، وألا يكون مجرد ترف أو أمر ثانوي، مؤكدة أن الفن غذاء روحي، وأن الرسم والشعر توأم لأم واحدة هي الموسيقى، التي وصفتها بأنها أساس الشعر والرسم.
رواية عن الكتب
كما ناقش المجلس رواية «الكتب التي التهمت والدي» للكاتب البرتغالي أفونسو كروش، وقالت الشيخة شما إن «الكتاب غير تقليدي، في طرحه. وهو عبارة عن أبطال روايات أخرى استطاع الكاتب بدقة متناهية أن يوظفها، ويرسم شخصيات هذه الروايات ويشكلها في رواية من أجمل الروايات التي قرأتها في الفترة الأخيرة.«
واعتبرت الدكتورة رفيعة غباش، رئيس الشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا، أن فكرة كتاب كروش «الكتب التي التهمت والدي» فكرة عبقرية، حيث يناقش الكاتب الكتب التي سبق ونشرت وكيفية تأثيرها على الإنسان.
وأوضحت غباش أننا سجناء بأفكارنا وقناعاتنا إلى حد ما، وإذا تغيرت هذه القناعات بتأثير الآخرين فهنا تكمن الخطورة، ولكن إذا تغيرت الأحكام والقناعات من الداخل، عبر الارتفاع بنسبة الثقافة والوعي والقراءة والمعرفة والانفتاح على الثقافات الأخرى، فسيكون هذا التغيير صحياً، لأنه نابع من الداخل وليس من مؤثرات خارجية.
التعليقات مغلقة.