مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة مشاورات حول غزة بطلب من الإمارات
عقد مجلس الأمن الدولي، مساء أمس، جلسة مشاورات مغلقة بدعوة من الإمارات والصين، في ظل استمرار تدهور الأوضاع في غزة والهجوم على مستشفى الشفاء والاعتداءات المتكررة على مخيم جباليا للاجئين.
واستمع المجلس لإحاطات من قبل المنسق الخاص تور وينسلاند، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث.
وأكد غريفيث في بيان، قبل الجلسة، على الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، قائلاً: «لقد مر 30 يوماً وطفح الكيل.. هذا يجب أن يتوقف الآن».
وتابع: «على مدار شهر تقريباً، كان العالم يشاهد الوضع المتفاقم في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بصدمة ورعب من تصاعد أعداد القتلى والنازحين».
وقال: «يتعرض سكان غزة بأكملهم للحصار والهجوم، ويُحرمون من الأساسيات للبقاء على قيد الحياة، ويُقصفون في منازلهم وملاجئهم ومستشفياتهم وأماكن عبادتهم.. إن هذا أمر غير مقبول، فقد تم الإبلاغ عن أكثر من 100 هجوم على الرعاية الصحية»، مضيفاً: قُتل العشرات من العاملين في المجال الإنساني منذ 7 أكتوبر بمن فيهم 88 من الزملاء في «الأونروا» – وهو أكبر عدد من القتلى التابعين للأمم المتحدة تم تسجيله على الإطلاق في نزاع واحد.
ومنذ اندلاع الأزمة الراهنة في السابع من أكتوبر الماضي، لم تتوقف جهود الإمارات لوقف التصعيد، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وإيجاد أفق للسلام الشامل منذ اندلاع الحرب.
وإضافة إلى الجهود الدبلوماسية الحثيثة لوقف الحرب، دشّنت الإمارات حملة «تراحم من أجل غزة» وكذلك حملة «الفارس الشهم 3» لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة منذ بداية الحرب ورفع المعاناة عن أبناء القطاع.
ونجحت حملة تراحم من أجل غزة في تجميع 1250 طناً من المواد الغذائية والصحية والطبية، والأغطية.
وأشاد خبراء في مجال العمل الإنساني والدبلوماسي وعلماء من الأزهر الشريف بالجهود الإنسانية والمبادرات الإغاثية التي أطلقتها دولة الإمارات، وأكدوا أن هذه المبادرات تأتي تجسيداً لقيم العطاء والتضامن الإنساني المتأصلة في دولة الإمارات، وامتداداً لجهودها في دعم الشعب الفلسطيني.
وكانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي أطلقت حملة لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين المتأثرين من الحرب في قطاع غزة، وتهدف «تراحم من أجل غزة» إلى إقامة مراكز لتجميع وتعبئة حزم الإغاثة بمشاركة المؤسسات الإنسانية والخيرية ومراكز التطوع والقطاع الخاص وكافة أطياف المجتمع في الدولة، ووسائل الإعلام، تحت إشراف وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بمشاركة 17 ألف متطوع.
رفع المعاناة
وأشاد نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي السفير الدكتور صلاح حليمة، بإطلاق دولة الإمارات مبادرات مثل حملة «تراحم من أجل غزة» و«الفارس الشهم 3» لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين، مؤكداً أنها تأتي في إطار الدور الإنساني المتأصل والمعروف للدولة في إطار المنطقة العربية والعالم، خاصة في وقت الأزمات والكوارث والأوضاع الصعبة.
وأوضح السفير صلاح حليمة لـ«الاتحاد»، أن الدور الإغاثي لدولة الإمارات بدأ منذ بداية الحرب في غزة التي تشهد أوضاعاً إنسانية متردية، وتسببت في وقوع آلاف الشهداء من المدنيين الأبرياء معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وهدم المنازل والبنية التحتية، بجانب الحصار والتجويع.
وقال إن ما تقوم به الإمارات من خلال حملة «تراحم من أجل غزة» و«الفارس الشهم 3» وغيرها من المبادرات، وفي إطار من التعاون والتضامن مع كثير من الدول العربية يحظى بكل التقدير، وينبع من المسؤولية تجاه شعب فلسطين وأبناء غزة.
وأعرب عن ثقته في تواصل الدور الإماراتي الإنساني لمساعدة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، لرفع المعاناة عن المدنيين، لما له من أثر بالغ على احتواء هذه الأوضاع الإنسانية.
نهج الدولة
ومن جانبه، ثمن الدكتور صلاح الدين الجعفراوي رئيس مجلس أمناء مؤسسة مشوار التنموية في مصر، إطلاق دولة الإمارات حملة «تراحم من أجل غزة» وحملة «الفارس الشهم 3» لإرسال المساعدات الإنسانية للأشقاء في غزة بسبب الحصار والحرب، والتي تأتي انطلاقاً من نهج الدولة منذ تأسيسها، حيث تسارع دائماً لإغاثة شعوب العالم في أي حادث أو أزمة.
ولفت الجعفراوي في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن قطاع غزة له وضع خاص في ضوء ما يواجهه من حصار وضغط شديد وقطع للمياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت، ومنع الغذاء والدواء والوقود، ويحتاج إلى دعم من كافة الدول الشقيقة والصديقة، مشيراً إلى أن الإمارات تتميز بأنها تقدم الأعمال الإنسانية بشكل متكامل، بحيث تشمل الجانب الطبي والغذائي والمعيشي، وهو ما يخفف عن المتضررين تلك الضغوط بصورة كبيرة.
وشدد الجعفراوي على أهمية مبادرات دولة الإمارات في المجال الإنساني عالمياً، وهذا الجهد مقدر من أهل غزة بصفة خاصة، ومن الشعب الفلسطيني بصفة عامة، والأشقاء العرب كافة.
وثمّن استضافة الإمارات ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم، والذي يأتي تجسيداً لمواقف الإمارات تجاه الأشقاء.
وبدوره، قال أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة، إن إغاثة المدنيين في غزة؛ أمر حضت عليه الشريعة الإسلامية الغراء، وليس بغريب على دولة الإمارات أن تسارع وتسابق في إغاثة المتضررين من الشعب الفلسطيني في غزة من خلال المبادرات الإنسانية المتعددة.
تخفيف الآثار
وبيّن أستاذ الشريعة الدكتور أحمد كريمة لـ«الاتحاد» أن المبادرات والمساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات لشعب غزة، ومنها حملة «تراحم من أجل غزة»، تهدف إلى التخفيف من الآثار الكارثية للحصار على الأشقاء في فلسطين بتقديم الأغذية والمواد الطبية وغيرها من الاحتياجات الضرورية، يجسد المروءة والنخوة والشهامة العربية، واللحمة الإيمانية في أبهى صورها.
التعليقات مغلقة.