متحف قصر العين.. وجهة سياحية تستقطب الزوار من كل العالم
جولات متنوعة يوفرها «متحف قصر العين» التابع لدائرة الثقافة والسياحة، بصحبة مرشد أو فردية، تتضمن خيارات للأسر والسائحين من مختلف دول العالم والمجموعات المدرسية لاستكشاف الحياة في الماضي، حيث ينتقل الزائر إلى حقبة زمنية تعود إلى الثلاثينات، ليقدم للزوار فرصة التجول في الحدائق والغرف التي عاش فيها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والتعرف عن قرب إلى حياة الأسرة الحاكمة، وثقافة المجتمع المحلي وتاريخ إمارة أبوظبي.
يفوح عبق الماضي في القصر الذي يرجع تاريخ بنائه إلى عام 1937، حيث بني على طراز العمارة التقليدية المعروفة في العين، وبرزت أهميته لارتباطه الوثيق بسيرة الشيخ زايد، رحمه الله، خلال حكمه لمدينة العين، التي امتدت عشرين عاماً.
أمر الشيخ زايد، بإعادة ترميم القصر وتأهيله عام 1998، على أيدي مجموعة من الخبراء والمستشارين المعماريين، في الدائرة الخاصة التابعة له.
وخلال مرحلة الترميم التي استمرت سنتين، أضيف عدد من الأبنية، لتأهيل البناء الأصلي لاستقبال الزوار. ومن الناحية الهندسية، يتميز بناء القصر بكثير من الخصائص المعمارية الموجودة بالمباني التاريخية في الدولة، ومنها فتحات التهوية العريضة، لتبريد المبنى والغرف الرئيسية طبيعياً، والسور المرتفع الذي تتخلله بوابة المدخل الرئيسي الذي يعلوه عقد مفصّص مرفوع على جدران المدخل، تعلوه فتحات مثلثة الشكل تعرف ب «مغازل الرمي».
كما استخدمت معظم أجزاء شجرة النخيل في تسقيف الغرف، وصنع الحصر والسلال وأغطية الطعام «المجبات»، وسعف النخيل للأسقف «الدعون»، وصنع الأبواب والنوافذ «الدرايش». واستخدمت أخشاب التيك في المباني التي خضعت للترميم لاحقاً. أما بالنسبة للأثاث المستخدم داخل الغرف فقد روعي فيه الجانب المحلي، ليحاكي أثاث القصر في تلك المرحلة.
مقر لإقامة المؤسس حتى الستينات
اتخذ المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، متحف قصر العين مقراً لإقامته، وعاش مع أسرته الكريمة في هذا القصر، لغاية عام 1966، حين انتقل إلى أبوظبي، بعد توليه مقاليد حكم الإمارة. ويعرض القصر لمحة عامة عن حياة الأسرة الحاكمة وثقافة المجتمع المحلي، قبل قيام الاتحاد عام 1971.
ويتميز القصر بالبوابة الداخلية التي يعلوها نقش الآية القرآنية {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} ترحيباً بالضيوف. كما يتضمن مبنى استحدث أخيراً يمثل مقر الإدارة حالياً، ويقع إلى الجهة اليمنى من المدخل الرئيسي، ويضم مكاتب الموظفين، ومعرضاً للصور والهدايا. وقاعة تضمّ شجرة العائلة، توضح الأصول العريقة لنسب أسرة آل نهيان، حكام أبوظبي، والبيت الحاكم في قبيلة بني ياس.
الساحة العامة
يوجد فوق المدخل الرئيسي، مجلس علوي يطلق عليه «البرزة» كان مخصصاً للجلوس في أشهر الصيف. ويمكن للزائر خلال جولته في الموقع نفسه، استكشاف أساليب التعليم في الماضي، عند زيارة غرفة الدراسة في القصر. إلى جانب ذلك يضم الفناء الداخلي نموذجاً يحاكي سيارة «لاندروفر» التي كان المغفور له، الشيخ زايد، يجول فيها المنطقة، لمتابعة أحوال المواطنين.سكن الأسرة الخاص
عند زيارة متحف قصر العين يطّلع الزائر على جميع الأقسام الموجودة فيه وتتضمن القسم الخاص بإقامة الشيخ زايد، وقرينته سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، والمكون من طابقين، حيث خصص الأرضي لاستقبال النساء من سموّ الشيخة فاطمة. وخصص الطابق العلوي للشيخ زايد، وأسرته.
الفناء الخارجي
يضم القصر قسم أقارب سموّ الشيخة فاطمة، وتتوزع في الفناء الخارجي الكثير من الغرف، منها غرفة تحضير القهوة، وغرفة سكن العاملات والمخزن (البخار)، والمطبخ الرئيسي. وتتوسط ساحة القصر بئر ماء (طوي) وعدد من الغرف المخصصة لإقامة أقارب سموّ الشيخة فاطمة.
مجالس الشيخ زايد
عند دخول القصر، تقابل الزائر مجموعة من المجالس والسكن الخاص بالضيوف، ويمكن خلال التجوال فيها، التعرف إلى أدوات تحضير القهوة في الغرفة المخصصة لذلك.
ويقابل القسم أقدم مجلس بُني في القصر وهو «بو الدعون» الذي سمي نسبة إلى جريد وجذوع النخيل المستخدمة في بنائه. كما يوجد نموذج
يحاكي الخيمة القديمة في تلك المرحلة، التي كان الشيخ زايد رحمه الله،
يستقبل فيها ضيوفه، وتحاكي الحياة في الصحراء التي كان يعيشها ويعتزّ بها، وتؤدي في الوقت الحاضر دوراً تعليمياً وسياحياً للطلبة والزوار، حيث تمثل الارتباط الدائم مع التراث والكرم العربي العريق.
التعليقات مغلقة.