مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك يطالب بقوانين لضبط “المحتوى المؤذي” على الإنترنت
دعا مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، إلى سن مزيد من القوانين للحد من المحتوى المؤذي الذي يُنشر على صفحات الإنترنت، قائلا إنه ليس من واجب شركات، كشركته، أن تقرر ما الذي يقع ضمن نطاق حرية التعبير المشروعة.
وبإشارة إلى الصين، حذر زوكربيرج أيضا من خطر السيطرة المفرطة التي لها أن تخنق حرية الأفراد في التعبير.
وجاء كلام زوكربيرج أثناء مؤتمر ميونيخ الأمني في ألمانيا.
وتتعرض شركات التواصل الاجتماعي العملاقة، مثل فيسبوك، لضغوط متزايدة تطالبها باتخاذ إجراءات لوقف انتشار المعلومات الخاطئة.
ووجهت الانتقادات إلى موقع فيسبوك على وجه التحديد بسبب سياسته المتعلقة بالإعلانات السياسية.
وأطلقت الشركة سياسات جديدة بخصوص الإعلان السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2018، وأخرى تتعلق بباقي أنحاء العالم في عام 2019.
وبموجب قواعد النشر الجديدة، يتعين إظهار اسم الجهة التي دفعت ثمن الإعلانات السياسية، وإيداع نسخة من الإعلان في قاعدة بيانات متاحة للعامة وذلك لمدة سبع سنوات.
ولكن موقع فيسبوك أعلن هذا الأسبوع أن قاعدة البيانات لن تشمل المنشورات السياسية، التي يروّج لها نجوم وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنه لا يتوجب دائما التحقق من دقة منشورات السياسيين، كجزء من سياسة حرية التعبير الخاصة بالشركة.
وقال زوكربيرج، في المؤتمر، إنه يؤيد سن قوانين منظّمة، مضيفا: “لا نريد أن تتخذ الشركات الخاصة الكثير من القرارات المتعلقة بتحقيق المنفعة الاجتماعية دون المرور بمسار ديمقراطي”.
وحث مؤسس فيسبوك الحكومات على وضع قواعد تنظيمية جديدة لوسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن هذه القواعد القانونية ينبغي أن تكون مزيجا بين القواعد الحالية الموجودة لدى شركات الاتصال وتلك التي تتبعها شركات الإعلام.
وأضاف: “سنبذل قصارى جهدنا (في هذا المجال) في ظل عدم وجود مثل هذه القواعد التنظيمية “.
وقال: “لكنني فعلا أمعن التفكير في هذه الأسئلة التي تتعلق بتحقيق التوازن بين مختلف أشكال المنفعة الاجتماعية، فالموضوع لا يتعلق فقط بإيجاد الجواب الصحيح، بل يتعلق بإيجاد جواب يعتبره المجتمع مشروعا”.
واعترف زوكربيرج بأن فيسبوك كان بطيئا في إدراك تطور “حملات ضخ معلومات” منسقة عبر الإنترنت من قبل دول مثل روسيا.
كما تحدث عن تطوير جهات خبيثة أساليبها من خلال إخفاء عناوين أجهزة كومبيوتر المستخدمين.
ولمعالجة ذلك، قال زوكربيرج إنه لدى فيسبوك فريقا يضم 35,000 شخص يراجعون المحتوى و يتأكدون من إجراءات الأمان على هذه المنصة، مضيفا أنه بمساعدة الذكاء الصناعي يحذف أكثر من مليون حساب مزيف كل يوم.
وقال: “تفوق ميزانيتنا المخصصة لمراجعة المحتوى اليوم إجمالي إيرادات الشركة عندما طرحت أسهم الشركة للاكتتاب العام عام 2012، وعندها كان لدينا مليار مستخدم”.
ويتوقع أن يلتقي زوكربيرج أثناء فترة وجوده في أوروبا بسياسيين موجودين في ميونيخ وبروكسل لمناقشة مواضيع متعلقة بالبيانات والقواعد التنظيمية والإصلاح الضريبي.
ورغم ردود الفعل الحادة تجاه قضايا مثل الإعلانات السياسية، يقول فيسبوك إن عدد مستخدمي تطبيقاته (مثل فيسبوك ومسنجر وواتساب وإنستغرام) مستمر في النمو.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن تطبيق واتساب أن ملياري شخص – أي أكثر من ربع سكان العالم – يستخدمونه.
التعليقات مغلقة.