مؤسسة بحر الثقافة تحتفي بذكرى ميلاد نجيب محفوظ

مؤسسة بحر الثقافة تحتفي بذكرى ميلاد نجيب محفوظ

نجيب محفوظ من أهم الشخصيات الثقافية في القرن العشرين، وهو من أكثر الذين نجحوا في إدارة الوقت، وهي أشياء نتعلمها من محفوظ خارج مشروعه الروائي، وفقاً لمصطفى الضبع، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي في كلية دار العلوم في جامعة الفيوم، الذي تحدث أمس الأول في جلسة افتراضية نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة» في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ، الكاتب العربي الوحيد الحائز جائزة نوبل للآداب، بحضور الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان. ودار الحوار حول ثلاث روايات هي: «زقاق المدق»، و«قصر الشوق»، و«اللص الكلاب».
وقال الضبع: «أن يكون هذا اللقاء على شرف نجيب محفوظ فهو بوابة العبور إلى الثقافة العربية في بلد شقيق هو دولة الإمارات، البلد الصاعد إلى حضارة الأفكار. واليوم أن نتذكر محفوظ، فهذا يعني أن نقف عند واحدة من أهم الأفكار التي يمكن أن تطرحها المبادئ الإنسانية»، مستحضراً بيتاً من قصيدة أحمد شوقي يقول فيه: «وإذا فاتك التفات إلى الماضي فقد غاب عنك وجه التأسي».

وأوضح أن الماضي هنا ليس هو الماضي البعيد، بل هو ذلك التأسيس الذي وضعه واحد من أهم الرجال في القرن العشرين، وأوضح أنه ينظر إلى الكاتب من زاويتين، الأولى: الكاتب في ذاته، والثانية: الكاتب في مشروعه.
وأكد المحاضر أن محفوظ أدار الوقت باقتدار، والدليل على ذلك أنه لم يسافر إلا مرات قليلة، وسفره كان من القاهرة إلى الإسكندرية في شهور الصيف، داعياً إلى قراءة نجيب محفوظ كل خمس سنوات، لأنه الكاتب الذي قال كل شيء في رواياته عن الحياة والناس. وصنف الضبع الكتّاب إلى أربعة أصناف: كاتب يقرأ أكثر مما يكتب فهو المقدمة وهو نجيب محفوظ، وكاتب يكتب قدر ما يقرأ فأعماله تتردد بين الضعف والقوة، وكاتب يكتب أكثر مما يقرأ فلا يعول عليه، وهناك كاتب يدعي أنه يقرأ وهو لا يكتب ولا يقرأ.
وتطرق إلى جماليات الأدب وتأثيرها على دماغ الإنسان، لافتاً إلى أن القراءة لا تعني قراءة الكتب فقط وإنما قراءة العالم وتأمله واستكشافه، فهناك النص الشفاهي، والبصري، والموسيقى واللوحة والشجرة ومسطح الماء، كلها نصوص ولكل منها جمالياته وبلاغته.
وعن المعرفة المتنوعة التي قدمها محفوظ في أعماله، قال الضبع إن شخصية أحمد عبد الجواد في الثلاثية هي نموذج الشخصية العربية المزدوجة والمتناقضة بين حياة متسلطة في البيت وحياة مرحة في السهر مع أصحابه. ورواية «قصر الشوق» وهي الجزء الثاني من الثلاثية، تعبر عن جيل أبناء أحمد عبد الجواد، وتنتهي بموت الزعيم سعد زغلول قائد ثورة 1919. أما رواية «زقاق المدق» فتكشف أحوال الناس البائسة أثناء الحرب العالمية الثانية، ما أدى إلى مصرع الشاب الطيب عباس الحلو على أيدي الجنود الإنجليز، كما قتل سعيد مهران في «اللص والكلاب» بأيدي المتسلطين على خيرات البلد من مخلفات الاستعمار.
وحول الأعمال السينمائية التي أنتجت عن روايات محفوظ، قارن الضبع بين السينما الأميركية التي قدمت نجوماً من الأفريقيين متحدية التمييز العنصري، في حين قصّرت السينما العربية كثيراً، مؤكداً أن المخرج وكاتب السيناريو والممثل يجب أن يقرؤوا الرواية، ومن المهم أن يحافظ العمل السينمائي على روح العمل، مشيراً إلى أن محفوظ كتب بعض سيناريوهات رواياته.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد