لقاء ولي العهد
أجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لقاءً تلفزيونياً يوم أمس، استعرض خلاله منجزات رؤية 2030 في الخمس سنوات الماضية، ومجمل خطط وتطلعات المملكة في السنوات المقبلة، على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وفي بداية اللقاء، تحدث ولي العهد عن الدافع لعمل رؤية 2030، مشيراً إلى أن النفط خدم المملكة، وأدى حجم الفائض من الدخل الكبير إلى توليد انطباع بأنه سيتكفل بكل احتياجات المملكة، ولكن نمو النفط ازداد بوتيرة أقل من وتيرة نمو السكان وأصبح بالكاد يكفي الاحتياجات، ولو استمر الحال كما هو سيؤثر ذلك على جودة الحياة التي اعتاد عليها الناس بالمملكة، عدا عن خطوة اعتماد اقتصاد المملكة بشكل رئيسي على النفط وما ينتاب أسعاره وأوضاعه من تقلبات.
وأضاف ولي العهد: أيضاً هناك فرص ضخمة جداً في قطاعات كثيرة غير القطاع النفطي، ورؤية 2030 جاءت لاستغلال الفرص غير المستغلة لتحقيق ممكنات نستفيد منها، فهذان حافزان رئيسيان لوضع رؤية 2030 لكي نزيل التحديات التي تواجهنا كي نستغل الفرص غير المستغلة التي قد تكون بحجم 90 % من وضع اليوم، ونستمر في النمو والازدهار وننافس على كل الجبهات.
ونوّه إلى أن هناك تصوّراً خاطئاً لدى البعض يوحي بأن المملكة تريد أن تتخلص من النفط.. ولكن المملكة تسعى للاستفادة من القطاع النفطي وغير النفطي.
وقال الأمير محمد بن سلمان: اقتربنا من كسر أرقام الرؤية قبل بلوغها كما يحصل في قطاع الإسكان وصندوق الاستثمارات العامة، مما يعني تحقيق أرقام أكبر في 2030، وسنرى ارتداداً قوياً في الأداء الاقتصادي هذا العام.
وأشار إلى أن الإنجازات كثيرة جداً ولكن أهم التحديات التي كانت موجودة من قبل هو موضوع الإسكان، حيث كان لدينا مشكلة إسكان عمرها عشرون سنة لم نستطع حلها والمواطن ينتظر أن يحصل على قرض أو دعم سكني لـ 15 عاماً تقريباً، ومستوى نسبة الإسكان لم يرتفع ما بين 40 إلى 50 % وقبل الرؤية كانت 47 % ورصد لها في عهد الملك عبدالله ـ رحمه الله ـ 250 مليار ريال في 2011 وفي 2015 لم يصرف منها إلا ملياران فقط ولم تستغل ولم تتمكن وزارة الإسكان من تحويل هذه المبالغ إلى مشاريع على الأرض؛ بسبب رئيسي هو أن مركز الدولة ضعيف والوزارات متفرقة فلا يستطيع وزير الإسكان دون أن تكون هناك سياسة عامة للدولة بالتنسيق مع البلديات، والبنك المركزي، والمالية، وسن التشريعات والقطاع الخاص إلى آخره، فمثلاً الـ 250 مليارًا رجعت للخزينة وصُرفت ميزانية سنوية، وكانت نتائج ذلك ارتفاع نسبة الإسكان من 47% إلى 60% فقط في أربعة أعوام وهذا يعطيك مؤشرًا إلى أين نحن متجهون.
وأكد أن من بين إنجازات رؤية 2030 تحقيق مستهدفات الإسكان وارتفاع الايرادات غير النفطية وتقليص البطالة، متوقعاً كسر العديد من الأرقام المستهدفة في الرؤية قبل نهاية 2025 وقبل 2030.
وقال ولي العهد: إذا لم نوزع أدواتنا ونحفظ مدخراتنا ونوجهها في الطريق الصحيح سنتحول يومًا بعد يوم إلى دولة أفقر وأفقر.
وفيما يتعلق بالبطالة قال ولي العهد: سنكسر الحاجز الحالي للبطالة إلى ما دون 11 % خلال هذا العام وصولاً لمستهدف 2030 وهو 7 % حتى قبل 2030، منوهاً إلى أن المملكة قبل الجائحة كانت من أفضل دول العالم في نسب البطالة.
وأشار إلى أن تخفيض البطالة إلى ما بين 4% و 7% سيكون قبل 2030، ثم يليه العمل على رفع الوظائف الجيدة من 50% إلى 80% وتقليص الوظائف السيئة للسعوديين.
وقال: نستهدف خلق 3 ملايين وظيفة بقطاع السياحة حتى 2030.
وفيما يتعلق بصندوق الاستثمارات العامة قال ولي العهد إن ربحية صندوق الاستثمارات العامة حالياً بين 6 و7%، وسنطرح في السوق العديد من الشركات التي تم إنشاؤها من صندوق الاستثمارات العامة خلال السنوات المقبلة، مؤكداً أن صندوق الاستثمارات العامة سينفق 160 مليار ريال هذا العام داخل المملكة.
وأضاف أن مشاريع صندوق الاستثمارات العامة خارج السعودية تستهدف عائدا بأكثر من 10% .
وقال الأمير محمد: سيتم بيع حصص من أرامكو لمستثمرين أجانب خلال العام أو العامين المقبلين، ويجري حالياً التفاوض مع شركة أجنبية كبرى لبيعها 1 % من أسهم أرامكو، وستمكّن هذه الصفقة أرامكو من النمو في البلد الذي تنتمي له تلك الشركة.
وأضاف أن أرامكو ستعمل على صناعة السفن وستكون من أكبر المصنعين وهذا ينطبق على الأسلاك وغيرها لدعم المحتوى المحلي، ونستهدف معها تحويل 3 ملايين برميل لصناعات تحويلية في 2030.
وتطرّق ولي العهد في لقائه إلى ضريبة القيمة المضافة ورفعها إلى 15 %، قائلاً إن مصلحتي أن ينمو الوطن وأن يكون المواطن راضيًا.
وأضاف أن رفع ضريبة القيمة المضافة إلى نسبة 15 % هو قرار مؤقت، قد يستمر لسنة وكحد أقصى 5 سنوات، مؤكدًا أن المستهدف من الحكومة ان تكون الضريبة بين 5 إلى 10%.
كما أكد ولي العهد أنه لن تكون هناك ضريبة على الدخل في المملكة بتاتًا.
وقال الأمير محمد بن سلمان، إن تأسيس صندوق الاستثمارات العامة لشركة “روشن” هدفه توفير مليون وحدة سكنية، مشيراً إلى أكثر من 95 % من المطورين العقاريين بدائيون يعملون على مخططات بخدمات مفقودة أو قليلة تتسبب بإشكالات، وروشن تستهدف تلبية جزء من الطلب الموجود، وستوفر وحدات سكنية بأسعار معقولة وبخدمات كاملة.
وفي قطاع التعليم والصحة أكد ولي العهد أن الخدمات الصحية والتعليم ستُقدم للمواطن مجاناً، وهذه من الأمور المسلمة.
وقال: التعليم في السعودية اليوم ليس سيئًا ونطمح للأفضل، وسنعمل على تقليل المعلومات والتركيز على العلوم الأساسية كالقراءة والرياضات بالإضافة إلى التركيز على المهارات، ونستهدف وصول 3 جامعات سعودية ضمن أهم 200 جامعة في العالم.
وأشار إلى أن برنامج التحول في القطاع الصحي سيحدث تغييرًا كبيرًا بمستوى الخدمات.
وقال الأمير محمد بن سلمان، إن الكفاءة والقدرة من الأساسيات في اختيار فريق عملي لكن أهم شيء وجود الشغف في المسؤول.
وتطرق ولي العهد إلى سياسة المملكة الخارجية، قائلاً إن سياستنا الخارجية قائمة على مصالح السعودية.. ولا نقبل أي ضغط، مشيراً إلى أن نقاط الاتفاق مع الإدارة الأمريكية الجديدة تزيد على 90 % وهامش الاختلاف في بعض الأمور طبيعي.
وقال الأمير محمد بن سلمان: دستورنا القرآن وكان وما زال وسيستمر القرآن الكريم وقد نص على ذلك النظام الأساسي للحكم.
التعليقات مغلقة.