لبنان.. تفاؤل أمريكي يحيي الآمال في ملف الترسيم الحدودي

جمع الاحتفال بالعيد 77 للجيش اللبناني، الرئيس ميشال عون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب، نبيه برّي، مع المبعوث الأمريكي لشؤون أمن الطاقة العالمي، والوسيط في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، آموس هوكشتاين، في لقاء موسّع لم يسفر عن الاتفاق على العودة للمفاوضات غير المباشرة في منطقة الناقورة الحدودية بإشراف أمريكي ورعاية أممية، ذلك أنّ العودة لمفاوضات الناقورة، والتي هي مطلب لبناني جرى التركيز عليه مؤخراً، غابت عن كلام هوكشتاين الذي اختصر نتائج مباحثاته مع المسؤولين اللبنانيّين بشأن الترسيم الحدودي بالقول: «أنا متفائل جداً بالتوصّل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة، هناك تقدّم بالمحادثات بشأن الترسيم، آملاً أن يحصل الاتفاق بعد عودتي إلى بيروت».

وللمرّة الثالثة على التوالي، أعلن الوسيط الأمريكي، عن تفاؤله باقتراب التوصّل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة، مشيراً إلى استعداده العودة إلى لبنان، وذلك بعدما أبلغ القادة اللبنانيين بعرض إسرائيل حول ترسيم الحدود، على أساس الخطّ «23» مع حصول لبنان على كامل حقل «قانا»، والعودة في المقابل إلى الخط المتعرج في عمق البحر بأخذ مساحة المربع «8».

ووفق معلومات حصلت عليها «البيان»، حاول الرؤساء الثلاثة الحض على العودة لاجتماعات الناقورة، وعقد المفاوضات في مقر الأمم المتحدة، بحضور وفد ممثل لها، فيما جاء جواب هوكشتاين غير ممانع، على أن يعود الجميع إلى الناقورة بعد إنجاز الاتفاق بعقد جلسات لتثبيته وتوقيعه.

وتشير المعلومات، إلى أنّ لبنان طرح فكرة أساسية تتعلّق بالبدْء بأعمال التنقيب في حقل «قانا» قبل الترسيم، طالما أنّ الإسرائيليّين أقرّوا بحق لبنان في الحصول على كامل الحقل، مع ما يعنيه الأمر ببدْء التنقيب في لبنان قبل إنجاز الترسيم وتجنب التصعيد، إلا أنّ هوكشتاين قال إنّه سيبحث الأمر للحصول على جواب من إسرائيل التي تريد الحصول ومقابل المساحة التي سينالها لبنان من حصوله على حقل «قانا»، المساحة ذاتها شمال الخط «23»، من خلال اعتماد الخط المتعرّج الذي يتيح لإسرائيل قضم جزء من المربع «8»، بما يمنحها المساحة اللازمة لتسهيل مد أنبوب تصدير الغاز إلى أوروبا.

عد عكسي

وتزامنت زيارة الوسيط الأمريكي إلى بيروت مع قيام حزب الله برفع منسوب التحدي، إذْ بدا كأنّه دشّن مرحلة العد العكسي لاندلاع الحرب مع إسرائيل، عبر نشر إعلامه صوراً حرارية التقطتها رادارات صواريخه تبيّن إحداثيات المنصات العائمة الإسرائيلية وسفن الحفر والإنتاج في حقول النفط والغاز، موسومة بعبارة «في المرمى»، مع مقتطف صوتي مسجل لأمينه العام يقول فيه: «اللعب بالوقت غير المفيد»، مع ما عناه الأمر من تهديد استهدف بشكل أساس مهمة الوسيط الأمريكي.

وفيما ارتسم سؤال عريض عما إذا كان التطور الإيجابي قد أثار قلق حزب الله وخوفه من حصول تسوية لا يريدها، الأمر الذي دفعه لاستباق الأمر بعرض سيناريو حربي من شأنه إحباط التطور الإيجابي في مهده، وضعت الدولة اللبنانيّة فواصل بين مواقفها ومواقف حزب الله، إذْ تنصّلت عبر وزير الخارجية، عبدالله بو حبيب، من فيديو المسيّرات، بالقول: «إنّ فيديو المسيّرات الذي نشره حزب الله لا يمثل موقف الدولة، وإنّ قرار الترسيم قرار الحكومة اللبنانية».

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد