كيف يتأهل المنتخب الإماراتي «الأبيض» إلى «مونديال 2026» ؟
بدأ منتخبنا الوطني لكرة القدم، أولى خطوات التحضير للمستقبل، وتحديداً بمعسكر كرواتيا الذي يستمر إلى 12 سبتمبر الجاري، ويشهد خوض «تجربة» أمام كوستاريكا، وهي أول محطة إعداد رسمية لـ «لأبيض»، الذي يستعد لتنفيذ «خطة التجهيز»، لخوض غمار التصفيات المؤهلة إلى «مونديال 2026»، وكأس آسيا 2027، بداية من نوفمبر المقبل، ضمن المجموعة الثامنة.
ويطرح السؤال الأهم نفسه في تلك المرحلة، هو كيف يتأهل المنتخب إلى «مونديال 2026»؟ بعدما ضمنت آسيا 8 مقاعد مباشرة في البطولة، إلى جانب نصف مقعد في التصفيات الكونفيدرالية بين ممثلي 4 قارات.
ووضع خبراء وفنيون، «روشتة» التأهل إلى كأس العالم، والتي ارتكزت على عدد من النصائح، أبرزها ضرورة تحلي لاعبي المنتخب بالثقة العالية في النفس، مع ضرورة أن يملكوا حلماً وشغفاً، يتمسكون بهما طوال مشوار التصفيات، التي تحتاج إلى روح قتالية عالية من الجميع.
ويضاف إلى ذلك، ضرورة أن يضع جهاز المنتخب بقيادة بينتو تصوراً شاملاً لمراحل مشوار التصفيات، وضرورة إجادة اختيار العناصر القادرة على تحمل المسؤولية، بهدف القتال بروح الفوز والانتصار أمام أي منافس، أملاً في حصد النقاط والنتائج الإيجابية، في ظل زيادة طموحات فرق القارة، لنيل بطاقة مؤهلة طالما هناك 3 فرص متاحة أمامها للصعود.
واتفقت الآراء على أن القوى الخمس الكبرى، هي الأقرب لضمان 5 بطاقات على الأقل من الست المتاحين في المرحلة الثالثة، وهي: اليابان، وإيران، وكوريا الجنوبية، والسعودية، وأستراليا، بينما تتبقى البطاقة السادسة بين الإمارات وقطر والعراق وعُمان والصين وأوزبكستان، كما ستكون المرحلة التي تليها أصعب، لزيادة الفرق المتصارعة على بطاقتين مؤهلتين.
وبحسب نظام التصفيات تنطلق بالنسبة لمنتخبنا والفرق الكبرى في القارة، بداية من المرحلة الثانية في نوفمبر المقبل، وتم تقسيم المنتخبات الـ36 التي تصعد للمشاركة في هذه المرحلة على 9 مجموعات، تضم كل منها 4 منتخبات، ويتأهل إلى المرحلة الثالثة أول وثاني كل مجموعة.
وأوقعت القرعة «الأبيض» ضمن المجموعة الثامنة مع البحرين، والفائز من لقاءي اليمن وسريلانكا، ونيبال ولاوس.
وبعد التأهل إلى المرحلة الثالثة التي يصل إليها 18 منتخباً، يتم تقسيمها على 3 مجموعات تضم كل منها 6 منتخبات، تلعب بنظام الدوري ذهاباً وإياباً، ويتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى «المونديال» مباشرة، بضمان 6 بطاقات مؤهلة، بينما يصعد الثالث والرابع في كل مجموعة إلى المرحلة الرابعة للتصفيات، التي تقام بـ6 فرق، يتم تقسيمها على مجموعتين، بواقع 3 منتخبات لكل منها، تلعب المنتخبات ضد بعضها البعض مرة واحدة في مكان محايد، ويتأهل الفائزون من كل مجموعة إلى نهائيات كأس العالم، بينما يتأهل وصيف كل مجموعة إلى الدور الخامس، المسمى بـ«الملحق القاري» من مباراتي ذهاب وإياب يصعد بعدها الفائز للمشاركة في الملحق العالمي المؤهل إلى المونديال، وقد أتاح ذلك الطريق 3 فرص للتأهل، في المرحلة الثالثة ثم الرابعة وحتى الخامسة.
وستكون المشاركة المرتقبة الـ11 في تاريخ «الأبيض» في تصفيات المونديال، بعد نسخ 1986، 1990، 1994، 1998، 2002، 2006، 2010، 2014، 2018، 2022، ويملك منتخبنا في جعبته تأهلاً وحيداً إلى «المونديال» في نسخة «إيطاليا 1990».
من جانبه، طالب سليم عبد الرحمن مدرب المنتخب السابق، والمدرب الحالي لمنتخب الشباب، بضرورة توفير الدعم اللازم للاعبي المنتخب وللجهاز الفني، وشدد على ضرورة التوحد خلف اللاعبين والجهاز الفني بقيادة البرتغالي بينتو، وبخاصة من الجماهير الإماراتية الوفية، التي عليها أن تظهر تمسكها بدعم اللاعبين في مشوار التصفيات، الذي يبدو ظاهره سهلاً، ولكنه سيكون في قمة الصعوبة.
وأضاف: «المنتخبات الآسيوية لديها «طمع كبير» في «مونديال 2026» لكثرة البطاقات المتاحة، ولوجود 3 فرص مؤهلة في المراحل النهائية للتصفيات»، والأهم الاستعداد الجيد ومتابعة فرق القارة، وخوض معسكرات كافية وتجارب ودية أيضاً، للوصول إلى «الفورمة» الفنية للمواجهات.
ولخص عبدالله سلطان قائد منتخبنا في مونديال إيطاليا 1990، أهم خطوات تأهل «الأبيض» للنسخة المقبلة من نهائيات كأس العالم 2026، في الاختيارات الصحيحة لقائمة المنتخب من اللاعبين، بجانب برنامج إعداد متميز يشتمل على المعسكرات والتدريبات، إضافة إلى التجارب الفنية القيمة للمباريات الودية، وضرورة الالتفاف الجماهيري ومواصلة الدعم للاعبين والجهاز الفني.
ورأى سلطان، أن فرصة «الأبيض» أفضل مقارنة بالنسخ الماضية لتصفيات «المونديال» في ظل زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 48، وارتفاع عدد المقاعد المخصصة للقارة الآسيوية إلى 8 مقاعد ونصف مقعد.
وأضاف: «الحظوظ تبدو كبيرة مع انطلاق مشوار التصفيات الجديدة في سبتمبر المقبل، والتي تسبق نهائيات كأس آسيا 2024»، لافتاً إلى أن مباريات الجولات الأولى لـ«دوري أدنوك للمحترفين» توفر فرصاً جيدة أمام الجهاز الفني الجديد للمنتخب بقيادة المدرب بينتو للوقوف على مستوى جميع اللاعبين بعد نهاية التجمع الأول في معسكر النمسا الإعدادي».
وقال: «ينبغي علينا الشعور بالتفاؤل بقدرة المنتخب على تحقيق نتائج إيجابية في التصفيات المقبلة، استناداً إلى القدرات الحقيقية التي يملكها لاعبو الإمارات، والتي تؤهلهم لاجتياز عقبة التصفيات والتأهل للنهائيات في النسخة المقبلة».
وأكد سلطان على أهمية برنامج الإعداد، والمباريات الودية القوية أمام المنتخبات المنافسة، بجانب الدعم الجماهيري للاعبي «الأبيض» في كل المباريات والذي يمثل الداعم الأكبر في تحقيق طموحات الصعود، وكل التوفيق والدعم للأبيض في مشواره المقبل في التصفيات».
محسن مصبح: نحتاج إلى الثقة وزيادة المقاعد عبء على الجميع
أكد محسن مصبح، رئيس شركة الشركة لكرة القدم سابقاً، وحارس «الأبيض» في «مونديال 90» بإيطاليا، أن زيادة مقاعد آسيا في كأس العالم سيكون عبئاً كبيراً على جميع المنتخبات، مشيراً إلى تقارب مستوى أكثر من 8 منتخبات في غرب القارة، تقاتل إلى جانب فيتنام والصين وأوزبكستان على بطاقتين ونصف بطاقة على الأقل.
وقال: «للتعامل مع الضغوط الخاصة خلال التصفيات الصعب، يجب أن نملك منتخباً لديه ثقة كبيرة، ولاعبين لديهم طموح يعيشون من أجله، وهو نيل شرف اللعب في «المونديال»، يجب أن يستشعر اللاعبين أهمية ذلك الإنجاز، حتى يقاتلوا في كل مباراة من مشوار التصفيات الذي سيكون صعباً للغاية».
عبد الرحمن محمد: «الفرصة الكبيرة» تتطلب «الجهد المضاعف»
رأى عبد الرحمن محمد نجم منتخبنا السابق، وأحد أبرز عناصر جيل «مونديال 90»، أن هناك فرصة كبيرة لـ «الأبيض» في تكرار إنجاز التأهل إلى «المونديال» في ظل زيادة عدد مقاعد المنتخبات المشاركة، وارتفاع المقاعد المخصصة لآسيا.
وقال: «قطعاً الفرصة تبدو أكبر في التصفيات المقبلة، وعلى الكل مضاعفة الجهود لتهيئة الأجواء المناسبة، من أجل أفضل إعداد للمنتخب، وعلينا أن لا ننسى أن المهمة لن تكون سهلة، رغم زيادة الفرص للمتأهلين، في ظل تطور أداء أغلب منتخبات «القارة الصفراء» مثل تايلاند والفلبين وغيرها».
وأضاف: «العبء الأساسي يقع على اللاعبين في المقام الأول، خاصة مع وجود جهاز فني جديد بقيادة بينتو، وهو ما يتطلب اجتهاد أكبر من اللاعبين لاستيعاب الفكر الخططي للمدرب الجديد»، لافتاً إلى أن مدرب «الأبيض» الجديد يتمتع بخبرات فنية عالية بدليل نجاحه في التأهل إلى «المونديال» مع البرتغال وكوريا الجنوبية.
التعليقات مغلقة.