كامالا هاريس تبدأ جولة آسيوية وسط انتقادات بسبب الأزمة الأفغانية
بدأت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الأحد، جولة في آسيا تسعى من خلالها إلى تقديم تطمينات بشأن التزام واشنطن تجاه المنطقة، بعد الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان واستيلاء طالبان على السلطة.
وألقت العودة الخاطفة لطالبان إلى السلطة قبل أسبوع، ومشاهد آلاف الأفغان اليائسين الذين يحاولون الفرار، بظلال جديدة على مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية.
لكن خلال زيارتها التي تشمل سنغافورة وفيتنام، ستسعى هاريس إلى تهدئة المخاوف بشأن الاعتماد على الولايات المتحدة. وقال مسؤول أمريكي كبير إن «نائبة الرئيس ستوضح خلال الرحلة أن لدينا التزاماً ثابتاً تجاه المنطقة».
وهبطت هاريس، الأمريكية ذات الأصول الآسيوية (والدتها من أصل هندي)، في سنغافورة، الأحد، وستبدأ نشاطاتها، غداً الاثنين، باجتماع مع قادة المدينة.
وتواجه زيارتها لفيتنام انتقادات إذ اتهم البعض هاريس بأن توجهها إلى الدولة الشيوعية غير ملائم، فيما تكافح القوات الأمريكية لإجلاء أمريكيين وأجانب آخرين وحلفاء أفغان من مطار كابول.
وأثارت الأزمة الأفغانية مقارنات مع ما حصل في 1975 في سايغون، عندما نقلت مروحيات أمريكية فارين تم إجلاؤهم من على سطح السفارة مع تقدم قوات «الفيتكونغ» في ختام حرب فيتنام.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن الرحلة كانت مقررة قبل وقت طويل من الأحداث في أفغانستان، ويصرون على أن تركيز هاريس منصب على الأهداف الاستراتيجية الأوسع لواشنطن في آسيا.
وهذه أحدث زيارة يقوم بها مسؤول أمريكي كبير للمنطقة، فيما تتطلع إدارة بايدن إلى بناء تحالفات ضد الصين، وإعادة ضبط العلاقات المضطربة بعد ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وبينما تتحدى الصين النفوذ السياسي للولايات المتحدة وهيمنتها البحرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، قال مسؤول في البيت الأبيض طلب عدم كشف اسمه إن منطقة جنوب شرق آسيا تبقى «مهمة من الناحيتين الاستراتيجية والاقتصادية» لواشنطن. وأضاف «هذا الأمر لم يتغير مع أفغانستان».
وتعتبر المنطقة التي تضم عشر دول، ساحة صراع متنام على النفوذ بين الولايات المتحدة والصين، فيما تنتقد واشنطن بكين بشكل متكرر مطالباتها التوسعية ببحر الصين الجنوبي.
ولدى 4 دول في جنوب شرق آسيا، بروناي وماليزيا والفليبين وفيتنام، بالإضافة إلى تايوان، مطالبات متداخلة مع بكين بهذا البحر الذي يعتبر بؤرة توتر وموطن ممرات شحن رئيسية.
وقال مصطفى عزالدين، محلل الشؤون الدولية في شركة «سولاريس ستراتيجيز سنغابور» الاستشارية: «بعد الإدارة الأمريكية السابقة وما يحدث في أفغانستان، من الضروري أن تبني الولايات المتحدة ثقة سياسية في هذه المنطقة».
وخلال زيارتها لسنغافورة، ستلتقي هاريس رئيسها ورئيس الحكومة وستتوقف في قاعدة شانغي البحرية، حيث ستتوجه إلى البحارة الأمريكيين بكلمة على متن السفينة «يو إس إس تولسا» الزائرة.
ويفترض أن تصل إلى هانوي مساء الثلاثاء. وستكون أول نائب رئيس أمريكي يزور فيتنام.
ومن المقرر أن تعقد اجتماعات مع الحكومة الفيتنامية وتحضر افتتاح فرع إقليمي للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في جنوب شرق آسيا وتلتقي ممثلين للمجتمع المدني في هذه الدولة الشيوعية.
كذلك، ستشارك في اجتماع افتراضي لمسؤولين من جنوب شرق آسيا حول جائحة كوفيد-19.
التعليقات مغلقة.