قطر للاستثمار يستثمر في أعمال تجارية تقود اقتصاد المستقبل
قال أحمد علي الحمادي الرئيس التنفيذي للاستثمار في أوروبا وروسيا وتركيا في جهاز قطر للاستثمار إن الصندوق السيادي يسعى للاستثمار في الشركات الأوروبية الصغيرة ذات النماذج التجارية المستدامة على المدى الطويل. مؤكداً أن الجهاز يستثمر في الأعمال التجارية التي تقود اقتصادات المستقبل. وأضاف الحمادي في مقال نشر على موقع المنتدى الاقتصادي العالمي مؤخراً إن مكانة جهاز قطر للاستثمار كصندوق ثروة سيادي تسمح له باتخاذ قرارات سريعة والتزام طويل الأجل تجاه الشركات المبتكرة. منوهاً إلى أن العديد من الدول الأوروبية تعمل على نشاء بيئة مواتية لشركات التكنولوجيا سريعة النمو من خلال برامج التمويل وخطط الاستثمار.
وأكد احمد الحمادي أن تحقيق مزيج السياسات المثالي من التشريعات الضريبية والتعليم والتمويل بجانب سهولة ممارسة الأعمال التجارية وعوامل أخرى ليست مزيجاً سهلاً، موضحاً إن جهاز الاستثمار وبصفته صندوق ثروة سيادي يسعى للاستثمار في الأعمال التجارية التي تقود اقتصادات المستقبل، ويهتم بشدة بالنماذج المبتكرة في جميع أنحاء العالم.
ونوه إلى أنه في الوقت الذي ترتبط فيه آسيا والولايات المتحدة في كثير من الأحيان بآخر التطورات في مجال التكنولوجيا (ويستثمر جهاز قطر للاستثمار في بكثافة في كلا المنطقتين) فإن التطورات الأخيرة في أوروبا مشجعة للغاية للمستثمرين مثلنا الذين يتطلعون للاستثمار بشكل مستدام على المدى الطويل.
البيئة الملائمة
وعلى مدى السنوات الأخيرة أحزرت العديد من الدول الأوروبية تقدماً كبيراً في تعزيز بيئة أكثر ملاءمة لشركات التكنولوجيا سريعة النمو من خلال ربط البحث والتكنولوجيا والابتكار في دورة الاستثمار.
وفي فرنسا على سبيل المثال يعد نمو الشركات المبتكرة جزءاً لا يتجزأ من خطة (فرنسا 2030) وهي خطة استثمارية تهدف لإنعاش الاقتصاد الصناعي الفرنسي وإنشاء رواد في مجال التكنولوجيا في قطاعات مثل أشباه الموصلات والروبوتات والمركبات الكهربائية والطاقة النووية ومصادرة الطاقة المتجددة.
وفي المملكة المتحدة تم مؤخراً إنشاء قسم جديد للعلوم والابتكار والتكنولوجيا كجزء من رؤية الحكومة لجعل المملكة المتحدة (وادي السيليكون التالي) مع دفع الابتكار والتكنولوجيا للنمو.
وبالمقابل، كشفت ألمانيا مؤخراً عن صندوق جديد بقيمة مليار يورو لشركات التكنلوجيا العميقة وتكنولوجيا المناخ في مرحلة النمو لتعزيز الشركات الناشئة في البلاد.
وأضاف الحمادي: نرى قيادة مماثلة في جميع أنحاء القارة الأوروبية، ومؤسسات الاتحاد الأوروبي نفسها تدعم هذه الحملة. وتعمل على زيادة التمويل لكل من العلوم في المراحل المبكرة، وتسويق الشركات الناشئة والمشاريع التقنية، على خلق بيئة مواتية للابتكار في قطاع التكنولوجيا العميقة.
وبدأت النتائج في الظهور. بفضل التخصيص الكبير لرأس المال، وبدأت تزدهر شركات التكنولوجيا، وتقود أوروبا الطريق في عدد متزايد من القطاعات المثيرة. وفي إيطاليا على سبيل المثال، نما الاقتصاد الاستثماري بأكثر من عشرة أضعاف منذ عام 2017، ووصل إلى 2.5 مليار يورو في استثمارات رأس المال الاستثماري في عام 2022 وحده.
دعم شركات المستقبل
وقال الحمادي إن مهمة جهاز قطر للاستثمار تتمثل في توليد قيمة للأجيال القادمة في قطر. ومن ثم، فإن اهتمامنا هو الاستثمار في تلك الشركات التي لديها نماذج أعمال أكثر استدامة على المدى الطويل. بينما نواصل الاستثمار على الصعيد العالمي، وتركز استراتيجيتنا تجاه أوروبا بشكل متزايد على دعم الشركات الصغيرة الجديدة التي ستشكل المستقبل.
على سبيل المثال، في العام الماضي استثمرنا في الشركة الفرنسية الناشئة Innovafeed في مهمتها لمعالجة مشكلة الأمن الغذائي. في مارس 2023، تم اختيار الشركة للانضمام إلى La French Tech NEXT 40، تقديراً لريادتها في مجال التكنولوجيا العميقة والابتكار في فرنسا.
وفي ألمانيا، ندعم الزراعة العمودية من خلال شركة Infarm، التي تعتبر رائدة في تقنيات جديدة لزراعة المنتجات الطازجة بمياه أقل بنسبة 95٪ من الزراعة التقليدية. كما استثمرنا أيضا في ألمانيا مؤخرًا في شركة Celonis الناشئة في مجال التعدين، وهي شركة رائدة عالميًا في استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة التنظيمية.
في مجال الطاقة منخفضة الكربون، استثمرنا مؤخرًا في مفاعلات Rolls-Royce Small Modular في المملكة المتحدة، والتي تهدف إلى السماح بالتوسع الفعال في حلول الطاقة النظيفة.
ميزة تنافسية
وشدد الحمادي على أن تطوير قطاعات جديدة مبتكرة وواعدة يتطلب نهجًا استثماريًا مبتكرًا ومرنًا بنفس القدر.
وفي حين أن شركات رأس المال المخاطر عادة ما تكون مرتبطة بتمويل مثل هذه المشاريع، فإن صناديق الثروة السيادية مثل جهاز قطر للاستثمار تتمتع بميزة تنافسية. مما يمنحنا هذا مزيجًا ناجحًا من امتلاك الخبرة لاكتشاف الفرص الجديدة الواعدة، والمرونة لتحويل الصفقة بسرعة، وكذلك الالتزام بأن نكون شريكًا داعمًا طويل الأجل.
ويتضمن نهجنا الاستثماري الاحترافي أننا في وضع جيد لدعم أفضل الشركات في رحلة نموها لأنها تخلق قيمة للمجتمع عبر سلسلة الابتكار.
واختتم الحمادي قائلاً: توضح استثماراتنا الأخيرة حجم وطبيعة طموحاتنا. بينما نتطلع إلى المستقبل، نحن متحمسون لفرص الاستثمار عبر شركات التكنولوجيا الأوروبية سريعة النمو في العام المقبل.
التعليقات مغلقة.