قادة العالم إلى العاصمة البريطانية لحضور «جنازة القرن»
يتجه قادة العالم إلى العاصمة البريطانية لندن للمشاركة في مراسم تشييع الملكة الراحلة إليزابيث الثانية غداً الاثنين، وسط استعدادات أمنية ولوجستية تعتبر الأكبر من نوعها تاريخ البلاد.
وتُقام جنازة الدولة، وهي الأولى منذ وفاة ونستون تشرشل عام 1965، غداً الاثنين في كنيسة وستمينستر في الساعة العاشرة بتوقيت جرينيتش وبمشاركة 2000 مدعو، بينهم ما يقرب من 100 رئيس ورئيس حكومة، بمن فيهم زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا واليابان وجاميكا وكندا، ومن المتوقع أن تكون واحدة من أكبر المراسم الرسمية التي تشهدها بريطانيا على الإطلاق.
وسيلتقي الملك تشارلز الثالث، الذي شارك، أمس، طوابير المعزين مشاعرهم الحزينة على وفاة الملكة، برؤساء وزراء 14 دولة أخرى يعتبر هو رئيسها، كما سيلتقي بالعاملين في أجهزة الطوارئ الذين يساعدون في تنظيم الجنازة.
وسيرقد نعش الملكة في كنيسة الملك جورج السادس الملاصقة للكنيسة الرئيسية، حيث دفن والدها ووالدتها، فضلاً عن رماد شقيقتها الأميرة مارغريت.
وغادر الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس، متوجهاً إلى لندن لحضور مراسم الجنازة.
وقالت الرئاسة الأميركية، إن بايدن سيقوم بتكريم أول للملكة الراحلة، اليوم الأحد قبل أن يشارك مساء في استقبال ينظمه الملك تشارلز الثالث.
وسيتابع الملايين هذا الحدث عبر شاشات التلفزة.
كما غادر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عمّان، أمس، في طريقه إلى لندن لحضور مراسم الجنازة، وفق ما أعلن بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
ويشكل حضور قادة العالم، أكبر تحد أمني ولوجستي للملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي ظل التوقعات باصطفاف قرابة مليوني شخص في الشوارع، وتخطيط العائلة الملكية للسير خلف نعش الملكة، تحاول الشرطة تحقيق توازن بين الأمن والأبهة، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».
وأشارت الصحيفة إلى أن حضور رؤساء دول ورؤساء وزراء وملوك وملكات من الخارج يزيد من المخاطر، ويقوم مسؤولون من وكالات الاستخبارات البريطانية الداخلية والخارجية بمراجعة التهديدات الإرهابية، ضمن الفريق الأمني الضخم المشارك في تأمين الجنازة.
وسيتمركز قناصة، غداً الاثنين، على أسطح المنازل، وستحلق طائرات مسيرة في سماء المنطقة، وسيشارك 10 آلاف من ضباط الشرطة بالزي الرسمي، مع الآلاف من الضباط بملابس مدنية وسط الحشد.
وقامت الشرطة مع كلاب كشف القنابل بدوريات في المناطق الرئيسية، وسوف يساعد حراس الأمن الخاص في السيطرة على الحشود.
ووصل رجال شرطة من كل ركن في البلاد للمساعدة في توفير الأمن.
كما سيقف أكثر من 2500 جندي من سلاح «الفرسان الويلزي» إلى سلاح الجو الملكي على أهبة الاستعداد للمشاركة في تأمين الحدث.
وفي وقت سابق، أعلنت السلطات أن المشيعين سيخضعون لتفتيش أشبه بتفتيش المطارات لكي يتمكنوا من الوقوف على جانبي الطريق لمشاهدة النعش الملكي. وانضم نواب كبار، أمس، إلى دعوات تدعو بتمديد الرحلة الأخيرة للملكة الراحلة يوم الجنازة.
وفي الأثناء، تباشر سلطات لندن إجراء تدريبات على الجنازة الرسمية.
وتدرب حاملو النعش من جنود ومشاة البحرية، الذين سينقلون الملكة الراحلة في رحلتها الأخيرة، ويحملون نعشاً فارغاً ملفوفاً بنسيج أسود.
وجرت التدريبات بمشاركة ما يقرب من 100 من أفراد البحرية بالزي الرسمي الذين جروا عربة مدفعية تحمل نعشاً أسود، من مسار امتد من قاعة وستمنستر حيث يوجد الجثمان الملكي الآن، إلى كنيسة وستمنستر، ثم عبر وسط لندن مع وجود العديد من أفراد سلاح الفرسان المنزلي على ظهور الخيل.
لندن تحث على عدم السفر للانضمام إلى طابور توديع الملكة
حثت الحكومة البريطانية مواطنيها، أمس، على عدم السفر للانضمام إلى طابور المنتظرين لإلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة إليزابيث الثانية، إذ إن تدفق الكثير يعني أن الناس سيضطرون للوقوف في الطابور لمدة 24 ساعة على الأقل للوصول إلى مكان النعش.
ومر عشرات الآلاف من الأشخاص بالفعل أمام النعش في تدفق ثابت ومهيب وقد اصطفوا في طوابير لساعات في درجات الحرارة الباردة، وبعضهم خلال الليل، لإبداء احترامهم لأطول ملوك بريطانيا جلوساً على العرش.
من جانبها، قالت وزارة الثقافة البريطانية، أمس، إنها ستوقف دخول المودعين في طابور المنتظرين إذا كان الإقبال شديداً، وأضافت «من فضلكم لا تسافروا».
وأثارت وفاة الملكة في الثامن من سبتمبر في منزلها الصيفي في اسكتلندا فيضاً من المشاعر في أنحاء البلاد.
التعليقات مغلقة.