في ذكرى وفاته الـ45.. أبرز خلافات “العندليب الأسمر” مع نجوم الزمن الجميل
في ذكرى وفاته الـ45.. أبرز خلافات “العندليب الأسمر” مع نجوم الزمن الجميل
تمر اليوم الذكرى الـ45 على وفاة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، التي توافق 30 مارس من عام 1977، خلال رحلة علاجه في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز 47 عاماً.
قدّم حليم على مدار مسيرته الفنية أكثر من 200 أغنية، تعاون خلالها مع أبرز المُلحّنين على الساحة الفنية في مصر، من بينهم كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي ومحمد عبدالوهاب.
وتمتلئ حياة العندليب بمئات الحكايات والقصص، سواء عبر رحلة علاجه المليئة بالآمال والآلام، أو حياته العاطفية ووفاته دون زواج، وغيرها من القصص التي ارتبطت باسم حليم.
ووسط كل تلك الحكايات، كانت هناك مٌنافسات بين حليم وبعض نجوم جيله تحمل معاني الغيرة الفنية، ومن أبرز تلك الخلافات:
خلاف مع أم كلثوم
عبدالحليم حافظ وأم كلثوم قطبان من أقطاب الغناء في الوطن العربي، كما جمعهما حب الفن جمعهما أيضاً خلاف فني، لم تغفره أم كلثوم، لتظل مُقاطعة حليم لعدة سنوات.
وعن قصة الخلاف، فقد نشأ في أعقاب إحدى حفلات إحياء ذكرى ثورة يوليو، وتحديداً في عام 1964 بمُشاركة عدد كبير من نجوم الغناء، وكان من المٌقرر أن تٌغني أم كلثوم ثم عبدالحليم حافظ.
لكن ما حدث يبدو أنه أزعج حليم بشكل أو بآخر؛ فقد تجاوزت “ثومة” الوقت المسموح لها بالغناء، وهو الأمر الذي أثار غضب عبدالحليم ليُعلق: «طبعاً مُنتهى الجرأة إن واحد يغني بعد أم كلثوم أو يختم حفلة غنت فيها أم كلثوم وخصوصاً بعدما غنت اللحن العظيم أنت عمري، أنا معرفش الأستاذ عبدالوهاب والست أم كلثوم أصروا إني أنا أختم الحفلة، ده شرف كبير، بس أنا ماعرفش هو شرف ولا مقلب».
ويقول المُخرج جميل مغازي إن أم كلثوم قررت ألا تٌغني مع حليم مرة أُخرى، وقالت أم كلثوم: «لن أُغني مرة أُخرى بحفل يُغني به عبدالحليم».
ويقول سمير صبري إن أم كلثوم رفضت أن تحضر حفلاً آخر مع عبدالحليم حافظ، رغم محاولاته للصلح معها، وطلبه الوساطة من الكثيرين.
ويحكي سمير صبري في مذكراته كيف حدث الصُلح بين ثومة وحليم، وقال إنه تم في حفل زفاف هدى عبدالناصر، حيث دخل عبدالحليم، ووجد أم كلثوم، جالسة بجوار السيدة تحية عبدالناصر، فاقترب عبدالحليم، وقام بتقبيل يدها، وقال لها: محدش يقدر يغني بعدك ياست.. أنتِ المغنى والأصل..أنت وعبدالوهاب طبعاً، نظرت له أم كلثوم، وقالت له: روح غني يا ولد وبطل همبكة، وضحك حليم، وانصرف راضياً، ومالت أم كلثوم، وهمست لمحمد عبدالوهاب، الواد ده طالعلك”، وبذلك انتهى الخلاف الذي استمر لسنوات. مع وردة علاقة حب أم خلاف؟
كثيراً ما تتداول الأخبار حول خلاف بين وردة الجزائرية وعبدالحليم حافظ، وهو الخلاف الذي لم يتم تأكيده؛ إذ كانت الفنانة الجزائرية مُقلة في ظهورها الإعلامي، ورغم ذلك قيل إن خلافاً نشأ بين وردة وحليم بسبب ما نُسب إليها من محاولة إفساد حفل لعبدالحليم حافظ الذي غنى فيها أغنيته الشهيرة «قارئة الفنجان».
ولكن بعد أن عرف عبدحليم، المتسبب الحقيقي لمحاولة إفساد الحفل، حاول أن يتصل بها هاتفياً، لكنها لم ترد عليه، لكن بعد مرور الوقت قال، إنه بادر بالصلح؛ بأن ذهب إلى أحد حفلاتها وأهداها باقة من الورود.
ورغم ما قيل عن خلافات بين الثنائي فإن الإعلامي وجدي الحكيم قال في تصريحات صحفية في عام 2012، إن الثنائي جمعهما حب كبير، ودخلت في نوبة كبيرة من الحزن عقب وفاته.
وعنه، قالت وردة، إن عبدالحليم هو الذي شجعها للرجوع إلى لقاهرة بعد غياب 10 سنوات، وبتأثر شديد قالت: «شجعني بكلام رقيق.. وقال لي وحشتي مصر»، وتابعت: «حليم أضاف للأغنية، وخسارته مصيبة».
خلاف مع فايزة أحمد
بسبب أغنية «أسمر يا أسمراني» التي غناها عبدالحليم حافظ في فيلم «الوسادة الخالية» نشب خلاف بينه وبين فايزة أحمد.
وعن ذلك الخلاف، قالت فايزة أحمد في حوار نادر لها: «كان عبدالحليم حافظ شديد الذكاء، وبارعاً في احتواء أي خلاف.. اختلفت معه بسبب فيلم «الوسادة الخالية» إذ تم الاتفاق على إذاعة أغنية «أسمر يا أسمراني» ضمن أحداث الفيلم، وأخبرتني الشركة المنتجة أنه سيتم الاستعانة بالأسطوانة فقط، ولن أظهر في الأحداث».
وتابعت: «فوجئت بوجود ممثلة تُشبهني تم تصويرها من بعيد.. لكن الخلاف انتهى بمجرد اعتذاره».
حليم وفريد الأطرش وتدخل الرئيس عبدالناصر
بسبب احتفالات ليلة عيد شم النسيم نشأ خلاف بين فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، وكان فريد قد غادر مصر واستقر في بيروت منذ 1966، وطيلة تلك الفترة استأثر حليم بحفلات شم النسيم، التي احتكرها فريد الأطرش على مدار 25 عاماً.
وفجأة عاد فريد في أبريل من 1970 إلى القاهرة ليغني في ليلة شم النسيم، وأصرّ كل منهما على الغناء في نفس الليلة، ثم ازدادت المشكلة باختيار مكان الغناء، ففريد حجز سينما قصر النيل، وعبدالحليم سينما ريفولي، وحلت المشكلة الثانية المتمثلة في الموسيقيين؛ فقد اختارت الفرقة الماسية كعادتها أن ترافق عبدالحليم في سينما ريفولي، أما الفرقة الذهبية فاختارت أن ترافق فريد في سينما قصر النيل، لكن حدث شرخ في الفرقة الماسية؛ لأن بعض الموسيقيين آثروا الالتحاق بفريد في الفرقة الذهبية، ومبررهم أنه كان أكرم من حليم في دفع مستحقات الموسيقيين.
طلب أنصار كل مُطرب منهما أن يُبث حفله على الهواء دون الأخر، وقبل أيام من الحفل استدعى الرئيس عبدالناصر عبدالحليم حافظ، وسأله: «مزعل فريد ليه يا عبدالحليم، وفوجئ عبدالحليم بالسؤال، ولم يكن أمامه إلا أن يرد فقال: يا ريس.. فريد، قبل أن يكمل كلامه، قاطعه الرئيس عبدالناصر: الأستاذ فريد».
وأمر عبدالناصر أن يُذيع التليفزيون والبرنامج العام حفلة فريد وسوف يسجل التليفزيون حفلة عبدالحليم ويذيعها صوت العرب على الهواء، ثم يُذاع حفله في التليفزيون في اليوم التالي.
وفي يوم الحفل أنعم الرئيس جمال عبدالناصر على فريد بقلادة النيل، هذه الواقعة ألهبت الصراع بين الفنانين، حتى تم الصلح بينهما فيما بعد.
التعليقات مغلقة.