فى ذكرى رحيل محمد على.. مؤسس مصر الحديثة لم تكرمه السينما أو الدراما.. لعنة طاردت كل من سعى لتحويل قصته لفيلم.. توقف فيلم حسين رياض عام 1950 بسبب الميزانية.. وفيلم هوليوودى لم يبدأ لسفر مخرجه فجأة بعد زيارة مصر
يتزامن اليوم مع ذكري وفاة محمد على مؤسس حكم الأسرة العلوية في مصر، وباني مصر الحديثة وفقاً للعديد من المؤرخين ممن يرونه صانع نهضة مصر وإعادة احياءها من جديد من ظلام المماليك والولاة العثمانيين حتي صنع في فترة وجيزة امبراطورية كادت تحتل الاستانة لولا تدخل أوروبا.
محمد على ورغم ما تتخلله حياته من دراما كبيرة وإثارة أكبر لم يتم عمل فيلم واحد أو مسلسل يتطرق إلى حياة رجل قدم إلى مصر ضمن كتيبة أرسلها العثمانيون بهدف تحرير مصر من الاحتلال الفرنسي ليصبح فيما بعد حاكماً يناطح السلطان العثماني ويدمر جيوشه، وفى ذكراه نتعرض إلى المحاولات الأولي لتحويل قصة حياته وفترة حكمه لمصر إلى عمل فني ضخم قبل توقف الأمر في مناسبتين كاد يتحول بهما الأمر إلى حقيقة.
البداية من الفنان حسين رياض وتخطيط الدولة المصرية أثناء حكم الملك فاروق لعمل فيلم حول الجد الأكبر له، إلا أنه ووفقًا لمجلة أيام مصرية، وتحديداً العدد التاسع والثلاثون للمجلة الشهيرة توقف الأمر بسبب البرلمان، القصة بدأت عام 1949 استعداداً للاحتفاء بمناسبة مرور 100 عام على وفاته، وكان من المفترض أن يكون الفيلم من إنتاج وزارة الشئون الاجتماعية التي تشرف حينها على شئون التمثيل والسينما والملاهي.
وتم إصدار قرار من الوزير آنذاك بتشكيل لجنة من كبار الأدباء والفنانين يرأسها المؤرخ المصري الدكتور محمد بك رفعت للعمل على إخراج هذا الفيلم على أن يتولي استديو مصر التنفيذ والإشراف عليه فنيا.
ووقع الاختيار على الفنان حسين رياض للعب الشخصية، كما تقررت ميزانية الفيلم وقتها بمبلغ وصل إلى 60 ألف جنيه وهو رقم ضخم للغاية وقتها، وبالتالي رفض مجلس النواب زيادة الميزانية، ما جعل استديو مصر يتراجع عن الإنتاج، فمرت الأسابيع والشهور وظل مشروع الفيلم حبرًا على ورق.
الأمر الذى استدعي الناقد الفني أنور أحمد في مجلة الكواكب لكتابة مقالًا ينتقد فيه تأخر إنتاج الفيلم ويعزى ذلك إلى الأسلوب الحكومي الذي أدى لتعطيل المشروع وهو ما تحقق بالفعل وظل الفيلم عامين كاملين مجرد تقارير ومذكرات حائرة بين المكاتب، ومضت مناسبة العيد المئوي لوفاة العاهل الكبير، وما زال الموظفون ورجال استديو مصر يتجادلون ويتناقشون دون جدوى، وفقاً لما كتبه الناقد الكبير وقتها.
بعد ذلك تكررت المحاولة من قبل المنتج والمخرج الأميركي جين ماركي وفقاً لمجلة “أيام مصرية” التي أجرت حوار معه أثناء زيارته لمصر ومكوثه فيها طوال شهر ونصف بهدف انهاء اللمسات النهائية على مشروع ضخم نابع من إعجاب الرجل بسيرة محمد علي وما تتخلها حياته من إثارة ودراما.
فالرجل وفقاً للمجلة جاء محملاً بكل ما قرأه بخصوص محمد على واضعاً كل محاور مشروعه الضخم، ثم تجول بعدد من استديوهات السينما المصرية، ووضع سيناريو للفيلم عرضه على بعض المسئولين، وحصل على موافقة مبدئية، كما اختار للفيلم اسما مبدئيا هو (الهلال والنجوم)، ووضع تصوره الخاص ليصبح الفيلم عالميا على أن تُصدَر منه نسختان بالإنجليزية والعربية، قبل وضع ميزانية تُقدر بنحو ثلث مليون جنيه تقريبًا.
وعن إنتاج هذا الفيلم وعن جولته الفنية بمصر صرح المخرج الأمريكي في لقائه مع الصحافة آنذاك وفقًا لـ”أيام مصرية” بأن “الفيلم فيه ثماني شخصيات على رأسها شخصية محمد علي الكبير التي سيقوم بها ممثل مصري بالطبع، وهناك شخصيات سيجسدها ممثلون من أمريكا ومن أوروبا يصلحون لهذه الأدوار فضلًا عن شهرتهم التي تساعد على رواج الفيلم في أنحاء العالم، أما باقي الشخصيات وجميع الممثلين الثانويين والكومبارس سيكونون من مصر، حيث تصور أغلب مناظر الفيلم، على أن تُصور باقي المشاهد في سوريا ولبنان“.
التعليقات مغلقة.