فولوديمير زيلينسكي للاتحاد الأوروبي: «نحن ندافع عنكم»
حظي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس، باستقبال حافل في بروكسل، حيث يسعى إلى دفع القادة الأوروبيين لتزويد بلاده بطائرات وأسلحة بعيدة المدى لتعزيز دفاعات كييف في مواجهة روسيا.
قال زيلينسكي للقادة الأوروبيين: «إنه لن توجد أوروبا حرة من دون أوكرانيا حرة، مضيفاً أن قوات بلاده تدافع عن أوروبا كلها في مواجهة روسيا، التي طالب بمحاكمتها، داعياً إلى فرض المزيد من العقوبات عليها».
وأضاف أمام قادة التكتل، قبيل الذكرى الأولى لبدء الأزمة الأوكرانية، إنه «لا يمكن تخيل أوروبا حرة، من دون أوكرانيا حرة، أوروبا حرة ويجب أن تكون حرة ومتحدة»، مطالباً بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، خاصة ضد صناعة المسيرات.
وشدد على ضرورة عقد محاكمة لروسيا، مضيفاً أن أوكرانيا لم ترد أبداً الحرب، ولم تستفز روسيا للحرب.
وتحدث زيلينسكي بعد اشتراكه، لأول مرة على الإطلاق، في جميع محادثات الزعماء الـ27 بالاتحاد الأوروبي قائلاً إن قادة بالاتحاد أفادوا بأنهم مستعدون لتزويد كييف بطائرات لمساعدتها في المعارك.
وقبيل مشاركته في القمة، ألقى زيلينسكي كلمة أمام البرلمان الأوروبي، قال فيها: «إن قوات بلاده التي تقاتل الجيش الروسي «تدافع عنكم» (عن الاتحاد الأوروبي)، داعياً إلى مزيد من الدعم العسكري الأوروبي لبلاده.
وخاطب زيلينسكي، الذي حط في بروكسل قادماً من باريس، النواب الأوروبيين، قائلاً: «إننا ندافع عن أنفسنا، نحن الأوكرانيين في ساحة المعركة، وعنكم أيضاً». وكان زيلينسكي قد سافر إلى بروكسل بصحبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحضور قمة الاتحاد الأوروبي، أمس.
وزار زيلينسكي بريطانيا، أمس الأول، في ثاني زيارة خارجية له منذ بدء الأزمة، بعد أول زيارة خارجية إلى الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي.
واستقبل البرلمان الأوروبي زيلينسكي بالتصفيق وقوفاً، وقالت رئيسة البرلمان روبيرتا ميتسولا في كلمتها إن «أوكرانيا هي أوروبا ومستقبل بلدكم هو في الاتحاد الأوروبي».
وأضافت: «على الدول أن تدرس بسرعة وكخطوة لاحقة، تزويدكم بمنظومات بعيدة المدى والطائرات التي تحتاجون لها لحماية الحرية التي اعتبرها كثيرون من المسلّمات».
وتأتي زيارة زيلينسكي إلى بروكسل في إطار جولة على عواصم أوروبية يسعى من خلالها إلى دفع القادة الأوروبيين إلى تزويد بلاده بطائرات وأسلحة بعيدة المدى لتعزيز دفاعات كييف في المعارك الدائرة.
من جانبه قال ماكرون، لدى وصوله لحضور القمة، إنه لم يناقش منح أوكرانيا مقاتلات خلال لقائهما في باريس، ولدى تكرار السؤال من قبل الصحافيين، أضاف: «لن أشارك معكم الخطط الأوكرانية، هذه ليست وظيفتي».
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد الأوروبي سيرسل المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، فيما أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أهمية أن يزيد الاتحاد من وتيرة المساعدات المقدمة لأوكرانيا.
ويعد حلف شمال الأطلسي «الناتو» وقوى في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الولايات المتحدة، الداعمين الرئيسين للمدافعين عن أوكرانيا المحاصرين منذ أن شنت قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزواً واسع النطاق.
وتحدث القادة الأوروبيون عن مبلغ 67 مليار دولار التي أنفقوها على المساعدات العسكرية والمالية لكييف، ومن ضمنها تلك التي أنفقت على استقبال 4 ملايين لاجئ أوكراني.
لكن زيلينسكي لديه المزيد من الطلبات، فالجيش الأوكراني يواجه هجوماً روسياً متجدداً ويريد قادته طائرات مقاتلة غربية وصواريخ بعيدة المدى للضرب في عمق أراض أوكرانية تسيطر عليها روسيا.
وتعهد ماكرون وشولتس وسوناك أن تقدم أوروبا الدعم لأوكرانيا حتى النصر في نهاية المطاف، لكن قادة آخرين عبّروا عن مواقف مختلفة، فعلى سبيل المثال، لم ينضم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يعد أقرب زعيم في الاتحاد الأوروبي لبوتين، إلى صفوف المصفّقين لزيلينسكي عندما شارك في الصورة الجماعية، قائلاً «تنتمي المجر إلى معسكر السلام» كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار بدلاً من تحقيق أوكرانيا النصر.
أما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، فانتقدت قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوة زيلينسكي إلى باريس قبيل قمة بروكسل معتبرة أنها «غير مناسبة».
التعليقات مغلقة.