فلاديمير بوتين يعلن النصر في مدينة ماريوبول الأوكرانية
فلاديمير بوتين يعلن النصر في مدينة ماريوبول الأوكرانية
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن قواته «نجحت» في «تحرير» مدينة ماريوبول المرفئية الاستراتيجية في أوكرانيا، فيما شكّك نظيره الأميركي جو بايدن بصحة هذا التصريح، معلناً عن مساعدة عسكرية إضافية لكييف بقيمة 800 مليون دولار.
ويتحصّن الجنود الأوكرانيون المقاومون في مصنع «آزوفستال» الكبير لصناعة الصلب في هذه المدينة الساحلية الواقعة في أقصى جنوب إقليم دونباس، والتي استحالت كومة ركام بعدما قصفتها القوات الروسية وحاصرتها قرابة شهرين.
ويرفض هؤلاء الاستسلام، وقد طالب معاون قائد كتيبة «آزوف» سفياتوسلاف بالامار عبر تليجرام، بـ «ضمانات» أمنية من «العالم المتحضّر» قبل الخروج.
ومن شأن سقوط ماريوبول أن يشكّل انتصاراً كبيراً لموسكو. ورغم توجيه دعوة جديدة للمقاتلين الأوكرانيين الذين انكفأوا إلى مجمع «أزوفستال» الصناعي لإلقاء السلاح، رفض هؤلاء الاستسلام.
وفي هذا السياق، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «الهجوم المقترح على المنطقة الصناعية غير مناسب»، آمراً بـ«إلغائه»، حسبما قال خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو بثّ التلفزيون الروسي مقتطفات منه.
وأفاد سيّد الكرملين «لا بدّ من مراعاة حياة جنودنا وضبّاطنا وصحّتهم، وينبغي عدم الزحف تحت الأرض».
وأردف «حاصروا كلّ هذه المنطقة بحيث لا تمرّ فيها ذبابة واحدة».
في ظلّ هذه الظروف، اعتبر الرئيس الأميركي أن سيطرة الجيش الروسي على هذه المدينة هي «موضع شكّ».
وقال: «ليس هناك بعد أي دليل على أن ماريوبول سقطت بالكامل» مشدّدًا على أن بوتين «لن ينجح أبداً في السيطرة على كل أوكرانيا واحتلالها».
وكتبت وزارة الخارجية الأوكرانية تغريدة استعادت فيها الدعوة التي وجّهها قائد كتيبة «آزوف»، مطالبة بإقامة «ممر إنساني عاجل» مع «ضمانات» أمنية لإجلاء المدنيين الذين «لا يزالون متواجدين بأعداد كبيرة» في المصنع.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي قد أكد، أمس الأول، أن «ألف مدني من نساء وأطفال» لا يزالون في المصنع، وكذلك «مئات الجرحى». وتحدث رئيس بلدية ماريوبول، أمس، عن ما بين 300 وألف مدني.
وبحسب وزير الدفاع سيرغي شويغو، لا يزال حوالي ألفي مقاتل في مصنع الصلب هذا، ولم يأت وزير الدفاع الروسي على ذكر أيّ مدنيين بينهم.
ويتعذّر التحقق من الأرقام المعلنة من مصدر مستقل.
وخلال الحصار المفروض على المدينة، كانت عمليات إجلاء المدنيين نادرة ومحفوفة بالمخاطر، غير أن نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك كشفت، أمس، أن أربع حافلات لإجلاء المدنيين غادرت المدينة إلى زابوريجيا على بعد مئتي كيلومتر.
لكن عمليات الإجلاء تجري ببطء شديد، وفق رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو. وقد تستغرق أياماً عدة بسبب نقاط التفتيش المتعدّدة في المنطقة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا، حيث تتواصل المعارك.
وفي المنطقة المتبقية من دونباس وفي جنوب البلد، تواصل القوّات الروسية «قصفها المدفعي على امتداد جبهة القتال».
وتحتدم المعارك في منطقة إيزيوم، خصوصاً مع «قصف متواصل» في بوباسنا وروبيجني في منطقة لوهانسك وضربات جديدة على ميكولاييف في الجنوب على الطريق المؤدّي إلى أوديسا، وهو ما تسبب بمقتل شخص وإصابة اثنين، بحسب حاكم المنطقة فيتالي كيم.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها شنّت غارات جوية خصوصا على منطقة ميكولاييف، واستهدفت بقصف مدفعي نحو 60 مركز قيادة للقوات الأوكرانية في شرق البلاد وجنوبها.
وفي حين يبدو أن معاناة ماريوبول شارفت نهايتها، يُرجّح أن تكون المعارك للسيطرة على منطقة دونباس بكاملها، وعلى جزء من الجنوب الأوكراني طويلة الأمد.
وقد تشكّل ماريوبول نقطة وصل بين القوّات الروسية في شمال دونباس وتلك في القرم وتتيح إيفاد مزيد من الجنود لتعزيز المواقع الروسية على جبهة القتال إلى الشمال، وهو ما قد يطيل أمد المعارك، خصوصاً مع تسلمّ الأوكرانيين في الأيّام الأخيرة مساعدات عسكرية أكبر، أكان من الأميركيين أو من الشركاء الآخرين.
التعليقات مغلقة.