فلاديمير بوتين يتّهم أوكرانيا بارتكاب «جرائم حرب» خلال اتصاله بماكرون
فلاديمير بوتين يتّهم أوكرانيا بارتكاب «جرائم حرب» خلال اتصاله بماكرون
اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا، الجمعة، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بارتكاب “جرائم حرب عديدة””، مؤكداً أن القوات التي تقودها موسكو تبذل “قصارى جهدها” لتجنب سقوط ضحايا مدنيين.
وقال الكرملين في بيان، إنه خلال هذه المكالمة “تم لفت الانتباه إلى جرائم الحرب العديدة التي ترتكبها قوات الأمن والقوميون الأوكرانيون يومياً”
“هجمات واسعة النطاق”
كما أشار بوتين إلى “الهجمات الصاروخية والمدفعية واسعة النطاق على بلدات دونباس” في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية الذي يسيطر عليه جزئياً انفصاليون موالون لروسيا.
وأكد أن “القوات المسلحة الروسية تبذل قصارى جهدها للحفاظ على أرواح المدنيين، لا سيما من خلال إقامة ممرات إنسانية لإجلائهم بأمان”.
كذلك أضاف الكرملين أن الرئيسين ناقشا خلال الاتصال الهاتفي “الذي جاء بطلب فرنسي”، المفاوضات الجارية بين موسكو وكييف، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
“قلق شديد” على مصير ماريوبول
من جانبه، أعرب ماكرون عن “قلقه الشديد” حيال الوضع في مدينة ماريوبول الأوكرانية التي تتعرض للقصف، بحسب الإليزيه، داعياً إلى “رفع الحصار” وإيصال المساعدات الإنسانية.
وخلال الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الروسي والفرنسي استمر ساعة وعشر دقائق، طالب ماكرون من جديد بتنفيذ “وقف إطلاق نار على الفور” في أوكرانيا،
تدمير 90% من المدينة
يذكر أنه بعد غرقها بالحصار لأسابيع، أعلنت أوكرانيا في وقت سابق الجمعة، أن مدينة ماريوبول الاستراتيجية الساحلية، الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي للبلاد، دمرت بشكل شبه كامل. وأوضحت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان، أن هجمات القوات الروسية دمرت 90% من ماريوبول، وتسببت في مقتل آلاف السكان فيها، بحسب وكالة الأنباء الأوكرانية.
كما اتهمت الروس باحتجاز السكان رهائن من خلال إغلاق الممرات الإنسانية، مؤكدة أن لا كهرباء أو غاز أو تدفئة في المدينة.
اشتباكات وسط ماريوبول
في المقابل، نفت روسيا استهداف المدنيين، مؤكدة فتح ممرات إنسانية لإجلائهم.
إلا أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن الجيش الروسي وحلفاءه الانفصاليين دخلوا وسط ماريوبول،
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف: “أحكمت وحدات جمهورية دونيتسك الشعبية (المعلنة من جانب واحد)، بدعم من القوات الروسية، حصارها وتقاتل القوميين في وسط المدينة”، حسب تعبيره.
أما في ما يتعلق بالشرق الأوكراني، فأوضح أن القوات الروسية باتت تسيطر على 90% من أراضي منطقة لوغانسك.
وتعد ماريوبول هدفاً استراتيجياً رئيسياً لموسكو، باعتبار أن السيطرة عليها تسمح بربط القوات الروسية في شبه جزيرة القرم بدونباس، وتمنع وصول الأوكرانيين إلى بحر آزوف.
وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت سابقاً أن نحو 2500 قتيل سقطوا في المدينة منذ فبراير الماضي، كما أكدت أنها باتت بلا مؤن غذائية أو مواد أساسية للعيش.
لا مؤشرات
يذكر أنه مع دخول العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا أسبوعها الرابع، لم تبد موسكو أي مؤشر إلى إمكانية التراجع على الرغم من استمرار المحادثات بين الطرفين المتحاربين، وعلى الرغم من آلاف العقوبات القاسية التي فرضت عليها، وطالت مئات السياسيين ورجال الأعمال، فضلاً عن الشركات والمصارف وغيرها.
فقد أكد الكرملين مراراً خلال الفترة الماضية أن العملية مستمرة حتى تحقيق المطالب، وعلى رأسها نزع السلاح الأوكراني، وجعل كييف “محايدة”، ما رفضه حتى الآن الجانب الأوكراني، أقلها بالصيغة التي طرحها الروس.
التعليقات مغلقة.