غضب الطبيعة الجارف .. هل تتحمل فاتورته الباهظة الاقتصادات العربية ؟؟
استطلاع خاص لمجلة استثمارات الإماراتية لأراء الخبراء
أجرته/ رباب سعيد : مراسلة مجلة استثمارات الإماراتية للشؤون العربية
أصبحت الظواهر الطبيعية والتغيرات المناخية وآثارها المحتملة هي الشغل الشاغل لدى دول العالم خلال الفترة الأخيرة، لا سيما بعد أن أصبحت واقعا ملموسا يعاني منه كل إنسان فى هذا العالم، فلا تعوقها حدود جغرافية أو اقتصادية، ولا تقل خطرا عن الحروب والنزاعات المسلحة، إذ أن تغير المناخ يعد أخطر نتائج العبث الإنساني بالبيئة فالأنشطة البشرية المتنامية وما نتج عنها من تدمير للبيئة أحدثت خلل التغير المناخي والتأثيرات السلبية التى نجمت عن هذا الخلل، من تغير أنماط الطقس…. التى تهدد الإنتاج الغذائي، وارتفاع منسوب مياه البحار التى تزيد من خطر الفيضانات الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي، إلى الجفاف وندرة المياه وحرائق الغابات والأعاصير .. والزلازل المدمرة والتى أودت بحياة آلاف الاشخاص، بخلاف المصابين، لهذا فهناك مخاوف واسعة لدى شعوب المنطقة العربية من خطر مماثل قد يضرب بلدانهم، لا سيما وأن زلزال الحوز جاء بعد أشهر قليلة من زلزال 6 فبراير الماضي، الذي ضرب كلاً من تركيا وسوريا، مخلفاً حصيلة مفجعة من الضحايا، وبما يعكس حركة نشاط زلزالي في منطقة الشرق الأوسط عموماً.
مع تلك المعطيات يثار عديد من التساؤلات على رأسها التساؤلات المرتبطة بالدول العربية الأكثر عرضة للنشاط الزلزالي من واقع الجغرافيا وكذلك سجلات الزلازل القديمة، علاوة على مدى الاستعداد الاستباقي داخل تلك الدول للتخفيف من مخاطر الزلازل وآثارها والتعامل معها، في ضوء الكلفة البشرية والمادية الواسعة لكارثة الزلازل العنيفة
معطيات طبيعية
وفى هذا السياق أوضحت الدكتورة /ايمان شاكر مدير مركز الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية … أن هناك أسباب طبيعية فى تغير المناخ لادخل للإنسان بها، مثل التغيرات في الدورة الشمسية والتغيرات فى دورة المياه فى المحيط، إلا أن الإنسان هو المتهم الأول فى حدوث خلل التغير المناخي، فمنذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ..فبحسب تقرير صادر عن الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) فإن “هناك احتمال كبير جدا (يزيد عن 95 % )على أن الأنشطة البشرية على مدى السنوات الخمسين الماضية قد زادت درجة حرارة الكوكب”.
واكدت أنه يرجع تغير المناخ فى الأساس إلى حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز، وما ينتج عنه من انبعاثات لغازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة. وتشمل أمثلة انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ ثاني أكسيد الكربون الميثان، والتى تنتج، على سبيل المثال، عن استخدام البنزين لقيادة السيارات أو الفحم لتدفئة المباني، وقد أشارت ) (IPCC إلى أن الأنشطة الصناعية رفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من 280 جزءا في المليون إلى 400 جزء في المليون خلال الخمسين عاما الماضية. بالإضافة إلى تطهير الأراضي من الأعشاب والشجيرات وقطع الغابات إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون. كما تعتبر مدافن القمامة مصدرًا رئيسًا لانبعاثات غاز الميثان. ويعد إنتاج واستهلاك الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين مصادر الانبعاث الرئيسية.
التهيؤ لما هو قادم
وأشارت الدكتورة إيمان شاكر إلى جميع الأحداث المناخية القاسية ستزداد بشكل مستمر، ويجب على العالم التحضير لمزيد من موجات الحر الأكثر قوة، كما أكدت أنّ الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي نشهده حالياً ناتج عن تغير المناخ ولم يكن جزء من الأنظمة الطبيعية للطقس في الماضي، وتوقع أن تزيد ظاهرة النينو التي أعلنت حديثاً عن تكرار وزيادة شدة درجات الحرارة العالية، وهو ما سيؤثر بشكل خطير على صحة الإنسان معيشته.. هذا وقد أسفرت ظاهرة النينو في عامي 1997 و1998 عن مقتل 23000 شخص جراء العواصف والفيضانات، وتسببت في أضرار بلغت أكثر من 33 مليار دولار، وتزداد المخاوف أن تتسبب هذه الظاهرة في خسائر مماثلة بحلول نهاية العام الجاري.
ولا نغفل توقعت خدمات الأرصاد الجوية هبوط أمطار غزيرة في توقيتات مفاجئة خلال فصل الشتاء، قد تؤدي إلى حدوث سيول وفيضانات في مناطق مختلفة من أوروبا والشرق الأوسط. ودعت إلى العمل الدولي المشترك للحد من آثار هذه التحولات المناخية
وتعتبر النينو ظاهرة طبيعية تحدث في المحيط الهادئ وتؤثر على النظام المناخي في جميع أنحاء العالم، وتتكرر بشكل دوري كل سنتين إلى سبع سنوات. ووفقا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في أكتوبر العام الماضي، يتوقع أن يتسبب تغير المناخ بين عامي 2030 و2050 في وفاة نحو 250 ألف شخص كل عام بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري، وأن تتراوح التكلفة المباشرة للأضرار الصحية بين 2 و4 مليارات دولار أميركي بحلول عام 2030.
التنبؤ بالكوارث
وقالت الدكتورة إيمان شاكر أن مصر لديها نظام للإنذار المبكر للتنبؤ احتمالية حدوث أي كارثة طبيعية مشيرة إلى أن نظام الإنذار المبكر، يجعلنا قادرين على الاستعداد قبل أي كارثة طبيعية بـ 3 أو 4 أيام.
واضافت شاكر أن مصر تشهد نوبات طقس جامحة بسبب التغيرات المناخية، وارتفاع درجات حرارة الأرض، ما يسبب هذه الأعاصير والفيضانات وموجات الجفاف الشديدة، مؤكدة أن مصر لديها خطة للتعامل مع نوبات الطقس الجامعة ويوجد فرق إنقاذ قادرة على التعامل مع مختلف الأزمات والظواهر الجوية
التغيرات المناخية والتحديات
وفى سياق متصل أكد دكتور احمد عبد العال محمد رئيس هيئة الارصاد الجوية السابق وعضو المجلس التنفيذي للأنظمة العالمية للأرصاد الجوية سابقا أن المعدل الحالي للزيادة في تركيزات غازات الاحتباس الحراري، سنشهد زيادة في درجة الحرارة بحلول نهاية هذا القرن تتجاوز بكثير الزيادة المستهدفة التي حددها اتفاق باريس بأن تكون أعلى من مستويات ما قبل الحقبة الصناعية بمقدار يتراوح بين 1.5 درجة مئوية مشيراً إلى الانبعاثات التي تسبب تغير المناخ من كل منطقة من العالم وتؤثر على الجميع، لكن بعض البلدان تنتج أكثر بكثير من غيرها، حيث إن المائة دولة التي تنتج أقل قدر من الانبعاثات تولد 3 % فقط من إجمالي الانبعاثات، بينما البلدان العشرة التي تنتج أكبر قدر من الانبعاثات تولد نحو 68 من الانبعاثات.
وحدد الدكتور أحمد عبد العال أن انبعاثات الكربون العالمية تأتى من الصين بنسبة 28% و الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 11% والهند بنسبة 6.6% بالإضافة إلى الإتحاد الأوروبي بنسبة 6.4%، كما اوضح عبد العال أن الصين والولايات المتحدة الأمريكية تنتج قرابة نصف انبعاثات الكربون العالمية للغلاف الجوي..ولهذا يجب على الجميع اتخاذ إجراءات بشأن المناخ، لكن البلدان والأشخاص الذين يتسببون في أكبر قدر من المشكلة يتحملون مسئولية أكبر لمباشرة العمل بشأن المناخ…..
ويؤكد خبير الأرصاد الدكتور أحمد عبد العال أن مصر تمتلك كافة أجهزة الرصد الموجودة في العالم وكذلك أحدثها، ويتم استخدامها من خلال عاملين مؤهلين ومدربين على أفضل مستوى وهو ما انعكس على أداء الهيئة في السنوات الاخيرة….
بالإضافة إلى مشاركات إقليمية ودولية لهيئة الأرصاد الجوية في مجال المناخ الجوي ….وعن المستوى العربي، مصر أحد مؤسسي وأعضاء اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية في جامعة الدول العربية وقد كنت رئيسًا للجنة حتى مارس الماضي، ومن الناحية الإقليمية فمصر نائب رئيس الاتحاد الاقليمي الأول للأرصاد الجوية، وعلى المستوي الدولي مصر عضو مجلس تنفيذي في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وقد كانت الهيئة العامة للأرصاد الجوية مشاركة في اجتماع الكونجرس الخاص بالأرصاد الجوية في الفترة الأخيرة.
واستطرد قائلاً إن الخدمات التي تقدمها هيئة الأرصاد الجوية تظهر في التعاون مع كل الوزارات، فعلي سبيل المثال تقدم الهيئة خدمات لوزارتي الزراعة والري بكشف أوقات سقوط الأمطار أو التحذير من السيول وتحديد الوقت الملائم لزراعة المحاصيل، وكذلك إعلام وزارتي البيئة والإسكان بحالة الطقس في الأماكن التي ستشهد إقامة منشآت سكنية جديدة بها وتحديد سرعة الرياح واتجاهاتها، لاختيار الأماكن الصحيحة لإقامة المصانع والمنشآت
بالإضافة أن الهيئة تعد المحرك الفعلي لحركة الطيران والسفن ورصد حالة الجو بدقة لتسيير حركة الملاحة الجوية والبحرية،
مصر والإمارات… وإنتاج الهيدروجين الأخضر
توقيع مذكرة التفاهم الثانية بين كل من صندوق مصر السيادي والشركة المصرية لنقل الكهرباء وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة وشركة أبو ظبي لطاقة المستقبل “مصدر” الإماراتية وشركة “حسن علام للمرافق“.
كما أوضح الدكتور أحمد عبد العال أن بموجب مذكرتي التفاهم بين مصر والإمارات ستشكل شركتا “مصدر” و”حسن علام للمرافق” ائتلاف استراتيجيا لتطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط، على مراحل مختلفة تمتد حتى عام 2030، لإنتاج ما يصل إلى 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويا، من خلال محللات كهربائية بقدرة 4 ميجاوات.
حيث يدخل المخطط أول محطة حيز التشغيل بحلول عام 2026، ويسعى الائتلاف لإنتاج ما يصل إلى 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً، من خلال محللات كهربائية بقدرة 4 ميجاوات بحلول عام 2030
- الاتفاقية تعزز مساهمة الإمارات في دعم أهداف الطاقة النظيفة في مصر .
الزلازل كارثة إنسانية واقتصادية
وطبقاً لبيانات المعهد الجيولوجي البريطاني وكذلك هيئة المسح الجيولوجية الأميركية، فإن ثمة ثلاثة أحزمة تقع فيها معظم الزلازل، أبرزها منطقة تسمى”الحزام الناري” أو “حلقة النار” على حافة المحيط الهادئ وتحدث فيها أكثر من 80 بالمئة من الزلازل، نتيجة الحركة التكتونية المستمرة للصفائح في هذه المنطقة. ووفق تلك البيانات، تشهد المنطقة العربية تطوراً مقلقاً للنشاط الزلزالي وذلك خلال العقد الأخير، سجلها دول كثيرة خاصة على مستوى شعور السكان بزيادة وتيرة الهزّات الأرضية.
وحسب الدراسات، فإن ما يقرب من 30 مليون شخص من سكان المنطقة العربية أي ما يعادل خُمس سكان العرب في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، معرضون لمخاطر زيادة الناتج احتمالات حدوث زلازل مدمرة في المستقبل.
وفى هذا الصدد يرى استاذ الجيولوجيا والمواد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقى….أن الدول العربية الأكثر عرضة للنشاط الزلزالي من واقع الجغرافيا وكذلك سجلات الزلازل القديمة، علاوة على مدى الاستعداد الاستباقي داخل تلك الدول للتخفيف من مخاطر الزلازل وآثارها والتعامل معها، في ضوء الكلفة البشرية والمادية الواسعة لكارثة الزلازل العنيفة الحزام الزلزالي الأسيوي -الأوروبي (يبدأ من جبال الهيمالايا – سلسلة جبلية تقع في آسيا، وتفصل سهول شبه القارة الهندية عن هضبة التبت- مروراً بكل من إيران والعراق وحتى باكستان، انتهاء بالقارة الأوروبية.
الحزام العربي-الأفريقي عبر البحر الأبيض المتوسط، مروراً السواحل التركية، وكل من لبنان وسوريا والأردن، ووصولاً إلى مصر، وبما قد يمتد إلى دول المغرب العربي. وكذلك حزام صدع شرق القارة الأفريقية: يمتد من لبنان وسوريا وفلسطين والأردن، ويصل حتى سلاسل جبال غرب البحر الأحمر وحتى أديس أبابا
لا توجد دولة بمنأى عن الزلزال
كما أشار الخبير الدكتور عباس الشراقي أنه لا توجد دولة في المنطقة العربية “بمنأى عن الخطر الزلزالي في الوطن العربي”، طبقاً للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية مرصد حلوان والذي يشير إلى أن هناك صفائح تكتونية نشطة بين فترة وأخرى، وبما يسفر عن زلازل مختلفة القوة
ويشير إلى أن الصفائح التكتونية، تمثل الطبقة الخارجية من سطح الأرض (الغلاف الصخري الليثو سفير، والذي يتكون من القشرة وطبقة الوشاح الصلب). وتتحرك تلك الصفائح ببطء بين الغلاف الصخري والغلاف المائع من 2 سم إلى 15 سم في العام، ويصاحب ذلك نشاط زلزالي بركاني فضلا عن تشكل التضاريس (مثل الصدوع والجبال والفوالق وغير ذلك، في عملية قد تستغرق ملايين السنين). وهناك تسع صفائح رئيسية بحجم القارات، وصفائح أخرى ثانوية متوسطة وصغيرة.
بالنسبة لخليج السويس، فلا تحدث بتلك المنطقة زلازل كثيرة، مقارنة بخليج العقبة، لا سيما وأن العقبة يربط البحر الميت بالبحر الأحمر.
إذا اتجهنا جنوباً نجد خليج عدن، حيث ثلاثة أذرع زلزالية تلتقي عند هذه المنطقة.
موقف البلدان العربية على خارطة الزلازل
ويحدد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بالقاهرة، الدكتور عباس شراقي، موقف مجموعة من الدول العربية على خارطة النشاط الزلزالي، سواء لارتباط تلك الدول بفوالق ونقاط تلاقي الصفائح (الطبقة الصخرية الصلبة التي تحيط بالكرة الأرضية)، على النحو التالي: تأتي سوريا في مقدمة البلدان العربية من حيث النشاط الزلزالي، لا سيما أنها مجاورة لتركيا التي تلي من حيث النشاط الزلزالي الدول الواقعة في الحلقة الملتهبة في المحيط الهادئ (مثل إندونيسيا واليابان). وتقع تركيا بالقرب من خطوط الصدع الرئيسية، وتتأثر بها سوريا كما حدث في زلزال 6 فبراير الماضي. كما أن سوريا لديها بعض الفوالق، لكنها تتأثر بشكل كبير بتركيا أيضاً بحكم الجوار.
المغرب من الدول التي تدخل في خارطة النشاط الزلزالي، لا سيما لوقوعه على البحر المتوسط، وهناك فواصل بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوروآسيوية، ولذلك معظم الزلازل هناك تكون على السواحل.
مناطق أخرى في المغرب تتأثر بالفوالق بسبب التقاء وضغط الصفيحة على الأفريقية على العربية (وهو الضغط الذي تسبب في طي الأرض وتكون الجبال المغربية). علاوة على أن هناك فالقاً كبيراً من جبال الأطلس يبدأ من أغادير ويمتد بالقرب من مراكش ويصل في الداخل المغربي، نحو الجزائر والمتوسط .. ويشار إلى أنه حدث زلزال على نفس الفالق في أغادير سنة 1960 بدرجة 6.8.. الزلزال الحالي نشأ على نفس الفالق، ولكن بعيد عن أغادير ومراكش بحوالي 100 كيلومتر. كما يمكن النظر لدول عربية أخرى يمكن اعتبارها أكثر عرضة للنشاط الزلزالي، منها اليمن وجيبوتي والصومال، في منطقة خليج عدن، وهذه منطقة نشاط زلزال (أقل درجة من المغرب).
تعد مصر ولبنان وسوريا وفلسطين والأردن، بمنطقة حزام الزلازل. (بسبب خليج العقبة والسويس والبحر الأحمر).. ويعد خليجا العقبة والسويس أكثر نشاطاً في هذا السياق. مدينتا شرم الشيخ والغردقة في مصر ومنطقة البحر الميت في الأردن ولبنان وفلسطين أكثر عرضة أيضاً، نظراً لأنهم على الفالق امتداد الأخدود الأفريقي العظيم.
ويلفت شراقي إلى أن الزلزال يمكن أن يحدث في أية دولة وأي مكان، لكن بنسبة 90 بالمئة عادة ما تحدث الزلازل في المناطق التي تشهد التقاء صفائح أو فوالق، مضيفاً لقائمة الدول العربية الأكثر عرضة للنشاط الزلزالي كل من (مصر وليبيا والجزائر وتونس) وقوعهم على البحر المتوسط، الفاصل بين أوروبا وأفريقيا، موضحاً أن هذا الفاصل يقطع المغرب نفسه، على عكس الوضع بالنسبة لمصر التي يبعد الفاصل عنها حوالي 700 كيلومتر من الشواطئ المصرية.
أما بالنسبة للدول الخليجية، فيقول أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بالقاهرة، عباس شراقى إنها بحكم قربها النسبي من إيران (التي هي دولة نشاط زلزالي) تتأثر، كما أنها مشابهة للحالة بالنسبة للبنان وفلسطين والأردن على البحر الميت
وإيران هي واحدة من أكثر الدول عرضة للزلازل فى العالم ولها تاريخ معها حيث كان أسوأها عام 1990 حيث قتل أكثر من 40 ألف شخص. ويشير إلى أن الفوالق هي تصدعات أو شقوق تحدث في الصخور في القشرة الأرضية بفعل حركة انزلاق نسبي للكتل المتاخمة من طبقات الصخور الموجودة على جانبيها، سواء كانت هذه الحركة في الاتجاه الرأسي (أعلى/أسفل) أو الأفقي (جانبا إلى جانب). يمكن أن تكون هذه الحركة نتيجة للضغوط والقوى التي تؤثر على القشرة الأرضية بفعل تحركات الصفائح التكتونية وغيرها من العوامل الجيولوجية.
الاستعدادات المرتبطة بالكوارث الطبيعية
أوضح الشراقى أن بشكل عام هي استعدادات متفاوتة من بلد لآخر. الأمر يتطلب تدريباً فعالاً وإنجاز خطط مسبقة للتعامل، سواء للتخفيف من الخسائر وكذلك التعامل معها بعد وقوع أي من الكوارث. مذكراً أنه من الضرورة بمكان -في سياق التخفيف من مخاطر الزلازل والتعامل المسبق استعداداً لأي من الكوارث- أن تكون هناك إدارات أو جهة معنية بهكذا موضوع في كل دولة عربية، تدعمها القوانين اللازمة، تتولى تلك الجهة مسؤولية اتخاذ الإجراءات الاستباقية وكذلك التعامل مع الكوارث.
ويضيف: ” أن تكون هناك إدارة على المستوى العربي معنية بمواجهة الكوارث الطبيعية، من خلال التنسيق العربي المشترك عبر جسم تابع لجامعة الدول العربية يمكنه المشاركة في مسائل الإنقاذ وغير ذلك عند الطلب يمكن أن يكون ذلك الجسم مدعوماً بمئات المتطوعين أو الموظفين ليكونوا جاهزين للتدخل عند الضرورة، على أن يتم تنظيمه بشكل واضح وقوانين معينة، وبما يعزز اللحمة العربية والتضامن العربي في مجال مواجهة الكوارث الطبيعية
ويلفت الشراقي إلى أن الكوارث الطبيعية الزلازل لا يمكن إيقافها أو التنبؤ بها بشكل سريع، وبالتالي ما يمكن فعله هو الاعتماد على استعدادات خاصة (لتقليص الخسائر) من خلال أساليب خاصة في البناء وعبر القوانين التي تدعم ذلك بشكل عقلاني ومدروس، وغير ذلك، علاوة على تعزيز قدرات الإنقاذ ورفع الأنقاض والتدخل السريع.
التعليقات مغلقة.