طلال أبو غزالة: القرن الحالي قائم على الذكاء الإصطناعي.. والاقتصاد المصري صامد
القاهرة محمود جمعة:
قال الدكتور طلال أبو غزالة الخبير الاقصادى ومؤسس مجموعة “أبو غزاله الدولية” إن السوق المصرية تُعد واحدة من أهم الوجهات الاستثمارية للمجموعة، وبها العديد من الفرص الجاذبة خاصة بقطاع التكنولوجيا، مشيرًأ إلى أن مجموعته تقدم مقترحات وتوصيات للحكومات العربية -ومن ضمنها مصر- لوضع برامج للاكتفاء الذاتى من الغذاء والدواء والتقنيات التكنولوجية.
وأضاف “أبو غزالة ” خلال مؤتمر صحفي، تحت عنوان مستقبل العالم، علينا أن نتحول في تفكيرنا الاستثماري إلى استثمار في المعرفة، وخاصة في مجال تقنية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤكدًا أن الاستثمار في الفكر والابتكار هو المستقبل والعمل علي التطوير ذو حداثة وفائدة علي الإنسانية والمجتمعات.
وتابع ابو غزاله، أن الحرب في أوكرانيا هي مجرد بداية لحرب أوروبية شاملة وليس أمريكية في المرحلة الأولى، وستتحول إلى حرب عالمية “الحرب العالمية الثالثة”، مشيرًا إلى أن التطورات التى يشهدها العالم حاليًا تشكل مرحلية مفصلية وبداية لتاريخ جديد سيتم من خلاله إعادة تقسيم موازين القوى العالمية، وأن الحرب الروسية الأوكرانية ليست مقصودة بحد ذاتها كحرب بين دولتين، إذ أنها مجرد ملمح من ملامح تشكل النظام العالمى الجديد.
وأضاف الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الأمن التى أصبحت مصالحها متعارضة ومتضاربة لدرجة أن مجلس الأمن أصبح عاجزًا عن اتخاذ قرارات مصيرية، وأن العالم أصبح بلا قيادة، فلا يمكن القول أن أمريكا ما زالت تقود العالم، أو أن الصين أو روسيا تستطيع أن تدعي أنها تقود العالم، لذلك صارت هناك حاجة موضوعية إلى حدث عالمى يمكنه إعادة توزيع موازين القوى بشكل يعبر عن موازين القوى على أرض الواقع.
وأشار إلى أن مصر تميزت بقيادتها وذلك عبر إعطاء الأولوية للمستقبل وليس الحاضر، مشيرًا إلى وجود تقصير من الاعلام في هذا الأمر، حيث أن الإعلام لا يركز على هذه الأمور بالرغم أن ما تستثمره السلطات المصرية اليوم سوف يجني ثماره الأبناء والأحفاد والأجيال القادمة، لافتًا إلى استضافة مصر للحدث الأكبر فى 2022 ألا وهو قمة المناخ واستضافة زعماء ورؤساء وحكومات العالم فى شرم الشيخ.
واستكمل “أبو غزالة “، إنني أول ما قولت عن مخاطر المناخ وقد أعدت دراسة كبيرة حول ملف التغيرات المناخية وإن مصر ناقشت هذه الجزئية خلال مؤتمر المناخ، مشيرًا إلي أن جميع الموضوعات التي تم مناقشتها بـ”كوب 27 – COP27” كانت هامة للغاية، ولا من الوصول إلى العدالة المناخية ووضع حلول جذرية لأزمة المناخ ومتابعة تنفيذها على أرض الواقع، لاسيما وأنها تتعلق بالنظام الحالى والمستقبلى للعالم.
أكد أن الاقتصاد والاستثمار أصبح قائم على الفكر والابتكار، حيث أن أكبر شركات العالم قائمة على الابتكار وتصل قيمتها السوقية تريليون دولار، موضحًا أن تخوف العالم حاليًا من الصين لأنها تسجل سنويًا 300 الف ابتكار وهو ما يجعلها تقود العالم مستقبلًا.
ولفت إلى أن القرن الحالي قائم على الذكاء الاصطناعي وهى مصدر الثروة وأساس تكوين الثروة والقرن القادم قائم على الحكمة أي أن تصنع الثروة لمصلحة الإنسان، مشيرًا إلى أن المصريين هم أول الشعوب في الابتكار من خلال إنشاء الأهرامات ولذلك لابد أن يعود المصريين لقيادة العالم مرة أخري.
وشدد على أن الطالب العربي يجب أن يكون مبتكرًا، ويجب علينا أن نُخرج مبتكرًا قادرًا على الابتكار أكثر من دول الغرب والصين، مؤكدًا أن الابتكار يعني أي تطوير ذا فائدة لأي شيء موجود، يجب أن نطور على ما هو موجود، وأن نتحول إلى مجتمع معرفي، بل يجب أن يتحول كل فرد إلى إنسان إلكتروني، والمطلوب أن نخلق مجتمع كله رقمي، ولا يمكن أن تستمر أي حضارة دون إدراك المعرفة لكل إنسان، ودائمًا نفكر بأن علينا أن ننافس العالم، ليس نريد أن نقود الركب العالمي، وقدناه لـ300 سنة عندما اخترع العرب رقم صفر.
أشاد بالشراكة مع الهيئة العربية لتصنيع مصنعه لإنتاج صناعة التابلت واللاب توب، مشيرا إلى امتلاك الهيئة إمكانيات مُتقدمة تؤهلها لتوطين تكنولوجيا الصناعات الإلكترونية الحديثة والقابلة للتطوير والابتكار.
وأكد أنه تم نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة وتوريد أحدث خطوط الإنتاج والمكونات الإلكترونية الذكية بالشراكة مع العربية للتصنيع وتدريب الكوادر البشرية من العاملين بمصنع الإلكترونيات التابع للهيئة على صناعة التابلت واللاب توب، وفقًا لمستويات الجودة العالمية ومعايير الثورة الصناعية الرابعة ما ساهم في بدء إنتاج متميز، وإن كل من يعمل بالمصنع هما مصريين.
وأشاد بنجاح الاقتصاد المصري وقدرته على الصمود في وجه التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، وبعد الحرب الروسية الأوكرانية وتوجه الدولة المصرية نحو التحول الرقمي، وطالب بالتحول السريع للدول العربية للتحول الرقمي ووجود الحكومة الإلكترونية
وأضاف أن الاستثمار قائم على الابتكار لأن الاقتصاد أصبح مبني على الابتكار فقد انتهت فكرة المصنع بمعناه التقليدي والاقتصاد التقليدي، منوها بأن الابتكار هو الذى يقود العالم حاليا ولذلك لابد من تغير التعليم التقليدي والاقتصاد التقليدى والتوجة الى الابتكار إذا أرادت الدول المشاركة فى بناء المستقبل .
ولفت إلى أن مصر تخطو في هذا الطريق بخطوات كبيرة وفخور أنه يرى مصر في هذه المكانة، مضيفا أنه يفخر بمصر وشعبها، مشيرًا إلى أنه عندما يأتي إلى مصر يأتي ليتعلم ليستمع ليشاهد عظمة الشعب المصري، مضيفا “نفخر بمصر وشعبها وحكومتها”.
وتابع “أبو غزالة”، نحن بحاجة إلى تحول فكري في الاستثمار الذي لم يعد إنشاء وتحول إلى فكر وابتكار، أنادي في كل مشاريع الاستثمار بدائرة مخصصة للفكر، وعلينا أن نتحول في تفكيرنا الاستثماري إلى استثمار في المعرفة، وخاصة في مجال تقنية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
التعليقات مغلقة.