طارق فهمي لـ”استثمارات”.. مبادرة السراج بشأن ليبيا لا تزال محل اختبار ومصر من دعم الحل السياسي للأزمة

قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المبادرة التي طرحها فائز السراج رئيس حكومة الوفاق في ليبيا بوقف إطلاق النار والدعوة إلى إجراء انتخابات في مارس المقبل، لا تزال محل اختبار من قب جميع الأطراف المحلية والخارجية رغم الترحيب بها من كافة الدوائر السياسية الإقليمية والدولية.
وأوضح طارق فهمي في تصريحات خاصة لـ”استثمارات”، أن مطلب وقف اطلاق النار يجب أن يكون هناك آلية مباشرة لتنفيذه سواء من قبل مجلس الأمن الدولي أو من قبل الأطراف المعنية بوجود قوات أمنية أو شرطية تتولى متابعة هذا الأمر.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن مبادرة السراج بحاجة إلى إجراءات تنفيذ ومتابعة كبيرة، وما ذكره المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري مؤخرا من وجود حشد تركي وتوجه سفن وفرقاطات نحو مدينة سرت لتعزيز الطرف الآخر وهي الوفاق والميلشيات، يتطلب التركيز على هذا المطلب، لذا هذه المبادرة جيدة على المستوى النظري فقط.
وأضاف “من المبكر أن نقول أن هناك ترتيبات أمنية أو وجود عاصمة بديلة في سرت كما اقترح رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لكن يمكن أن نتحدث عن نزع السلاح ولكن بالكامل وليس في مناطق محدودة لأنه مهم وخروج المرتزقة لتأمين الاجراءات المباشرة لتنفيذ المبادرات التي طرحت”.
وقال فهمي إن تركيا وقطر تقومان بتحركات مشبوهة آخرها زيارة وزيري الدفاع القطري خالد العطية والتركي خلوصي آكار إلى طرابلس ولقائهم بمسؤولي حكومة فائز السراج ما يحمل رسائل مهمة.
وأكد استاذ العوم السياسية أن أفكار المبادرتين اللتين طرحهما السراج وعقيلة صالح مرتبطة بالمبادرة المصرية التي طرحت يونيو الماضي ما يؤكد أن القاهرة هي الدولة التي لها مصالح في الحل السياسي للأزمة كما ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي من قبل رغم وجود اشكاليات كثيرة ما يتطلب وجود مرونة وتفاهم من أجل تنفيذ هذه المبادرة.
وقال فهمي إن رئيس البرلمان عقيلة صالح سيكون هو الواجهة لتنفيذ المبادرة السياسية، فالمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي لم يكن له رد مباشر وإيجابي على مبادرة السراج وعقيلة صالح، لذا يجب أن ننتظر بعض الوقت لتقييم هذا الأمر، خصوصا في ظل وجود قوات تابعة للسراج على طول خط التماس الاستراتيجي مع الجيش الليبي.
وأضاف “لعبت مصر دورا مهما في السعي لحل الأزمة الليبية سياسيا، ويتضح ذلك في زيارة رئيس المخابرات الحربية والاستطلاع خالد مجاور إلى ليبيا قبل إعلان السراج وعقيلة صالح والتقى بخليفة حفتر في بنغازي”.
وأوضح فهمي أنه في كل الأحوال مصر داعمة للحل السياسي وتقدم فرص جيدة لكل الأطراف إن خلصت النوايا وبدأت المعادلة السياسية في التفكك.