صحيفة «فاينانشيال تايمز»: جيل جديد من الأثرياء ينعش عقارات دبي الفاخرة
وعندما عرضت أول مساكنه الفاخرة من أصل 231 منزلاً للبيع قبل سبع سنوات، كان من الممكن وقتها شراء شقة من غرفتي نوم مقابل 5.5 مليون درهم فقط (1.5 مليون دولار). لكن مع ارتفاع الطلب منذ جائحة كوفيد-19، أصبح المستثمرون يتهافتون على شراء منازل كاملة تضم حمامات سباحة وشرفات توفر مناظر بانورامية في مقابل مبالغ كبيرة. وخلال الصيف الماضي، بيعت شقة «بنتهاوس» في «أتلانتس ذا رويال»، مكونة من 3 طوابق في مقابل 180 مليون درهم.
ويقول فيليب زبير، الرئيس التنفيذي لشركة «كريزنر أنترناشيونال» المطورة لمشروع «أتلانتس»: «كان 2020 و2022 عامين مذهلين، إذ اعتبر دبي واحدة من تلك الوجهات العالمية التي تعاملت مع كوفيد-19 بشكل جيد للغاية، ما وضعها على خريطة أفضل الأماكن للإقامة».
وتتجسد شعبية «أتلانتس ذا رويال» بين المشترين الذين يستفيدون من طفرة العقارات الفاخرة في دبي، حيث يتنافس جيل جديد من السكان الأثرياء على مجموعة صغيرة من المنازل الفاخرة.
وتشمل الفئات الأكثر طلباً على العقارات الفاخرة في دبي، الأوروبيون الباحثون عن حياة مشمسة ومنخفضة الضرائب، والمصرفيون الهاربون من قيود فيروس كورونا في آسيا، إضافة إلى الهنود الأثرياء الباحثين عن منازل ثانية وبرنامج إقامة طويل الأمد، حيث تتيح دبي الإقامة الذهبية، ناهيك عن الروس الذين يبحثون عن الملاذات القليلة المفتوحة لهم منذ الحرب في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع العام المقبل، وفقاً لشركة «يونيك بروبرتيز»، والتي تشير إلى احتمالية زيادة كلفة العقارات الرئيسية بنسبة 13.5% في عام 2023.
وقالت مجموعة «سي بي آر إي» العقارية إن المعاملات السكنية في دبي في ال 11 شهراً حتى نوفمبر الماضي قد تجاوزت الرقم القياسي المسجل في نفس الفترة من عام 2009. وفي غضون ذلك، ارتفعت الإيجارات بأكثر من الربع خلال نفس الفترة.
وتعد «تلال الإمارات»، وجهة النخبة الفائقة في دبي، إذ يقول لي بورغ، الشريك التنفيذي في شركة «أنترناشيونال ريالتي» إنه باع 10 عقارات في تلال دبي بقيمة إجمالية بلغت 420 مليون درهم هذا العام وحده، وأضاف: «لطالما اجتذبت دبي أصحاب الملايين والمليارديرات، لكنهم الآن ينتقلون إلى هنا ويريدون منازل أكبر».
وأشار إلى أن التقييمات في تلال الإمارات كانت في أعلى مستوياتها على الإطلاق، في حين أن أقل من 5 في المئة من أكثر من 600 عقار في المنطقة معروض للبيع بالفعل.
وتشمل العروض في تلال الإمارات فيلا عصرية صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية في أكثر شوارع تلال الإمارات تميزاً بسعر 349 مليون درهم.
ومع ذلك، فإن الفلل القديمة التي يمكن تجديدها تحظى بشعبية أيضاً، حيث تضاعفت قيمة بعضها منذ الجائحة، لتباع بمبلغ 110 ملايين درهم أو أكثر.
وأقنعت الزيادة في الطلب من قبل المشترين الأكثر ثراءً شركة «داماك»، إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في دبي للتركيز على العروض الفاخرة.
واستفادت «داماك» من هذه الفورة في العام الماضي عندما طرحت الشقق في برج «كافالي» في مقابل 20 مليون درهم، فيما بيعت شقق البنتهاوس في مقابل 3 أضعاف ذلك المبلغ. وقال حسين السجواني، الرئيس التنفيذي للشركة، بأنه يتوقع أن تصل أسعار العقارات في مشروعه الفاخر الجديد في جوار قناة دبي الصناعية إلى 70 مليون درهم.
وأوضح السجواني إنه يتوقع تدفق مشرتين جدد من الصين، حيث تواصل بكين التصدي لتفشي فيروس كونا، مشيراً إلى أن الازدهار المقبل سيأتي من الصينيين.
ويقول المطورون إن المخزون المحدود من العقارات الفاخرة سيضمن استمرار الازدهار، على الرغم من أنه من المتوقع بدء تنفيذ مشاريع جديدة قريباً، وعلى رأسها جزيرة النخلة جبل علي، وهي جزيرة أخرى أكبر من نخلة جميرا الأصلية.
التعليقات مغلقة.