سلطان القاسمي يوجّه بتخصيص 4.5 مليون درهم لدعم مكتبات الشارقة
وجّه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بتخصيص 4.5 مليون درهم، لتزويد مكتبات الشارقة العامة والحكومية بأحدث إصدارات دور النشر المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وتجسد منحة صاحب السمو، حاكم الشارقة، رؤية الإمارة في بناء مجتمع المعرفة، وإتاحة مصادر واسعة من الكتب تغطي مختلف المجالات العلمية والأدبية والثقافية العربية والأجنبية؛ إذ تمثل إضافة متميزة لمحتوى المكتبات من المعارف والعلوم والآداب التي تُثري رواد المكتبات من عامة القراء والطلاب والباحثين في إمارة الشارقة.
كما توفر المنحة دعماً مباشراً لصناعة النشر على المستوى الإقليمي العربي والدولي من خلال ما تحصل عليه دور النشر العربية والأجنبية المشاركة في المعرض من مشتريات المنحة من دورهم.
أشاد ناشرون إماراتيون بمبادرة صاحب السمو، حاكم الشارقة، معتبرين أن ذلك يعد استمراراً لنهج سموه الدائم في دعم صناعة الكتاب ودور النشر، وتزويد مكتبات الشارقة العامة والحكومية بأحدث الإصدارات الفكرية والأدبية والعلمية، العربية منها والعالمية. وأشاروا إلى أن المبادرة ليست غريبة على صاحب السمو، حاكم الشارقة، ورؤيته تجاه رفد المكتبات العامة في الإمارة بمحتوى جديد ونوعي مخصص للأطفال واليافعين والشباب، باعتبار أن تلك المكتبات بمنزلة الحاضنة المعرفية للأجيال الجديدة، والتي تمكّنهم من تطوير مهاراتهم والارتقاء بثقافتهم، إلى جانب أنها تعد مؤسسات ثقافية تستضيف الكتاب والفنانين، وفي الوقت نفسه تتواصل مع جمهور القراء من داخل الدولة وخارجها، عبر محتوى معرفي ضخم تضمه منصتها الإلكترونية، ولفتوا إلى أن المبادرة تحمل رسالة للناشرين في الاستمرار في العمل في صناعة المحتوى المعرفي والفكري والثقافي.
جهد مضاعف
الكاتبة والناشرة صالحة غابش، رئيسة المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، أكدت أن المبادرة ليست غريبة على صاحب السمو، حاكم الشارقة، الذي يبذل جهداً مضاعفاً في دعم الثقافة والمثقفين، موضحة أن دعم المكتبات العامة، هو بمثابة دعم مباشر للمعرفة والفكر.
وأشارت غابش إلى أن المبادرة تتيح لدور النشر أن تستمر في بحثها عن الكتاب الجيد، وهو خيار يدعم مشروع الثقافة المحلية والعربية بوجه عام، حيث يعد هذا النوع من التوجيهات دافعاً كبيراً لدور النشر لإنتاج مزيد من الأعمال الثقافية ويتيح أمام القارئ مزيداً من التنوع في الخيارات والمصادر التي تساعده على تنمية نفسه. وقالت: «المبادرة تشكّل رافداً كبيراً للمكتبات العاملة في الشارقة، فضلاً عن كونها تشكّل ثراء معرفياً يعين الطالب والباحث والأكاديمي كل في مجال اختصاصه على تحقيق غاياتهم في اكتساب المعرفة».
وأكد علي الشعالي، مؤسس ومدير دار الهدهد للنشر والتوزيع، أن المبادرة هي حدث منتظر، حيث إن صاحب السمو حاكم الشارقة، قد عوّد القراء ودور النشر على مثل هذه المكرمة في كل دورة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، فهو صاحب الإسهامات الكبيرة في دعم صناعة الكتاب، وقد نزل الخبر على جمهور القراء بصورة عامة برداً وسلاماً، وبالتالي فإن المبادرة ليست أمراً مستغرباً على شخصية ظلت على الدوام تنحاز للمعرفة والفكر والثقافة.
وذكر الشعالي أن اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة، بأمر المعرفة والثقافة ودعمه لها، قد تجاوز الدولة، إلى كل العالم العربي، فصارت بيوت الشعر في العديد من الدول، وغير ذلك من الأنماط الإبداعية مثل المسرح وغيره، وهو الأمر الذي استعاد النشاط الثقافي في كثير من تلك الدول، مشيراً إلى أن الشارقة ومكتباتها ظلت تتزود بالكتب في كافة صنوف المعرفة في كل عام، وهو الأمر الذي يؤكد تميزها كعاصمة للثقافة العربية.
وأوضح الشعالي أن صاحب السمو حاكم الشارقة أراد عبر تلك المبادرة أن يأخذ بأيدي الناشرين من أجل أن يسهموا بصورة مستمرة في المعرفة والفكر، مشيراً إلى أن سموه أشرك كذلك، أهل بيته في دعم العلم والمعارف، فها هي الشيخة بدور صارت علماً من أعلام النشر في الإمارات وكل العالم عبر ترؤسها للاتحاد الدولي للناشرين، حيث قدّمت فتوحات كبيرة في هذا المجال.
ولفت الشعالي إلى أن أكثر الأشياء التي تبرهن على انحياز صاحب السمو حاكم الشارقة للمعرفة والثقافة، هو استمرار معرض الشارقة الدولي للكتاب، حتى في أصعب الظروف مثلما حدث أيام جائحة كورونا، فقد توقفت في تلك الأوقات أهم المعارض الدولية، وهو أمر يؤكد أن شعلة الفكر يجب أن تظل متقدة على الدوام.
ثقافة العطاء
وأكد د. سيف الجابري صاحب دار «سيف الجابري» للطباعة والنشر، أن ثقافة العطاء من قائد الإبداع صاحب السمو حاكم الشارقة، ليست غريبة ولا جديدة، فقد ظل على الدوام داعماً للحراك الأدبي والإبداعي في الدولة والعالم العربي، لافتاً إلى أن المنحة سيكون لها أثرها في الناشرين والكتاب.
وشدد الجابري على أن صاحب السمو حاكم الشارقة لطالما أثلج صدور الناشرين، لافتاً إلى أن مثل هذا الدعم يحفز الكتاب للإبداع الأدبي والمعرفة التي تبني الأوطان، ويقول: «نحن كناشرين نشكر صاحب السمو حاكم الشارقة، الحكيم المثقف الذي هو قدوة العطاء والمعرفة».
وذكر الجابري أن المكرمة ستقع موقعاً مؤثراً وحسناً من المكتبات والقراء، حيث سيكون في متناولهم كل جديد من إصدارات في مختلف أشكال وأنواع المعرفة والفكر؛ الأمر الذي سيسهم في تنشيط الحراك الثقافي، موضحاً أن الدولة تولي أهمية فائقة للقراءة والتثقيف. وفي هذا السياق، فإن للمكرمة دلالات كثيرة، على رأسها أولوية المعرفة وأهميتها في حياة الشعوب.
استمروا
من جانبه أوضح خالد عيسى، صاحب دار «هماليل» للطباعة والنشر، أن صاحب السمو حاكم الشارقة، ظل على الدوام يفاجئ ويدهش أصحاب دور النشر، بالعطايا والمنح والدعم التي من شأنها أن تسهم في حراك قطاع النشر وكذلك التعليم.
وأشار عيسى إلى أن هذا الدعم السخي هو بمثابة مساهمة قيمة لأن تعود الحياة إلى مجال طباعة الكتب والمؤلفات مجدداً، لافتاً إلى أن المكرمة ستمنح المعرض ثقلاً كبيراً، كما أنها ستشجع الدور على المشاركة فيه بصورة مستمرة، وستزيد من إيمانهم بالثقافة وأهميتها.
وشدد عيسى على أن تلك المنحة، ستعزز مكانة الشارقة كعاصمة للثقافة العربية والعالمية، وستزيد من توهجها في كافة مجالات الإبداع.
ولفت عيسى إلى أن صاحب السمو حاكم الشارقة، لديه إيمان بالكتاب المطبوع، وإصرار على دعم صناعة الكتاب في الدولة، مشيراً إلى أن هذا الدعم هو بمثابة نداء للناشرين في الإمارات مفاده: «استمروا في طباعة الكتب، فهناك من يقف إلى جانبكم ويدعمكم».
التعليقات مغلقة.