زكي أنور نسيبة: الشيخ زايد أسس الإمارات على قيم التسامح
أكد معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة أهمية الدبلوماسية الثقافية لدولة الإمارات، التي تأسست على قيم التسامح والسلام بفضل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، حيث كانت استراتيجيته تقوم على إظهار الصداقة تجاه جميع الثقافات والشعوب، وتعزيز قيم الإسلام المعتدل والعمل من أجل تعاون متبادل في المنفعة مع جميع الدول لتحقيق الاستقرار العالمي.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «دبلوماسية الإمارات الثقافية.. جسرٌ إلى العالم» والتي نظمتها جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، عبر منصتها الرقمية وأدارها الدكتور سليمان الجاسم العضو الفخري في الجمعية، بحضور خالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة الجمعية. وتناولت الجلسة عدداً من المحاور التي طرحها الدكتور سليمان الجاسم.
وافتتح معالي زكي أنور نسيبة الجلسة بالحديث عن مفهوم الدبلوماسية الثقافية كأسلوب لممارسة القوة الناعمة، عبر تقديم ثقافة الوطن وإبداعات أبنائه، وقيم المجتمع وتراثه الإنساني وصناعاته الثقافية إلى الجمهور الخارجي، بهدف تعزيز قوة الدولة ومكانتها، واصفاً معاليه الدبلوماسية الثقافية بأنها مسار الإجراءات التي تستند إلى تبادل الأفكار والقيم والتقاليد والجوانب الأخرى للثقافة أو الهوية والاستفادة منها، سواء لتقوية العلاقات أو تعزيز التعاون الاجتماعي الثقافي أو تعزيز المصالح الوطنية وما بعدها.
وعن تاريخ الدبلوماسية الثقافية في الإمارات ونهج الأب المؤسس الشيخ زايد «طيب الله ثراه» ودوره في ترسيخها قال نسيبة: «عندما ننظر إلى ما حولنا اليوم ونعود بالذاكرة إلى البدايات والتي انطلق منها الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، نستطيع أن نقدّر فعلاً قيمة الجهد الذي قام به.. ونستذكر هنا الظروف التي كانت سائدة في المنطقة عندما قرّر الشيخ زايد بناء الدولة، حيث تغلّبت الإرادة والمقدرة والرغبة والإيمان على كافة التحديات التي وقفت أمام بناء الدولة الذي كان يُمثّل المسار الأول الأكثر أهمية بالنسبة له، أما المسار الثاني فيكمن في عزم الشيخ زايد على بذل كافة الجهود للوصول بالخير الذي أنعم الله به على الإمارات إلى أبناء شعبنا أولاً ليعيشوا في مجتمع يوفّر لهم الكرامة والسعادة والاستقرار، بالإضافة إلى مدّ يد الخير إلى جميع من حولنا، أما المسار الثالث فقد تمثّل في رغبة الشيخ زايد في مدّ جسور التواصل مع كل دول العالم، وأن نفتح الأبواب أمام كل ثقافات وحضارات العالم وهكذا بدأت المسيرة».
وفي إطار أهمية التعليم ودوره في تعزيز القوة الناعمة في دولة الإمارات، استعرض معالي المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة نهضة التعليم في دولة الإمارات وما صاحب هذه النهضة من ريادة وتميز في مختلف المراحل التعليمية، واعتبر نسيبة أن مفهوم القوة الناعمة في التعليم يشكل جزءاً مهماً من معادلة التعليم الدولية، وأصبح هذا المفهوم منطلقاً مهماً للمشاركة الدولية في التعليم وتعزيز التبادلات الدولية بين الدول وبعضها البعض، حيث آمن المغفور له الشيخ زايد بأن التعليم هو القوّة الناعمة التي ستقود المجتمع إلى مصاف الدول المتقدمة، كما أدركت القيادة الرشيدة مدى أهمية الجودة المتميزة في التعليم باعتباره أحد العوامل التي تبني القوة الناعمة للبلاد في العلاقات الدولية، لذا حرصت على أن تواكب السياسات التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة أحدث التوجهات التعليمية في العالم، وعمدت إلى وضع الإطار العام لسياسات التعليم في الإمارات.
وتحدث معالي نسيبة عن أهمية العنصر الثقافي في السياسة الدولية الإماراتية، لما تتمتع به الدولة من موروث ثقافي كبير ينعكس في قيم وأصالة أهلها، مؤكداً أن قطاع الثقافة يحظى باهتمام كبير من قبل القيادة الرشيدة التي تُدرك، عن حقٍّ، أهميةَ الثقافةِ كعنصرٍ أساسيٍ من عناصرِ القوّةِ الناعمة.. وقد تعاظم هذا الاهتمام خلال السنوات الأخيرة، بالتزامن مع تعاظم الاهتمام العالمي بالثقافة، فتمّ تدشين العديد من المشروعات الثقافية التي باتت وجهة أساسية للسياحة، مثل متحف اللوفر- أبوظبي..كما جاء تأسيس جامعة السوربون- أبوظبي، التي تستقطب الطلبة الموهوبين والمُتميّزين من الدولة ومن حول العالم، كجزءٍ من رؤية الإمارة لتعزيز لغة الحوار بين الثقافات والحضارات.
ورداً على سؤال: هل يمكن للدبلوماسية الثقافية من خلال الرياضة والفنون أن تكون قادرة على مواجهة تهديدات القوة الصلبة؟ قال معالي زكي نسيبة: «إن الثقافة والفن يستطيعان تحقيق ما لا تحققه السياسية، ويهدف مكتب الدبلوماسية الثقافية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي إلى إبراز ما تمتلكه دولة الإمارات من ثقافة وقيم الخير والتسامح على المستويين الإقليمي والدولي، حيث يسعى، ومن خلال «القوة الناعمة» وعلاقتها الثقافية والدولية، إلى إظهار الإمارات مركزاً للامتياز المعرفي والثقافي، ونموذجاً رائداً لمجتمع يعتزّ بهويته الوطنية وثقافته عالمياً».
واعتبر معالي زكي نسيبة أن الدبلوماسية الثقافية يُمكنها أن تلعب دوراً مهماً في التعافي في مرحلة ما بعد «كوفيد-19»، حيث جاء تأسيس مكتب خاص بالدبلوماسية الثقافية والعامة ضمن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بتوجيهات من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، من أجل إيصال ثقافتنا المتقدمة وقيمنا العريقة للدول المختلفة، معرباً عن ثقته بأن الدبلوماسية الثقافية ستلعب دوراً أكبر وأهم في مرحلة ما بعد «كوفيد-19»، فالتبادل الثقافي، هو أحد الطرق التي تساعدنا على تحقيق تفهم وانجذاب دولي أكبر نحو ثقافة دولة الإمارات وقيمها.
ومن جانبه، أشاد خالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة الجمعية بمسيرة العطاء الزاخرة، لمعالي زكي نسيبة الذي خدم وطنه بحب وإخلاص في مختلف المواقع والمهام، مشيراً إلى أن معاليه أحد رجالات الوطن الأوفياء الذين رافقوا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وعاصروا مسيرته، وما يزال يواصل مهمته الوطنية بكل جد وإخلاص.
وأشار الظنحاني إلى أهمية استراتيجية الإمارات في تبني مفهوم القوة الناعمة التي تشمل كافة القطاعات الاقتصادية والثقافية والفنية والسياحية والإنسانية والمجتمعية، مؤكداً نجاعة التوجهات الإنسانية والحضارية التي تنتهجها القيادة الرشيدة بإبراز الصورة الحضارية للدولة وإرثها وهويتها وثقافتها الأصيلة.
التعليقات مغلقة.