رشاد عبده لـ”استثمارات”.. الإمارات كانت سباقة في الاستثمار بالمعرفة والتكنولوجيا
أكد الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي والأكاديمي، أن الإمارات استطاعت الاستثمار بقوة في اقتصاديات المعرفة والاهتمام بالعلم، ما ساعدها على تحقيق معدلات نمو اقتصاد مرتفعة، والقدرة على مجابهة آثار فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وعدم التضرر بشدة كغيرها من الدول التي تضررت.
وقال الدكتور رشاد عبده رئيس منتدى مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ”استثمارات”، إن المستقبل الآن في الاستثمار بالمعرفة فمن لديه معلومة هو من سيقود، ومن لديه المعرفة والمعلومات سيتحكم في العالم وسيكون أهم ممن لديه أي موارد استراتيجية أخرى، فمثلا سيكون قادرا على اتباع الأساليب التكنولوجية الحديثة في دعم الاقتصاد والتنمية مثل إصدار عملات الكترونية وغيرها من الاقتصاديات القائمة على المعرفة، وهو ما نجحت في الإمارات.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن إطلاق الإمارات مسبار الأمل إلى كوكب المريخ، واستثمارها في اقتصاديات المعرفة سيساعدها في تعزيز علاقتها الدولية، مشيرا إلى أن الإمارات هي الدولة القائدة في المنطقة العربية على مستوى المؤشرات الاقتصادية مثل مؤشر التنافسية ومكافحة الفساد، الأمر الذي جعلها محل ثقة من قبل الدول.
وأضاف رشاد عبده أنه بسبب الثقة في الإمارات، فازت دبي بتنظيم معرض اكسبو 2020، متفوقة على دول ومدن أخرى مثل سوتشي الروسية وإسطنبول التركية، وعدد كثير من المدن، وهذا دليل على قوة الإمارات بما تملك من مقومات وبنية تحتية فهذا المعرض ينظم كل بضعة وهو من أهم المعارض الدولية، فهذه هي المرة الأولى التي يُنظم فيها معرض اكسبو 2020 في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
وأكد الأكاديمي المصري أن الإمارات لديها بنية تحتية قوية وقرارات مستقلة وسياسة إيجابية وتعليم منضبط ومؤشرات اقتصادية قوية أهلتها لأن تستثمر بقوة في اقتصاديات المعرفة التي ستحدد من يقود العالم مستقبلا.
وأوضح رشاد عبده أن الاستثمار في العلم هو ما دعم الإمارات بقوة، فمثلا دعت الجامعات الدولية الكبرى لإنشاء فروع لها في الإمارات وجلبت أساتذة منهم ما جعلها تحقق قفزات قوية في مستويات المعرفة، مؤكدا أن الإمارات دولة لديها رؤية فكرة ونظرة للمستقبل وقيادة تخطط للمستقبل وتعلم ما تريد وتستثمر في هذا الاتجاه.
وتعليقا على تأثر الإمارات بجائحة كورونا، أكد الخبير الاقتصادي أن دولة الإمارات كانت من الدول السباقة في مواجهة كورونا، وكأنها كانت مستعدة لمواجهة أزمة كهذه، وذلك بسبب كم المستشفيات المتقدمة التي أنشأتها في السابق، والاهتمام بالقطاع الصحي، بالإضافة إلى الشفافية التي اتبعتها منذ البداية في الإعلان عن وجود الوباء وأعداد المصابين والوفيات، مقارنة بدول أخرى كبرى فشلت في هذا الأمر وأخفت وجود المرض والأعداد الحقيقية، وهذا الأمر هو العامل الأول في نجاح معالجة أي أزمة وهي الشفافية والمصداقية.
وأوضح الدكتور رشاد عبده أن الإمارات فتحت الحجر أمام غير الإماراتيين واعتنت بهم، وعالجتهم لهذا معدل الشفاء من كورونا في الإمارات مرتفع بشكل كبير لذا لم يؤثر كورونا بشكل قوي على الاقتصاد الإماراتي، مقارنة بدول كبرى بلغ معدل النمو فيها بالسالب، وفي تقرير لصندوق النقد الدولي قال إن واشنطن بلغ معدل النمو لديها ¬- 6%، وكذلك سلجت بريطانيا -6.5% بجانب دول كبرى أخرى سجلت معدلات نمو متدنية مقارنة بالإمارات.
وأكد الخبير الاقتصادي أن العالم كله تأثر بالجائحة، لكن الإمارات بسبب سياستها استطاعت التعامل بشكل واعي مع تداعيات الأزمة ولم تتأثر كباقي الدول، لأن الإمارات لا تعمد فقط على النفط، بجانب امتلاكها صناديق ثروة سيادية تستثمر من خلالها عبر العالم.
وأكد الخبير الاقتصادي أن انخفاض النفط لم يؤثر كثيرا على الإمارات، فدول الخليج وضعت استراتيجية للتعامل مع انخفاضات أسعار النفط ما يجنبها الوقوع في أزمات كما كان في السابق، فمثلا تضع الدول سعرا منخفضا للنفط في ميزانيتها وتتعامل على هذا الأساس فالإمارات مثلا وضعت سعر النفط في ميزانيتها عن حدود 28 دولارا للبرميل، أما الآن سعره يتراوح في حدود 40 دولارا للبرميل.
وأشار الأكاديمي الاقتصادي إلى أنه في حال حدوث موجة ثانية من تفشي فيروس كورونا، فإن الإمارات قد تتأثر كباقي دول العالم، لكن إذا تم الاحتياط للأمر فلن تتأثر كثيرا، وسبق أن تأثر العالم بالأزمة المالية التي حدثت في عام 2008 ومنهم دول الخليج العربي، حيث هبط النفط إلى مستوى 20 دولارا للبرميل، لكن تم الاستفادة من هذا الدرس والاحتياط له جيدا، فالإمارات والسعودية مثلا وضعا احتياطات قوية وأسعار محددة للنفط تجنبهم حدوث أزمة كهذه مجددا.
وأوضح رشاد عبده أن الإمارات وضعت صناديق ثروة سيادية استثمرت فيها كثيرا، ما سيساعد على امتصاص أي صدمات قوية قادمة مستقبلا سواء موجة ثانية من كورونا أو أي ظرف طارىء آخر.
وتعليقا على مستقبل اقتصاد دول الخليج العربي في ظل أزمة كورونا، أكد الخبير الاقتصادي أن التعافي بشكل سريع من آثار كورونا مرتبط بالتوصل إلى لقاح فعال للوباء، فمثلا قد تكون هناك موجة ثانية للوباء في سبتمبر المقبل أشد من الموجة الأولى، إلا أن العالم أدرك الدرس، ففي بداية ظهور المرض طالبت الدول بالتباعد والجلوس في المنزل، لكن هذا أثر على الاقتصاد، ما دفعهم لوضع مصطلحات جديدة مثل فتح الاقتصاد، واتباع أسلوب التعايش مع الأزمة، وهي الطريقة التي تسير عليها دول الخليج الآن، فالمصانع والشركات ستعمل مع وضع فرق طبية والاهتمام بالرعاية الصحية، فيجب التوزان بين الحرب على كورونا والالتزام بالتنمية.
وقال رئيس منتدى مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن الإمارات ودول الخليج استطاعوا تحقيق هذه المعادلة، والتأثر قليلا بجائحة كورونا، فقد بدأت تعيد فتح حركة الطيران والحدود أمام معظم الدول، مع اتباع إجراءات طبية واحترازية قوية، تحقق التوازن بين متطلبات التنمية ومجابهة الوباء.
التعليقات مغلقة.