دولة الإمارات ومملكة البحرين علاقات تاريخية لمستقبل مشرق

دولة الإمارات ومملكة البحرين علاقات تاريخية لمستقبل مشرق

ترتبط دولة الإمارات ومملكة البحرين، بعلاقات أخوية عميقة وروابط وثيقة أساسها الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك والتاريخ الواحد، إضافة إلى التطلعات والرؤى الهادفة إلى توفير الاستقرار والرخاء لشعبي البلدين، حيث تتسم العلاقات والروابط بالتعاضد التاريخي وتعد أنموذجاً راسخاً وقوياً للعلاقات بين الدول الشقيقة.
وحققت العلاقات التاريخية الإيجابية بين البلدين الشقيقين واقعاً مزدهراً للتعاون بين الإمارات والبحرين في شتى القطاعات، بما في ذلك مجالات التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك، والتنسيق والتشاور السياسي، حيث تحرص قيادة البلدين الشقيقين على تنمية هذه العلاقات الوطيدة في شتى المجالات.

وشكلت العلاقات الإماراتية  البحرينية أحد أهم مرتكزات الوحدة الخليجية من حيث التفاهم الكبير بين القيادة الإماراتية والبحرينية حول مختلف القضايا الإقليمية والعالمية والحرص الكبير من القيادتين على تنمية العلاقات في كافة القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لما فيه مصلحة الشعبين، عبر التكامل بين البلدين في ظل ما يمتلكانه من ثقل سياسي ودور ريادي يعزز الاستقرار الإقليمي.
وتتشارك دولة الإمارات ومملكة البحرين، الرؤى نفسها في مختلف القضايا والملفات العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، انطلاقاً من ثوابت راسخة تدعم سيادة الأمن والسلم بالمنطقة وفي مختلف أنحاء العالم، كما قاما بلعب دور دبلوماسي نشط لتعزيز مفاهيم السلام في المنطقة وترسيخ مبادئ التعايش والتسامح والإخاء الإنساني، كما يسهم التنسيق والتعاون الدائمان بين الجانبين في دعم جهود التنمية لصالح الشعبين الشقيقين وتحقيق الاستثرار الإقليمي والدولي، كما تنعكس العلاقات المتميزة على موشرات التبادل التجاري والتفاعل الثقافي والاجتماعي بين البلدين.

وأرسى المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، دعائم العلاقات بين البلدين الشقيقين، حيث آمن القائدان بأهمية العمل على ترسيخ التلاحم والتكاتف بينهما، من خلال العديد من الزيارات المتبادلة والتي جمعتهما في سببل تعزيز أواصر العلاقات الثنائية وترسيخ المكتسبات التي تحققت خلال السنوات الماضية.
وتواصلت العلاقات التاريخية برؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حيث تضمنت اللقاءات المتبادلة، تأكيداً على  أوجه العلاقات الأخوية المتميزة القائمة بين البلدين الشقيقين، وما يشهده التعاون والتنسيق المشترك من تطور وتقدم في المجالات كافة، بما يعود بالخير على شعبيهما الشقيقين، في إطار مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال اللقاءات السابقة مع أخيه جلالة ملك البحرين، على وقوف دولة الإمارات إلى جانب مملكة البحرين الشقيقة، بما يسهم في تنميتها وتعزيز استقرارها، معرباً سموه عن أمله في أن تشهد البحرين المزيد من التقدم والازدهار والرخاء.
وتجسد مقولة سموه، استمرار الإمارات بقيادتها وشعبها في الوقوف جنباً إلى جنب مع البحرين، ترسيخاً لأواصر الأخوة والتعاون المشترك، وانطلاقاً من الشراكة التاريخية بين البلدين ومن مبادئ دولة الإمارات وتوجهاتها في دعم الأشقاء ، بما يرسخ الوحدة الخليجية التي تجمع دول المنطقة.
من ناحيته أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على توافق الرؤى بين الإمارات والبحرين حول كافة القضايا محل الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، كذلك اتفاق وجهات النظر حول أهمية تعزيز العمل الخليجي المشترك وتضافر الجهود والأفكار، بما يكفل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي، ويضمن المستقبل الزاهر المرجو لشعوب المنطقة على الصعيدين الخليجي والعربي

وتعكس مقولة سموه، مدى التوافق في وجهات النظر بين البلدين الشقيقين، وعملهما الدائم لإرساء القيم الإيجابية في المنطقة، ووجود القناعة المشتركة لدى قيادة البلدين بأهمية المضي قدماً في مسار العلاقات التاريخية، بهدف التمكن من الوصول إلى آفاق جديدة من الشراكة والتعاون وتحقيق مصلحة الشعبين الشقيقين.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً متزايداً، بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث أكد سموه بأن ما يجمع مملكة البحرين ودولة الإمارات تاريخ طويل، مشيراً سموه إلى أن العلاقات بين الدول تكون علاقات رسمية، لكن علاقاتنا مع البحرين خاصة، أثبتت نفسها من خلال التحديات التي صادفتها قبل الاتحاد وبعد الاتحاد، وعبر سموه عن تقديره لمواقف مملكة البحرين الدائمة مع دولة الإمارات وعملهما معاً من أجل الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
وتجسيداً لحجم الترابط التاريخي بين البلدين، وانطلاقاً من وحدة المصير وترابط أمن دول مجلس التعاون، شاركت دولة الإمارات ضمن قوات درع الجزيرة في البحرين عام 2011، للمساهمة في حفظ الأمن العام والقوف بكل قوة وراء ما يحقق الأمن والاستقرار في مملكة البحرين، ولمواجهة الأحداث التخريبية التي شهدتها البحرين ومحاولات التدخلات الخارجية في شؤونها.
وبدأت العلاقات الإماراتية البحرينية في عام 2000 تتخذ أبعاداً جديدة وآفاقاً رحبة على كافة المستويات، وذلك مع تشكيل اللجنة العليا المشتركة بينهما، حيث تولت هذه اللجنة تنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادتي البلدين بهدف مواجهة التحديات في المنطقة، ودعم وتعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والتجارية والثقافية في إطار كيان قوي متماسك يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.

وتأكيداً على أهمية مواصلة التعاون وتفعيله، وقع الجانبان على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال الفترة الماضية وهي اتفاقية النقل البري الدولي للركاب والبضائع بين حكومة مملكة البحرين وحكومة دولة الإمارات ومذكرة تفاهم بين المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية بمملكة البحرين وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التأمينات الاجتماعية بين الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي بمملكة البحرين والهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية بدولة الإمارات.
وأكد الجانبان خلال الاجتماعات الماضية، تطلعهما إلى تفعيل ما تم التوقيع عليه وإلى التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج عمل جديدة في الفترة القادمة والتخطيط لوضع آليات جديدة لتنفيذ مضامينها مما يعكس رغبتهما بدفع التعاون بينهما إلى آفاق مستقبلية رحبة وطموحة، بما ينسجم ويعزز آليات العمل المشترك.
وعلى المستوى الاقتصادي والتجاري، تؤكد مسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين، لاسيما خلال الأعوام القليلة الماضية، متانة العلاقات وتكامل اقتصاد البلدين، فالإمارات ومملكة البحرين تؤمنان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، وتفعيل ذلك من خلال زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام.
ومن ناحيته، تواصل التعاون بين البلدين ليصل إلى الفضاء، حيث تتشارك دولة الإمارات مع مملكة البحرين العمل ضمن مشروع القمر الاصطناعي المشترك «ضوء 1»، حيث يستهدف دراسة ظاهرة تسمى بومضات أشعة غاما الأرضية المرتبطة بظهور البرق أو العواصف الرعدية، وسيقوم بجمع البيانات وتحليلها، بهدف تكوين دراسة شاملة حول الظواهر المرتبطة بالبرق والعواصف، وتزويد الجهات المعنية بالبيانات البيئية التي تدعم عمل هذه الجهات ضمن خططها واستراتيجياتها المستقبلية.
ودربت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا نخبة من منتسبي الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على تقنيات الفضاء، وإشراكهم في تنفيذ عدة مشاريع، بما أسهم في تأهيلهم وإكسابهم خبرات في قطاع الفضاء في مملكة البحرين.

ويتقاسم البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.
ووقع البلدان خلال السنوات السابقة العديد من مذكرات وبروتوكولات التعاون في مجال التعاون الثقافي للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك للبلدين، وفي هذا الإطار جاء مشروع استعادة المباني التراثية في البحرين الذي تدعمه الإمارات، والذي يهدف إلى إعادة إحياء بيت «فتح الله» التراثي في مدينة المحرق وغيره من المواقع التراثية.

احتفال في «إكسبو»
تشهد احتفالات هذا العام، تخصيص معرض «إكسبو» الدولي لبرنامج احتفالي باليوم الوطني البحريني واحتفالية خاصة بجناح البحرين في المعرض، كما تتزين معالم ومؤسسات ومواقع إماراتية شهيرة بألوان العلم البحريني، إضافة إلى استعراض لافتات للتهاني والتبريكات على اللوحات الرقمية والإرشادية في الطرق الرئيسة.  وتشهد مراكز التسوق احتفالات خاصة باليوم الوطني البحريني، كما ستخصص القرية العالمية بدبي العديد من الفعاليات التراثية والفنية احتفاء بالمناسبة، إضافة إلى تخصيص ختم خاص بمطارات الدولة ومختلف منافذها لاستقبال المواطنين البحرينيين القادمين للإمارات.

العلاقات الأسرية والعادات
وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات ومملكة البحرين تداخلاً وعمقاً بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتقارب الجغرافي. وتتزامن احتفالات دولة الإمارات هذا العام باليوم الوطني البحريني، مع دخول دولة الإمارات إلى عهد الخمسين الثانية، حيث تواصل الدولة ترسيخ دعائم الاستقرار والأمان وتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع مختلف دول العالم، وأولهم الأشقاء من محيطها الخليجي، والذين تتشارك معهم التاريخ ووحدة المصير.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد